بما انه آخر العنقود، كان فهد الابن المدلل في الأسرة، فقد وضعته والدته بعد التوقف عن الإنجاب لمدة تزيد عن الخمسة عشر عاما، لذلك كان فاكهة العائلة والطفل المدلل لوالديه واشقائه وشقيقاته. توفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره، ما جعل والدته واشقاءه وشقيقاته يفرطون في تدليله لتعويضه عن فقد والده، فنشأ على الإفراط في الدلع واعتاد على الإهمال والاستهتار والفوضى العارمة في حياته.
كان فهد دائم الغياب عن مدرسته ويرسب باستمرار، حتى انه وصل للعشرين من عمره وهو لا يزال في المرحلة الثانوية. توفيت والدته بعد معاناة مع المرض، وتركته وحيدا في المنزل الكبير الواسع الذي اصبح كبيت الأشباح من بعد ان كان كخلية النحل لا يهدأ من كثرة الزوار والموجودين فيه، مما اضطر شقيق فهد الكبير إلى أن ينتقل هو وزوجته وأولاده للإقامة في المنزل الكبير مع فهد، بعد ان كان مستقلا بعائلته خارج منزل الأسرة الكبير. لم يرحب فهد بقرار شقيقه الأكبر، لكنه لم يبدِ أي اعتراض أو رفض.
منذ اليوم الأول لإقامة شقيقه في المنزل شعر فهد بالاختناق، نتيجة التضييق الشديد على خروجه ودخوله وسهره خارج المنزل. وحاول الشقيق الأكبر جاهدا أن ينصح فهد ويحاول إثناءه عن ذلك الطريق الخطر الذي يسير فيه مغمض العينين، وهو طريق الهلاك والاستهتار والسهرات الماجنة التي تجمع البنات والشباب في اختلاط مشين باسم الحرية.
في تلك السهرات تعلم فهد في البداية تدخين السجائر، ثم تعاطي المسكرات والمخدرات التي استنزفت منه مبالغ طائلة كان يأخذها من شقيقه الأكبر، الذي حاول ايقافه عن استهتاره ومنعه من المضي قدما في طريق النهاية الذي يسير فيه، لكنه فشل فشلا ذريعا لأن فهد كان قد أدمن المسكرات والمخدرات، حتى أهمل دراسته ثم توقف عن الذهاب الى المدرسة، الى ان طرد منها.
ومل فهد من نصائح شقيقه وتضييق الخناق عليه، مما جعله يهجر منزل الأسرة ويقيم بصفة دائمة لدى صديق فاسد يعيش بمفرده في شقته الخاصة التي جعلها وكرا لاقامة السهرات الماجنة وتعاطي المسكرات والمخدرات. حتى جاء اليوم الذي سقط فيه صديق لهم بعد تعاطي جرعة زائدة من المخدرات، فحمله فهد وصديق له الى اقرب مستشفى وألقياه أمام الباب وهربا بسرعة. لكن احد العمال نجح في التقاط رقم لوحة سيارة صديق فهد، ونجح رجال المباحث في الوصول اليهما والقبض عليهما ليخضعا للتحقيق.
وأمام المحقق اعترفا بحملهما صديقهما وإلقائه أمام باب المستشفى وهو يصارع الموت، كما اعترف صديق فهد بأن شقته هي الوكر الذي يتجمع فيه اصدقاء السوء من الجنسين لتعاطي المخدرات.
قدم فهد وصديقه للمحاكمة، واصدرت المحكمة على فهد حكما بالسجن خمسة اعوام، أما صديقه فكان حكمه سبعة اعوام بتهمة توفير مكان وتهيئته لتعاطي المخدرات.