البريئة

سهام فتاة رقيقة وجميلة. هادئة دؤوبة في استذكار دروسها وتحصيلها. تعشق الدراسة والعلم. متفوقة جدا في دراستها، لديها شقيقتان يكبرانها لكنهما ليستا متفوقتين مثلها، لذا نار الغيرة دائما ما كانت تشتعل بداخلهما لأن سهام تفتخر بكونها متفوقة والأولى على فصلها، وتحظى بحب زميلاتها ومعلماتها على العكس من شقيقتيها اللتين تكرهان الدراسة وتأدية الواجبات المدرسية، بل تتكاسلان عن الذهاب الى المدرسة لأنهما تكرهان المدرسة والدراسة.

كان لديها طموح ان تنهي دراستها الثانوية ثم تلتحق بالجامعة، على عكس شقيقتيها اللتين تفضلان هجر مقاعد الدراسة والتكاسل والتراخي في المنزل وانتظار من يطرق بابهما للزواج.

انهت سهام دراستها الثانوية، وحصلت على مجموع كبير ودخلت الجامعة وكانت شديدة الفرح والسعادة بتحقيق حلمها. كانت سهام تتردد دائما على شقيقتها الكبرى التي ترتبط بها شديد الارتباط أكثر من شقيقتها الوسطى. كانت تتودد لشقيقتها الكبرى كثيرا ويتبادلان الأسرار لكن سهام لاحظت على شقيقتها بعض الشرود والصمت والتشتت والتي لم تلحظ عليها تلك الأمور من قبل.

حاولت أن تعرف من شقيقتها الكبرى السبب في شرودها وتشتتها وتوترها الشديد، لكنها فشلت في معرفة الحقيقة منها حتى جاء اليوم التي زارت سهام شقيقتها كما اعتادت فطلبت منها الشقيقة الكبرى شيئا غريبا تعجبت له سهام لكنها وافقتها من دون تردد.

فقد طلبت منها شقيقتها الكبرى ان تأخذ عباءتها وملفعها وأبدت اسبابا تافهة لم تقتنع بها سهام أن العباءة قد اعجبتها ولا تطيق صبرا للذهاب الى السوق وشراء واحدة ثابتة، نفذت سهام ما طلبته منها شقيقتها الكبرى وتركت لها عباءتها وملفعها واقترضت عنها عباءة اخرى وملفعا.

مرت الأيام والأشهر الى ان تفاجأت سهام ذات يوم عند عودتها من الجامعة بوجود زوج شقيقتها الكبرى لدى الأسرة، وعندما همت سهام بدخول المنزل انقضت عليها والدتها وبعدها والدها وشقيقها وأمطراها سبابا وشتائم وضربا وركلا وهي لا تعرف سببا لكل ما يفعلونه الى ان ابلغها والدها أن زوج شقيقتها الكبرى رآها اكثر من مرة وهي تتردد على جارهم العازب اثناء خروجه للعمل ليلا، فهو متيقن تماما من وجود علاقة آثمة بينها وبين جارهما سيئ السمعة والسلوك.

أقسمت أنها بريئة لكن لم يصدقها أحد وأصدر والدها قرارا بمنعها من الذهاب الى الجامعة، انهارت وانطوت في غرفتها ثم تذكرت اصرار شقيقتها على الحصول على عباءتها وملفعها وما لاحظته على شقيقتها من توتر وشرود، فقررت مواجهتها فهاتفتها لكنها انكرت فقررت ان تبلغ زوجها بما حدث بينها وبين شقيقتها.

وتم إلقاء القبض على الزوجة الخائنة التي اعترفت بخيانتها امام المحقق.

وجهت إليها تهمة الزنى وأصدرت المحكمة حكما عليها وعلى شريكها في القضية بالسجن ثلاثة اعوام مع الشغل والنفاذ، وتنفست سهام الصعداء بعد اثبات براءتها وعودتها الى مقاعد الدراسة من جديد.