Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

الكابتن جبيك يعود مجدداً

$
0
0

بطل الرسومات البولندي يان جبيك، الذي كان مطلوبا منه إبان الحكم الشيوعي السابق تحسين سمعة الميليشيا الشعبية، يعود للحياة مرة أخرى بعد ثلاثين عاما. القصة الجديدة عن هذا البطل الجميل تحمل اسم «لغز الشاطئ في بورفيل»، وكاتبها هو الكاتب الأصلي فلاديسلاف كروبكا نفسه، الذي بات حاليا عقيدا متقاعدا.

«النوستالجيا والتسلية يجلبان النجاح، ولذلك يعود الكابتن جبيك»، كما كتبت صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية في تعليقها على عملية إصدار كتاب الرسومات حول نقيب الميليشيا الشعبية جبيك. الفارق بدا على الصفحة الرابعة التي كانت تثني سابقا على عمل الميليشيا، حيث يوجد حاليا مسابقة حول تقنيات الشرطة وبعض الحديث عن المعايير النفسية الخاصة بمراقبة الطرقات.

 

الكاريكاتور والسياسة

كانت الدوائر الشيوعية تدرك جيدا قوة الثقافة الشعبية، كأداة يمكن من خلالها التأثير في أفكار الشباب وتربيتهم ضمن الحدود الصحيحة المطلوبة. وكان للرسومات الكاريكاتورية موقع قوي في هذه السياسة، وهو ما قد يبدو فريدا بالنظر إلى الأصل الإمبريالي لهذا النوع من الرسومات، وفق فكر النظام الشيوعي السابق.

إلا أن الأساطير حول الجيش الشعبي خلقت قصصا مشوهة عن الفدائيين الشجعان والطيّارين الفاعلين. كما لامست التاريخ البولندي القديم، ووصلت إلى عهد البياستيين. وكان للرسومات الكاريكاتورية تأثير في نجاح المسلسل التلفزيوني الناجح عن حياة الكابتن كلوس الذي جسده الممثل ستانيسلاف ميكولسكي. لكن محاولة نقل هذا المسلسل لاحقا ضمن قصة كاريكاتورية مرسومة لم تحقق النجاح المرجو.

لم يغب عن العرض المقدم حتى ذلك البطل المطلوب منه تحسين سمعة الميليشيا، أي الكابتن الجميل والذكي يان جبيك من القيادة الرئيسية. لقد ربّى هذا البطل قراء مخلصين في 53 حلقة، تم إصدارها بين الأعوام 1967 حتى 1982.

اليوم، بعد 30 عاما من آخر حلقة حملت اسم «النهاية الحزينة»، تصدر قصة جديدة: لغز الشاطئ في بورفيل. كاتب السيناريو هو ذلك العقيد المتقاعد فلاديسلاف كروبكا، الذي عمل سابقا في القيادة الرئيسية للميليشيا، وهناك أيضا اخترع اسم ورتبة البطل، وكتب مزيدا من القصص عن «جيمس بوند» البولندي.

 

شعبية ملحوظة

بعكس ذلك، فإن عدد الرسّامين كان كثيرا. والدفاتر الأولى خصيصا كانت تثير الإعجاب لعدم قدرتها على نقل نظرة معينة على الورق. لكن أفضل أعمال هذا النوع من الفن صدرت عن أقلام رسامين معروفين مثل بوغوسلاف بوليخ، ييرجي فروبليفسكي أو غرزيغورز روسينسكي.

نتيجة القصص حول جبيك كانت معروفة، لكنها برغم ذلك كانت تنعم بشعبية ملحوظة في بلد متعطش للثقافة الشعبية، حيث أصبحت مصدرا للإعجاب، أشياء كعلب البيرة أو السجائر الفارغة. ظاهرة عبادة الشيء استمرت، لكن برغم ذلك، فقد انتهى المسلسل حول جبيك في العام 1982، عندما أصبح من الصعب إقناع أي شخص في البلاد، بأن الميليشيا تساعد المواطنين، وبأن كل أعضائها هم أشخاص لطفاء.

 

بعد تربوي

لكن الرسومات الكاريكاتورية ذات البعد التربوي قد بدأت تعود. أحد الكتّاب، بابتسيو خمييل، بدأ يركّز أبطاله في عصر انتفاضة وارسو أو الحرب مع البلشفيين في العام 1920. وقد لاحظ علماء التاريخ من معهد ذاكرة الشعب، ومتحف انتفاضة وارسو هذه الامكانية: بدأ المعهد ينظم مهرجانات مرتبطة بالرسومات الكاريكاتورية التاريخية، في حين منح المتحف رعايته لمسابقة تركز على قصص حول تدمير وارسو خلال العام 1944.

النوعية بقيت عمليا هي ذاتها، والتوجه السياسي معكوس، ولا يمكن إلا المجادلة بخصوص التأثير التربوي. لكن يمكن الجزم، بأن القراء وبدلا من أن يهتموا بالقصص حول النضال ضد الشيوعية، سيفضلون العودة إلى جبيك القديم.. بسبب الحنين إلى الماضي.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles