يقول باحثون أميركيون إنه يوجد في دماغ الإنسان عشرة مليارات خلية عصبية وفي دماغ قواقع (حلزون) البحر عشرة آلاف خلية عصبية فقط، لكن الاختلاف الهائل في العدد لا يمنع من وجود تشابه كبير بين خلايا الدماغ لدى الإنسان وقواقع البحر على حد سواء.
هذا التشابه دفع عدداً من علماء طب الأعصاب في مركز علوم الصحة في جامعة تكساس بمدينة هيوستن إلى إجراء تجارب رائدة لتقوية ذاكرة القواقع المشهورة ببطء حركتها وتمكنوا خلالها من جعلها تظهر قدرة على تذكر الأشياء بسرعة أكبر.
فقد تبين من خلال مئات التجارب أنه توجد أوقات معينة وملائمة لقواقع البحر كي تتعلم، وبالتالي فتعليم الخلايا العصبية في الدماغ يمكن أن يقهر ضعف الذاكرة وفي المرحلة التالية يزيدها قوة.
يوضح العلماء القائمون على هذه التجارب أنه لا تزال تفصلنا سنوات عن معرفة ما إذا كانت الأساليب المتبعة مع قواقع البحر نفسها تنطبق على الإنسان أيضاً، لكنها في الوقت نفسه وبسبب التشابه تفتح باباً كبيراً للأمل بإمكان التغلب على مرض الخرف (الزهايمر).
الدكتور جورج بايرن رئيس دائرة بيولوجيا الأعصاب وعلم التشريح في كلية الطب التابعة للجامعة، وهو المشرف على هذه الدراسة، يؤكد أن كشف أسرار الآلية التي تعمل بها ذاكرة قواقع البحر يفتح أبواب الأمل لمعرفة أسرار آلية عمل ذاكرة الإنسان.
ويختم قائلاً: إذا كانت النتائج إيجابية، فمن المؤكد أنه سيكون في الإمكان إيجاد طريقة لعلاج مرض الزهايمر من دون أدوية أو بطريقة مختلطة تجمع بين الأدوية والأساليب التي اتبعت مع القواقع.