
بحضور الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح وزير الإعلام والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة وعدد كبير من الضيوف من مختلف أنحاء الوطن العربي من الفنانين والنقاد المسرحيين افتتحت مساء أمس الأول على مسرح الدسمة فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الثالثة عشرة في أجواء فنية وحس وطني عال أبهر الحضور، وكان لكلمات الشاعر بدر بورسلي سحر على النفوس لتعزيز حب الوطن والوحدة الوطنية.
أدمعت العيون
لم يكن حفل الافتتاح كما جرت العادة في كل دورة وإن كانت الإطالة في الارتجال لمقدمي الحفل قد أثرت سلبا على الحضور، إلا أن اعتماد فكرة أوبريت «وطني وايد كبير» كانت موفقة جدا ولامست قلوب الحضور حتى هزت مشاعرهم، فأدمعت عيون البعض لما فيها من تأكيد الوحدة الوطنية وحب الوطن.
قدمت صورة لتكاتف الآباء والاجداد منذ الماضي وحتى الحاضر، وكيف دخل بيننا الغريب بفكره ونهجه محاولا التفريق بين أبناء الوطن الواحد، إلا انه لن يفلح في ذلك لتبقى الكويت الوطن الكبير الذي يضم ابناءه بحبه وعطائه مهما مرت عليه من أزمات ومحن.
وقد ساهمت مشاركة كل من المطرب عبد القادر الهدهود وعبد العزيز الويس وبدر الشعيبي في الغناء في تعزيز المعنى الفني للاوبريت لتمتعهم بالصوت الجميل، في حين شارك عدد من الفنانين في تجسيد الصور التمثيلية خالد أمين وأحلام حسن وعبدالله البدر وفيصل فريد وأحمد خميس إلى جانب الطفلين المميزين محمد عبد العزيز المسلم وضاري الرشدان وقد نظم المخرج عبد المحسن العمر ميزان هذا العمل الفني بامتياز.
محفز للتفكير
من جانبه ألقى علي اليوحة الأمين العام للمجلس والوطني للثقافة والفنون والآداب كلمة رحب فيها بالحضور وقال: لقد شكل المهرجان انعطافا كبيرا في المسار المسرحي من خلال ما قدمه عبر دوراته السابقة من انجازات اكتسبت احترام المسرحيين، حيث انعكست على مستوى العروض والندوات الفكرية التي عكست الطموح الإبداعي للحركة المسرحية، فالمسرح ليس أداة ترفيه بل هو محفز للتفكير والندوات الفكرية التي عكست الطموح الإبداعي للحركة المسرحية،
نضج الوعي
وقد استعرض اليوحة مراحل ظهور وتطور المسرح في الكويت وهو نتاج تطور الفكر الإنساني ونضج الوعي الثقافي وانتشار التعليم الحديث، معرجا على الجوائز التي حصدها المسرح الكويتي أخيرا في المهرجانات العربية ومنها مهرجان المسرح الحر الدولي في الأردن الذي حصدت فيه مسرحية «البوشية» الجائزة البرونزية لأفضل عرض متكامل.
واضاف: الجوائز ليست إلا محفزا لبذل المزيد من العطاء والكويت كانت ولا تزال رافدا للعلم والثقافة والفنون وهذا الفضل يعود لقيادتها الحكيمة.
وأشار إلى وجود خطة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تخدم الأهداف المنشودة لتنشيط الساحة المسرحية وورش عمل للشباب وتبني بعض العروض الشبابية ودعمها.
تحكيم ومكرمون
أعلنت إدارة المهرجان أعضاء لجنة التحكيم وهم: د.خليفة الهاجري رئيسا وعضوية د.علي حيدر، بدر محارب، عماد الشنفري وحسن رجب.
وقام وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله يرافقه أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة ومدير المهرجان الفنان صالح الحمر بتكريم مجموعة من رواد الحركة المسرحية وهم أحمد مساعد، سليمان الياسين، محمد السلمان، شريدة الشريدة، عبدالله الحبيل، هيفاء عادل، جعفر المؤمن، حسين القطان، عبدالوهاب الدوسري، علي القطان، موسى الهزيم.
لقطات
- كرم وزير الإعلام عددا من الرواد كعادة المهرجان في كل دورة حيث غابت الفنانة هيفاء عادل عن التكريم وناب عنها جمال اللهو في حين غاب أيضا عبد الوهاب الدوسري «أم جسوم».
- تبادلت إيمان نجم وعلي نجم فقرات التقديم وأطالا في العبارات الارتجالية على الحضور وإن كانت عباراتهما مميزة في الوزن كأبيات الشعر.
- استعان الفنان عبدالله الحبيل بميكروفون إيمان نجم ليوجه كلمة للحضور قال فيها: أنا اشكر المجلس الوطني ليس على التكريم بل لأنهم جعلوني أرى الجمهور.
- عندما نودي على الفنان بوجسوم للصعود على المسرح ترجل الوزير من مكانه ليساعده في الصعود على عتبة المسرح، ودار بينهما حوار قصير ومازحه الوزير، ثم أحضر صالح الحمر مدير المهرجان كرسيا لبوجسوم ليجلس عليه.
- الأجواء الحماسية والوطنية كانت هي السائدة على الوضع العام في حفل الافتتاح.
تشييد مسارح تواكب التطور
في تصريح خاص للصحافيين أكد وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح سعادته بهذا الجمع الفني قائلا: في حفل الافتتاح شهدنا فقرتين مهمتين الأولى كانت وقفة فنية وطنية هزت بدني، وكادت تنهال الدموع فرحا بما شهدناه من أداء وطني تغنى بحب الوطن بتميز لشباب غيور على بلاده حمل في طياته معاني جياشة، آملا أن تكون قد اصابت الهدف، والفقرة الثانية كانت مع تكريم الرواد الذين تشرفت بأن أقف إلى جانبهم مستحقين أكثر من هذا التكريم فالإعلام والمسرح رادف مهم لتنمية القدرات الإبداعية في المجتمع، ومن واجباتهم توفير المجال والإمكانيات للاستمتاع بإنجازاتهم آملا في تشييد مسارح جديدة تواكب العصر والتطور الفني.