سيدتي اكتب لك مشكلتي على استحياء وبعد تردد كبير، لأخذ رأيك في مشكلتي التي تكاد تقضي على عقلي.
أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري لم اتزوج حتى الآن. لي من الأخوة أربعة اشقاء ترتيبي منهم الثاني، ومن الشقيقات شقيقة واحدة متزوجة وتعيش مع زوجها الذي يحمل جنسية خليجية في مسقط رأسه. أما اشقائي فالجميع متزوج، وكل منهم يعيش منفردا مستقلا بنفسه وانا الوحيد الذي اعيش في منزل الأسرة الكبير مع والدتي حفظها الله.
والدي توفي منذ اكثر من خمسة عشر عاما، ومنذ ذلك التاريخ ووالدتي الحبيبة تعيش الوحدة والألم والحسرة على فراق والدي، ولم تجد في الدنيا أو في اخوتي من يواسيها ويخفف عنها سواي. اقتربت والدتي مني بشكل كبير، حتى اصبحت لا افارقها إلا عند ذهابي للعمل واعود سريعا لأكون بجانبها الى ان تخلد للنوم.
أقسم لك اني لم أكل أو امل يوما من مرافقتي لوالدتي أو رعايتها، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة التي مرضت فيها مرضا شديدا ولازمت الفراش لا تفارقه أبدا، ويشهد الله على انني اقوم بخدمتها طوال فترة وجودي في المنزل من بعد عودتي من العمل، فهي لا تثق بأي مخلوق غيري. شقيقتي عرضت عليَّ ان تترك زوجها وأولادها، وتعيش معي انا ووالدتي في المنزل لتقوم بخدمتها ورعايتها، وتسافر لأولادها وزوجها من وقت الى آخر للاطمئنان عليهم الى ان تنتهي الدراسة، وتحضرهم للإقامة معها على ان يزورها زوجها بين وقت وآخر. لكن والدتي رفضت، وانا ايضا رفضت تشتيت أسرة شقيقتي والتسبيب في مشاكل بينها وبين زوجها.
المشكلة يا سيدتي أن والدتي كما ذكرت لا تثق بأي مخلوق على وجه الأرض غيري، حتى اشقائي ترفض رفضا تاما أن تقيم لبعض الوقت لدى احدهم حتى لا تقوم بخدمتها أي زوجة من زوجاتهم. لكل تلك الظروف يا سيدتي لم أقبل على الزواج، فقد لاحظت بأنه عندما يفتح أحد من أشقائي موضوع زواجي، يتغير لون وجه والدتي وتبكي خوفا ورهبة من ان اتزوج وانشغل بزوجتي عنها، وقد تكون زوجتي شريرة تحطم قلبها في أواخر عمرها، فنضطر جميعا الى غلق موضوع الزواج تماما، حتى اعتدت انا واشقائي على كوني عازبا ووحيدا.
لكن قبل اشهر انتقلت للعمل لدينا موظفة جديدة تصغرني بعشرة اعوام.. هادئة وجميلة. لاحظت اهتمامها الشديد بي.. اقتربت منها، فوجدتها انسانة رائعة ومثالية. دق قلبي لها بشدة بعد ان اعتقدت ان قلبي فقد الإحساس بالحب.. وشيئا فشيئا نشأت بيننا علاقة زمالة وصداقة جعلتنا متقاربين جدا. فكرت كثيرا فيها كزوجة، لكن العقبة هي والدتي، فكيف لي أن افاتحها في ذلك الموضوع وهي الرافضة لزواجي، ليس بلسانها أو كلامها ولكن بدموعها وخوفها عندما تسمع اشقائي أو زوجاتهم يعرضون عليّ فكرة الزواج.. انني اخشى أن افقد تلك الزميلة إن لم افاتحها في امر زواجنا، وانا للآن لم اتحدث مع والدتي لأنني اخشى ردة فعلها من خبر رغبتي في الزواج. ماذا أفعل يا سيدتي؟ هل لديك حل؟ ساعديني بربك.
هل لديكم الحل؟ شاركونا