
أقام نادي بوم الثقافي التابع لإدارة المكتب الفني في الهيئة العامة للشباب والرياضة، بالتعاون مع رابطة الأدباء، أمسية في ذكرى رحيل الشاعر الكويتي محمد الفايز، التي تحدثت فيها ابنة الشاعر الراحل د. شذا الفايز والشاعر صلاح دبشة، وأدار الأمسية الشاعر عبدالله الفلاح.
تحدث الفلاح بداية عن الشعر والشعراء، بقوله:
«الشعراءُ أمراء الكلام»، هذا ما قاله الخليلُ بن أحمد، ليأتي سان جون بيرس بعد مئات السنين ليقول: «على الفلاسفة أن يتعلموا من الشعراء».
بالطبع لم يكن يقصد الشعراءَ الذين تنطبق عليهم كلُّ مواصفاتِ المقبرة، بل أولئك الذين سيبقون على كتفِ العالم، الذين يشعلون الشعرَ ليضيئوا عيوننا.. ويضيئوا أرواحَنا أيضاً.
فيلم وثائقي
عرض فيلم وثائقي من إنجاز المجلس الوطني للثقافة والفنون، عن حياة الشاعر الراحل، الذي بدأ مشواره الأدبي بنشر قصص قصيرة يوقعها باسم سيزيف، وتضمن الفيلم مقتطفات من شعر الراحل، وحديث عن حياته على لسان ابنته شذا محمد الفايز، وشهادات لكل من د. خليفة الوقيان، ود. نورة المليفي، وبدر الرفاعي، الذين تحدثوا عن حياة محمد الفايز، ونتاجه الأدبي، الذي بلغ 11 ديواناً، بدءا من «مذكرات بحار» 1962، وانتهاءً بـ «تسقط الحرب» 1989.
توفي محمد الفايز بعد ثلاث ليالٍ من تحرير الكويت، يوم 1 مارس 1991، وبعد وفاته طبع له ديوان «خرائط البرق»، ومازال للشاعر مخطوط لم يُنشر بعد يحمل عنوان «كتابات فوق الألواح القديمة».
حديث الابنة
ثم تحدثت شذا الفايز عن حياة والدها بما لا يعرفه سوى المثقفين؛ أشارت إلى طقوسه في الكتابة، وأسلوبه في التعامل مع أسرته، قائلة: محمد الفايز لم يكن مجرد أب، بل كان عجينة من العواطف والمشاعر الجياشة، «فقد أسمانا بأسماء قصائده: الشذا والعبير والمروج، لارتباطه بالقصيدة الشعرية»، وبينت أن هذا التكريم جاء من منطلق أن في هذا الشهر شهر مارس هو شهر رحيله ولقائه بربه، وقالت: «أحاول في كل عام من هذا الشهر أن أحيي ذكراه وذكرى قصائده وكتبه، التي كانت آخر وصاياه لنا».
وقالت إنها تأمل أن تجد اسم الشاعر محمد الفايز مخلدا على صرح تعليمي، تكريما لدوره في الساحة الأدبية والشعرية، خصوصا أن قصائده تدرّس بالمراحل الدراسية المختلفة بوزارة التربية.
عقب ذلك قرأ الشاعر صلاح دبشة ورقته النقدية، ثم فُتح باب المداخلات التي تطرقت إلى المشروع الأدبي وقدرة الشاعر على تحقيق إبداعه من خلال الشعر والقصة، كما لفتت الأديبة ليلى العثمان إلى ضرورة تبني مجموعات الشاعر الشعرية وطباعتها، وكانت الفايز قد أشارت إلى أن المجلس الوطني للثقافة لم يتول المشروع رغم وجوده في حوزتهم مدة عام كامل، ولكنها آثرت سحب الدواوين وطباعتها على نفقتهم الخاصة.
في الختام كرّمت الفايز مسؤولة اللجنة الثقافية في رابطة الأدباء، نورة بوغيث، ومسؤولة نادي بوم الثقافي، الكاتبة أفراح الهندال، الموجه الثقافي في إدارة المكتب الفني للهيئة العامة للشباب والرياضة، والشاعرين عبدالله الفلاح وصلاح دبشة.
كما كرّمت الهندال بصفتها مسؤولة النادي رابطة الأدباء لاستضافتهم الفعالية، ود. شذا الفايز لمشاركتها القيمة، والشاعرين صلاح دبشة وعبدالله الفلاح لما أضافاه من إثراء للأمسية.