
الدكتورة ألينا بيلكوفا المتخصصة في التشخيص الإشعاعي لأعوام طويلة في مستشفى الجامعي فينوهرادي في براغ. كما عملت في كلية الطب في جامعة كارل في براغ. ومنذ عام 2012 تقلدت منصب رئيسة الاطباء.
تجيب عن مجموعة من الأسئلة حول الفحص الإشعاعي الوقائي وسرطان الثدي لدى الرجال والنساء وعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بجراحة أو استئصال الثدي.
● في أي عمر يفترض على المرأة أن تزور الطبيب لإجراء أول فحص للثديين؟
- يُنصح بإجراء أول فحص إشعاعي وقائي منذ سن الـ 40 عاما وغالبا ما يدعم بالفحص التصوير بالسونار وفحص اليدوي من قبل المعالج. لكن يمكن إجراء الفحص بالذبذبات الصوتية ( السونار) في أي عمر، وحتى لدى الفتيات اليافعات.
● توقفتُ قبل شهرين تقريبا عن إرضاع طفلي. فمتى تتوقف عملية التغيير في الثديين بعد الانتهاء من عملية الرضاعة، وبالتالي فمتى يكون من المفيد البدء بعملية الفحص الذاتي؟
- لا تكون هناك أي تغييرات جذرية في انسجة وغدد الثديين نتيجة الرضاعة بعد حوالي 3 أشهر. وعليه، يجب عليك البدء بالفحص الذاتي حتى أثناء الرضاعة وبعدها أيضا.
● ومن أي عمر يجب البدء بفحص الثديين وكم مرة يجب القيام به؟
- يمكن القيام بالفحص بواسطة الذبذبات الصوتية (السونار) منذ سن العشرين إذا كان ذلك ضروريا طبعا. وذلك هو الوضع في حالة ملاحظة المرأة وجود أعراض غير طبيعيه مثل ورم او تكتل او افراز. لكن الفحص الوقائي من خلال التصوير بالسونار يبدأ عادة منذ سن الثلاثين. اما فحص الثدي من خلال التصوير الإشعاعي (الماموجرام) فيبدأ عادة من بعد بلوغ الاربعين عاما. وعادة ما ينصح بإعادة الفحص كل سنتين، الا في بعض الحالات.
● ما تأثير الجراحة التجميلية لتصغير الثدي وما تخلفه من جروح على خطر تكون سرطان الثدي؟
- الجروح التي تبقى في الثدي بعد الجراحة التجميلية لا تشكل خطرا على غدة الثدي. وفي اغلب الأحيان تختار النساء الخضوع لهذه الجراحة نتيجة معاناتهن من مشاكل في العامود الفقري أو الصدر او عدم تناسق حجم الثدي مع باقي الجسم. ويفضل إجراء هذه العملية بعد الإنجاب والإرضاع.
● هل تنصحين النساء بعد سن الـ 45 بالخضوع للفحص الاشعاعي بدلا عن السونار؟
- فحص الذبذبات الصوتية (السونار) لا يمكنه الكشف عن بعض التغييرات المَرَضية، فهو جيد لاكتشاف بعض التغيرات ولكن ليس جميعها. اما الفحص الشعاعي فيمكنه ايضاح واكتشاف معظم التغيرات النسيجية. والمقصود هنا هي التكلسات الكلسية الصغيرة والتغيرات في طبيعة انسجة الثدي التي يمكن أن تشكّل تهديدا جديا. وهو ما يعلل اعتماد الاطباء على التصوير الاشعاعي كالفحص الأساسي لصحة ثدي السيدة بعد عمر الـ 40.
● عمري 27 عاما، وقد أجريت مؤخرا صورة اشعاعية للثدي وتبين بأن كل شيء على ما يرام. ولكنني أخاف كثيرا من مرض السرطان، لأن والدتي توفيت بسرطان المبيض واكتُشف لديها جين BRCA1. وقد خضعتُ أيضا للفحص الجيني فتبين بأنني لم أرث الجين المذكور، ولكنني قلقة بشكل مستمر.
- إذا كنتِ لست حاملة للجين الذي ذكرتينه أعلاه فهناك امكانية كبيرة بأن نسبة تعرضك للمرض هي أقل بكثير من والدتك. وعليه، فان الخوف الذي تشعرين به بشكل دائم ليس ملائما أبدا. واعلمي أن التوتر يعد من عوامل الخطر على الصحة عموما. كما يجب أن تدركي بأن معنى الحياة لا يتمثل بالخوف الدائم من الأمراض. ولزيادة اطمئنانك يمكنك إجراء فحص الذبذبات الصوتية مرة كل عام وحتى سن الـ 40، ولا تنسي الفحص الذاتي. وبعد هذه السن يجب عليك البدء بالفحص الإشعاعي دوريا.
سرطان ثدي الرجال
● ما وتيرة اكتشاف سرطان الصدر لدى الرجال؟
- على الرغم من أن هذا الأمر نادر الحدوث (نسبة الاصابة العالمية هي 1-2 %) لكنه موجود. وبالتالي يجب التفكير بمسألة الفحص والتشخيص المماثل حتى عند الرجال.
● انا رجل ابلغ الأربعين عاما، وأشعر بشيء تحت الجلد خلال إجراء فحص ذاتي، فهل يمكنني الخضوع للفحص الاشعاعي أم أنه مخصص للنساء فقط؟
- يمكن للرجال طبعا الخضوع لهذا الفحص الاشعاعي إذا احسوا بتكتل او عرض غير طبيعي تحت الجلد، ولن تكون طبعا الرجل الأول الذي يخضع لهذا الفحص.
تأثير العقاقير
● عمري 35 عاما وأتناول دواء HA. وخلال الضغط على الحلمات الثديين ألحظ خروج سائل لونه أخضر إلى أصفر. فهل يجب أن أقلق بسبب ذلك؟
- لا يجب عليك القلق، فالسائل الذي ذكرتينه ليس خطرا. أما إذا ظهرت هناك آثار للدماء في هذا الافراز، فيجب عليك عندئذ ان تقصدي الطبيب للخضوع للفحص.
● سمعت أن بعض الأدوية التي تستعملها النساء خلال فترة انقطاع الطمث والهادفة لحل المشاكل المرتبطة بهذه الفترة، من الممكن أن تسبب السرطان. فهل هذا صحيح؟
- بينت الابحاث هذا الأمر بالفعل وانها ترتبط بخطر نشوء السرطان، ولذلك فإن الوقاية مهمة. وتنصح النساء اللواتي يستخدمن الهرمونات المذكورة، بتقليل فترة الاستخدام والخضوع للفحص الاشعاعي الوقائي مرة كل عام.
● عمري 24 عاما وأستخدم حبوب منع الحمل منذ عمر 19 سنة. فهل تزيد هذه الحبوب من خطر الاصابه بسرطان الثدي؟
- تشكّل الهرموانات دائما تدخلا معينا في كيميائية الجسم. وبالرغم من أن استعمال حبوب منع الحمل لا يشكل مخاطر كبيرة وجدية على الجسم، ولكنني أنصح طبعا بأهمية الحرص على الفحص الذاتي الشهري والخضوع للفحص الوقائي عند استخدام تلك الحبوب لفترة طويلة.
حالات الوراثة
● لدينا في العائلة حالات اصابه بسرطان الثدي، وقد بدأت تتلقى علاجا وقائيا. فهل تشكل تلك الحبوب الهرمونية خطرا مرتبطا بسرطان الثدي، كما تمثله حبوب منع الحمل؟
- كل علاج هرموني يشكل خطورة معينة إلى حد ما، وخصوصا إذا كانت هناك حالات إصابة بسرطان الثدي في العائلة. وفي هذه الحالة يفضل اتخاذ الحيطة والحذر والتشاور حول كل ذلك مع طبيب الأمراض النسائية. من جهة ثانية، فإن العلاج الهرموني قصير الأمد لا سيما ذلك الذي يمكن أن يساعدك لحل بعض المشاكل الصحية، هو علاج مناسب طبعا. ولا يجب في أي حال نسيان الفحص الذاتي الدوري.
● تعرضت والدتي وجدتي لسرطان الثدي. فهل تعتقدين أن ذلك المرض وراثي؟
- بالفعل، قد يكون الأمر وراثيا، لكن ذلك لا يجب أن يتحقق بنسبة %100. وأنصحك حتما بالخضوع للفحص الجيني وذلك بناء على توصية من الطبيب العام، الطبيب النسائي، طبيب الأمراض السرطانية، أو غيرهم.
● إلى أي مدى يعتمد سرطان الثدي على علم الوراثة؟
- لا يمكن تحديد الدور الذي يلعبه علم الوراثة وتأثير أسلوب الحياة بالضبط على نشوء سرطان الثدي. ولكن التأكد من وجود تحول جيني لدى المرأة يدل على ارتفاع احتمال تعرضها لسرطان الثدي وبنسبة تصل الى 70-80 %. ولكن قد تصاب السيدة بسرطان التي لا تحمل هذا التحول الجيني بسرطان الثدي، وذلك يسري على النساء بدون استثناء.
نسبة الشفاء
● ما هي نسبة نجاح العلاج المرتبط بسرطان الثدي؟
- النسبة قد تصل حتى 90 % إذا تم العثور على المرض مبكرا وعند بداية تكوينه. وفي الحالات الأخرى فيعتمد الأمر على عوامل كثيرة، مثل: حجم الورم، خصائصه البيولوجية، مدى تأثر الغدد اللمفاوية تحت الإبط بالسرطان أو وجود انتشار ورمي ولأي مدى. وفي حال العثور على ورم متقدم (درجة متقدمة من المرض) فلا يجب بالضرورة أن يكون العلاج فعالا. وهو ما يشدد على أهمية الخضوع للفحص الوقائي للثديين بشكل منتظم، حتى يتم العثور على الورم المحتمل في بداية نشوئه وهو الوقت الملائم.