
عقد صالون الشيخة فضيلة الصباح ندوته الأسبوعية، مستضيفا الاديب والأمين العام لجائزة سعود البابطين الاستاذ عبد العزيز محمد عبدالعزيز السريع، وجاءت الندوة تحت عنوان «الفنان محمد السريع عطاء بعد الرحيل»، سلط الضوء فيها على استمرار عطاء الفنان الكويتي محمد السريع حتى ما بعد وفاته، فقد ساهم في تطور الحركة الثقافية في الكويت، وكان عمادا شامخا في نشأة الفن الكويتي وتطوره.
بدأ المحاضر حديثه عن حياة الفنان العملية والاجتماعية والابداعية بصورة موجزة، تناولت نشأته وتعليمه حتى المرحلة الاعدادية، ثم التحق بالسلك العسكري وحياته العائلية.
عمل السريع في مجلس الامة، وانتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الإعلام في الاذاعة ممثلا ومخرجا ومعدا، وفي عام 1993 ترك العمل الاذاعي وانصرف للأعمال الخاصة.
وقال عبد العزيز السريع ان الفنان محمد السريع ممثل تلقائي، فهو لم يدرس فن التمثيل، لكنه يعتبر مدرسة في التمثيل، فهو دقيق في الالتزام بالنص، وهو صادق في وعوده بالعمل، فهو أول الناس حضوراً عند عقد البرفات، وسهل في تعامله مع المخرجين.
وقال ان الفنان محمد السريع له تجارب في فن كتابة المسرحيات، فقد قام بتأليف ثلاث مسرحيات ناجحة وهي: بخور أم جاسم، ومجنون سوسو، ويا غافلين. تميز بكتابة جيدة، متفاديا عيوب التأليف.
وله عدد من المسرحيات تصل إلى اكثر من خمسين عملا مسرحياً، وهو في الوقت نفسه خفيف الظل، ودوره في مسرحية مجنون سوسو دور لا ينسى. له كذلك أدوار عدة بالفصحى كمسرحية علي جناح التبريزي، ومسرحية حفلة على الخازوق.
مداخلات
ثم فتح باب النقاش للحضور، وبدأ الدكتور سليمان الشطي التعليق فقال: «انا لا انظر الى محمد السريع كفرد، انما انظر اليه كجيل مكافح استطاع ان يخلق فنا في زمن لا توجد فيه معاهد للتمثيل، فالسريع يشكل ظاهرة ثقافية، متميز عبقري، وقف على خشبة المسرح مع زملائه ممن عاصروه في جيله كالفرج والنفيسي والنمش وغيرهم، وتركوا بصمة واضحة في تاريخ الفن والتمثيل الكويتي، وقد تميز السريع بالعفوية والتلقائية والالتزام بالنص، مبتعداً عن الارتجال، صقلته الرغبة والحماسة للابداع، وقد أدى جميع الأدوار بتميز وبأداء بارع».
واضاف الشطي: «صحبت السريع ثلاثين عاما، ولم أجده غاضبا في يوم ما، وعند اقتراب موعد العرض يضطرب الآخرون، لكن الوضع مختلف عند السريع، فهو يتعامل بحكمة وحب مع الآخرين، يخفف عنهم حدة العمل واضطرابه».
ثم جاءت مداخلة الدكتور عبد المحسن مظفر، ومداخلة الدكتور طارق المفتي، وتساءل كل منهما ما دور الدولة في تشجيع الفنان الكويتي، وأين المسرح الذي يليق بمستوى الحركة الثقافية في الكويت؟
إلا أن الاجابة ظلت مجهولة، فهناك من يحارب وجود مسرح رائع يليق بالفنانين والفن الكويتي.