
عاد مع أسرته في اثناء الحرب العالمية الثانية الى بيروت قادماً من البرازيل حيث ولد هناك، بقي فترة يتلعثم بنطق اللغة العربية الى ان استوى بقدرته على التعبير.
اسم «نيازي» كان مدار استغراب من اصدقائه هل هو عربي ام آت من بلاد الاغتراب اللاتيني؟
تخرج في كلية الفنون الجميلة ببيروت على يد أساتذة كبار، منهم نقولا النمار وقيصر الجميّل.
ذهب يوماً إلى مكتب مجلة «الحوادث» في بدايات عهد سليم اللوزي وطلب العمل هناك، وبعد حفلة اختبار تم قبوله، واستمر في «الحوادث» كرسام كاريكاتير، رافق هذه المجلة لغاية تهجيرها من بيروت الى لندن في السبعينات، وهناك انضم الى قافلة المهجرين من الصحافيين اللبنانيين، الى ان جاءه خبر اغتيال سليم اللوزي عام 1980 ليعود خائباً من جديد الى بيروت ويستقر في مسقط رأسه ببلدة «رأس مسقا» على مقربة من حبيبته مدينة طرابلس في شمال لبنان.
نيازي جلول كان احد الخمسة الكبار من رسامي الكاريكاتير في لبنان، وهم الاساتذة: محمود كحيل، نبيل ابو حمد، بيار صادق، جان مشعلاني..
رحل عن عمره يناهز الــ80 عاماً بهدوء، وكان من أوائل الذين رسموا الأفلام الكارتونية.
عاصرته على مدى ثماني سنوات في مجلة «الحوادث»، كان قليل الكلام يسمع اكثر مما يتحدث، يراقب أكثر مما يثرثر، وفي كل أسبوع كان لنيازي صفحة ومحطة موجهة وأحياناً ساخرة..
اختار ان يجلس في زاوية صالة التحرير التي تتسع لعشرات الصحافيين في مبنى «الحوادث» في منطقة المزرعة في بيروت، من دون ان تسمع له صوتا، وعندما حصلت نكسة 5 حزيران (يونيو) 1967 كان يدير الراديو على اذاعة الـ«بي بي سي» في لندن وكل الصالة تستمع الى هدير أحمد سعيد في صوت العرب، اقتربت منه فهمس في اذني «شوف جماعتك، القوميين العرب، وقعوا بالمصيدة وبعدهم غافلين»..!
يومها لم يشارك في الزحف الجماهيري الذي لف مدينة بيروت التي خرجت تطالب جمال عبدالناصر بالعودة عن الاستقالة وعرفت تلك الواقعة بجماهير 9 و10 يوليو»..
وداعاً يا صديق البدايات الاولى يوم تفتحت عيناي على الصحافة واطللت على هذا العالم من بوابة مجلة «الحوادث».