Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

اليوناني هاريس براساس: آثار الإسكندر ربطت أرواحنا بفيلكا

$
0
0

الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. القبس شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.

في مستهل لقائنا مع هاريس براساس (Harris Prassas) قال: دخلت الكويت عام 1977 فشعرت في البداية بأن هناك ما يربطني ويشدني الى هذه الارض، انا يوناني الجنسية من جزيرة تينوش، وبعد تجوالي في الكويت عرفت ان التاريخ القديم ربط، وما زال يربط، بين الكويت واليونان تاريخ أرواح أجدادي من عهد الإسكندر المقدوني الذي استوطن الكويت وجزيرة فيلكا، خاصة بآثارها التي تحكي عن هذا التاريخ ومكانة جزيرة البيضاء الكلمة التي تعنى «فيلجا» والتسمية اللاتينية «فيلكس» بمعنى الجزيرة السعيدة.

وقال اليوناني «هاريس» وكما في كتب التاريخ كان الإسكندر الأكبر قبل الميلاد من 356 ــ 323 ملكاً على اليونان بعد وفاة والده فيليب المقدوني، الذي اشتهر بهذا الاسم، كان أحد كبار القادة العسكريين في التاريخ، استطاع ان ينشر الثقافة الإغريقية ولقد ورث من والده الخطط العسكرية والشجاعة، لانه كان قائداً وإدارياً، ودائما كان يكرر «ان والدي لم يترك لي شيئاً عظيماً لأقوم به».

قام بفتح بلاد فارس ومصر، وهو الذي أنشأ وبنى ميناء الاسكندرية، واتجه اسكندر المقدوني بجيشه الى الصحراء الليبية، واستسلمت له مدينة بابل، واستولى على الذهب والفضة وتوجّه نحو الهند، والخليج العربي، وساعد في هذه المناطق على ازدهار التجارة، وكان ينوي ضم الجزيرة العربية، ولكنه أصيب بمرض الملاريا في بابل، وانتهى الأمر الى ان مات سنة 232 ق.م ودفن في الاسكندرية، وهو الذي شيّدها وحملت اسمه.

 

متحف تينوش

وقال براساس: بعد ان غادرتها عدت إليها ووضعت عهداً لنفسي وانا أصمم بعد عام 1981 ان أخدم محبوبتي بصنع ميداليات ذهبية، وأضع فيها بيتي في جزيرة تينوش اليونانية، وبعد سنوات من 1985 توسعت الفكرة فقمت ببناء صرح تاريخي للكويت على قطعة أرض أملكها وقسمتها وأفرزتها، حتى أصبح المتحف مقصداً لكل محب للكويت.

أضاف: بعد الميداليات التي تحكي قصة تاريخ الكويت وبالتحديد جزيرة فيلكا، بدأت أجمع الوثائق التي تخص الجزيرة البيضاء، مستعينا ببعض الفنانين الأوروبيين ليرسموا لوحات زيتية عن التراث الكويتي، بدأت من هنغاريا (بودابست) وبدأت بتصميم عمود قديم يشبه الموجود في جزيرة «فيليكس» فيلجا بارتفاع 4 أمتار، وصممت شعاراً فيه صور شهداء الكويت على قطعة رخام، واعتز بالباجة التي أضعها على صدري هدية من المرحوم الشيخ علي صباح السالم الصباح وزير الدفاع السابق، عندما زارني في المتحف، وفي متحف الكويت اليوناني صممت علماً على قطعة قماش باللون الأحمر (العلم القديم) وقمت بحفر ونحت كلمة «كويت» على القماش من الذهب، كان عملاً صعباً أخذ مني وقتاً غير قليل، وفيه جناح خاص عن الغزو الصدامي للكويت، وقاعة متواضعة للمحاضرات التي تحكي ماضي الكويت وحاضرها، واستدعيت أساتذة التاريخ لسرد قصة الاسكندر المقدوني ودوره في جزيرة فيلكا وما تركه.

قال: وبعد زيارتي هذه يا أخي جاسم أود ان تذكر انني سأقوم، ان شاء الله وقدر، ببناء متحف تاريخي تحت اسم «الكويت والاحتلال العراقي»، وبدأت أجمع كل ما يتعلق بردود الأفعال العالمية والاستنكارات على هذا التصرف الهمجي، وعودة الحرية والسلام الى هذا البلد، وقد اكتمل المبنى تقريباً، مع تصميم نصب فريد لهذا المكان، بالإضافة الى جمع وصنع الفخاريات التي تشبه الموجودة في فيلكا أيام الاسكندر المقدوني.

اليونانيون يتحدثون ويذكرون مدى حبي وعشقي وشعوري نحو الكويت، ولي مواقف وأدوار في اليونان أيام الغزو العراقي، والآن عندي حوالي 10 آلاف قطعة ولوحة وتصميم منها الذهبية 24 قيراطا، وكلها من حسابي الخاص، وكلفني المتحف حوالي مليون يورو، والمدخل فقط كلفني حوالي 600 ألف يورو لانه من الرخام الطبيعي بالإضافة الى قطع أخرى كلها من الغرانيت الضخم، وكل من لا يعرف ولم يشاهد آثار فيلكا أو لا يعرف تاريخ الكويت القديم والحديث فبيتي هو فيلكا ثانية مائة في المائة.

 

آثارها غنية

وقال براساس (Prassas): الجزيرة غنية بآثارها منها حجر اثري عليه كتابات غريبة، وبعد ترجمتها تبين ان رجلا اسمه «سوتيلس» من مدينة اثينا اليونانية بعدما انقذ من الغرق، كتب ان هذه الجزيرة مقدسة، ومن آثارها البارزة «فخاريات» تعود الى العصور الاسلامية، وكذلك آثار تعود الى 5 آلاف سنة، مدينة مطمورة في الرمال، وفي الجزيرة منطقة الصباحية وجد فيها قطع واثريات تعود الى العصور الاسلامية المتعاقبة، وفي منطقة «سعد وسعيد» ايضا وجدت اثريات تعود الى اكثر من 5 آلاف سنة، والخزنة تل اثري تحته النقود والذهب. وكما قالوا، ان الاهالي أثروا على قطع من الخزنة والتي سميت «خزينة»، والبعثة الفرنسية التي تنقب تحت تل خزنة عثرت على قطع النقود القديمة.

اضاف هاريس: جزيرة فيلكا مركز الآثار والتراث والقطع القديمة، ففي منطقة شبيجة وجدت آثار مطمورة، ولها اهمية تاريخية، اغلب الفخاريات اشكالها دائرية، واوان من حجر الاستياتابت، ووجدت حراب برونزية

واختاما مصنوعة من الحجر، وقطعا حجرية عليها كتابات مسمارية، وآثارا تشبه الدلمونية يعود تاريخها الى الألف الثالث قبل الميلاد، وآثار فيلكا لها ترابط تاريخي مع سائر مناطق الخليج، وفي جزيرة فيلكا وجدت اختام وصور للحيوانات.

وأخيراً قال: كل هذه المعلومات حصلت عليه من خلال زياراتي المتكررة منذ عام 1977الى الكويت حتى هذه اللحظة التي تجمعني معك يا جاسم، ومن خلال اطلاعي وقراءاتي للكتب التي تخص جزيرتكم وتخص الاسكندر الأكبر.

أضاف: وعلى مدى 36 سنة لم أشعر بأي تباعد أو حقد أو بخل في المعلومات، وجدت في بيت الاخ الفاضل، الذي كان دائماً يفتح قلبه للتزاور والتآلف، ولم يقصر بالنصائح والمحبة، وجدت هذه الصفات الحميدة عند أهل ديرتكم، وكنت أسمع من غيره من الاحباء الكويتيين وغيرهم ان زيارتك لنا مغنم جسيم، فالاجابة عن كل سؤال أو استفسار أشعر بان الأجنحة تفتح أمامي، وإذا التقينا تصافحنا، على هذه الأرض، وبين هؤلاء وجدت الترغيب الشديد والألفة المألوفة.

قال: وجدت مكاناً لي، وقلباً مفتوحاً في منزل من منازل الكرماء، والحقيقة انه انسان عندما شعر بانني جئت الى الكويت ولأجل الكويت وتراثها وخدمة ماضيها، فتح العم صلاح الريس منزله وقلبه، وحتى عندما أعمل وأبحث وجدت الأخلاص منه، وهو محض التقرب الى الله، ومحبة لوطنه، وهذه صفات كل كويتي يحب بلده ويصدق لأرضه وهو من أشرف الصفات المرضية، وأصبح المتحف التراثي الكويتي أمانة في عنقي وعهدتي ان استمر واني عازم على هذا الخير بكل تعظيم وصدق وقوة.

 

أب عظيم لابن شهير

وقال: قبل التحدث عن آثار جزيرة فيلكا التي تركها الاسكندر الاكبر بن فيليب امينتاس، اقول ان هذا الابن المشهور بــAlexander the Great، كان والده عظيما وحاكما لمقدونيا ومرموقا. وهو ابن ذلك العظيم ترك في الجزيرة آثارا ضخمة بقيت اسماؤها تحكي من قبل 3000 سنة قبل الميلاد، خاصة في منطقة سعد وسعيد في فيلجا، في جنوبها الغربي ترك هذا الابن الشهير لذلك الاب العظيم المعبد والقلعة وبعض المخلفات الاثرية، وحجر «ايكاروس»، وهذه الجزيرة ان لم تكن مهمة لما وصل اليها الاسكندر، كانت غنية بالمياه العذبة، ومكانا مقدسا لإله الماء عند السومريين المعروف بالاله «زيورس» عند اليونانيين.

وقال هاريس: انا من الذين عشقوا الجزيرة، وعرفت بعد البحث والتساؤلات ان لها عدة اسماء، وفيها عدة آثار، ومن اسمائها: فيلشا (فيلكس) تعني الهواء النقي، وتسمى جزيرة «أفانا»، او «أبفانا» (Appfana)، وسميت بجزيرة «اجاروم»، وهذا الاسم موجود على الاواني المصنوعة من الحجر، والاسكندر المقدوني اطلق عليها جزيرة «ايكاروس»، وهذا الاسم على الاحجار الاثرية، وطأت اقدام هؤلاء لوجود مياه عذبة في الجزيرة، تزود منها السفن، ولكنها جفت مع مرور السنوات.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles