فرح الكثير من الناس عند تولّي الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وزارة الاعلام خاصة انه وزير شاب لديه طموحات كبيرة منها الانجاز والتميز والاصرار على ان تكون له بصمة تذكر في تاريخ الوزارة، وقد حقق بعض الانجازات الا اننا ما زلنا ننتظر المزيد.
ان مسؤولية الوزير الشاب ليست سهلة بسبب الكثير من المشاكل الادارية والمالية والتجاوزات والصراعات وغيرها من الامور التي لا تخفى على أحد خاصة منتسبي الوزارة.
هناك بعض الامور ربما لم يتطوع احد من القيادات في الاعلام ذكرها امام الوزير او كتابة مذكرة بها وهي كرامة الفنانين وحقوقهم.
انه لأمر مؤسف في أن يذهب فنان ينتمي الى جيل الرواد وقضى نصف عمره موظفا في الاعلام او قدم أعمالا في الاعلام على مدى ثلاثة عقود او اربعة عقود وربما نصف قرن من الزمن، وعندما يذهب الى وزارة الاعلام يوقفه موظف شاب «لا ذنب له» لا يعرفه لان الفنان اعتزل الفن قبل ان يولد هذا الموظف او يكون في سن الطفولة وبالتالي فهو لا يعرفه فيمنعه من دخول مبنى الاعلام الذي يشعر الفنان انه بيته الثاني وانه جزء مهم من حياته فيترك الامر مرارة كبيرة في نفسه حتى عندما يجري اتصالا مع مسؤول في الاعلام ليطلب من البوابة السماح لهذا الفنان بدخول مبنى الاعلام بعد ان جرحت مشاعره.
أخبرني مطرب «عتيج» انه لا يريد ان يذهب الى وزارة الاعلام خوفا من ان يطردوه!!
ومن هذا المنطلق اتمنى من معالي وزير الاعلان أن يقوم بتكريم الفنانين الرواد ليس عبر تقديم دروع تذكارية بل من خلال منحهم هوية دائمة تمكنهم من دخول مبنى الاعلام بسياراتهم كي يشعر الفنان بمكانته في المجتمع، ويعتبر ذلك تكريما حقيقيا لهم لانه يحفظ كرامتهم ولسوف يبقى الفنانون يذكرون له تلك المبادرة.
والثانية حقوق الفنانين المادية نظير البرامج والتمثيليات التي قدموها اذ ان النظام المتبع اداريا في صرف تلك المكافأت يجب ان يتغير او يتطور فتنزل المكافأة في حساباتهم دون «مرمطة» من مكتب الى مكتب بعيدا عن الروتين الممل، وكذلك الامر بالنسبة للادباء وبقية الشخصيات التي تذهب اليها فرق البرامج التلفزيونية والاذاعية فيقومون بإجراء حوارات أو تسجيل ساعة زمنية معهم وبالتالي لهم حقوق مادية يجب أن تصلهم، فبامكان المعد ان يأخذ الاسم كاملا ورقم الحساب وتصرف له المكافأة وهذا هو النظام العالمي المعمول به في كل الدول المتقدمة.
وفي الختام نتمنى لوزير الاعلام الشاب المبارك التوفيق في عمله المليء بـ«المطبات» الا اننا على ثقة ان الاصلاح عملية مستمرة وغير منتهية.