المساواة بين الرجل والمرأة، تغير مفهومها في عقول الأجيال الصاعدة التي يختلف تفكيرها كثيرا عن أجيالنا السابقة. فعقلية الرجل الشرقي للأسف الشديد لا تؤمن بمبدأ المساواة بين حواء وآدم، وتراها بدعة وتقليدا أعمى قادما من الغرب، لأن مهمة المرأة الأساسية تكمن داخل بيتها.. خدمة زوجها ورعاية أولادها.. هذا هو المفهوم الراسخ في عقول معظم الرجال الشرقيين، لكن هناك آراء أخرى عن المساواة معظمها نابعة من الجنس الناعم الذي يجد أن المساواة حق طبيعي للمرأة لتشارك في نهضة مجتمعها وتكون عضوا فعالا فيه. فبما انها نصف المجتمع، فمن غير الصحيح أن يكون هذا النصف معطلا وخاملا وساكنا في المنزل! فالمرأة تريد أن تشارك الرجل في كل المجالات، وتكون معه كتفا بكتف في معترك الحياة الذي يتطلب عمل الطرفين. كما ان غلاء المعيشة وارتفاع المستوى المعيشي يتطلب من المرأة أن تساند الرجل ماديا من أجل حياة أفضل لها ولأسرتها وأولادها.
في ساحات القتال المشحونة ضد المرأة نتيجة تشبثها بالمساواة، هناك آراء معتدلة تعتبر أن للمرأة الحق في العمل واثبات وجودها وذاتها ومشاركة الرجل في الحياة على المستوى المادي، لكن بشرط أن لا يطغى عملها على اهتمامها بزوجها وأولادها. ولأنها مخلوقة رقيقة لا تتحمل الأعمال الشاقة التي تناسب الرجل وحده، فعليها أن تختار المهن والأعمال التي تناسب قدراتها كأنثى وزوجة وام، وأن تعمل على التوفيق والتنسيق بين عملها وأعباء منزلها واسرتها.