انني بالفعل يا سيدتي احتاج الى تحليلك لمشكلتي وحكمك، اريد ان ارتاح من هذا الصراع المرير الذي أعيشه، انه الصراع الموجود داخل كل منا بين الخطأ والصواب، الحرام والحلال، الإخلاص والخيانة، انه الخيط الرفيع الذي يفصل احيانا بين الخير والشر.
مشكلتي يا سيدتي حقيقة تؤرقني. أطلت على من اعماق الماضي لتصبح حاضرة. ماثلة امامي في كل لحظة. انا زوجة شابة في السادسة والعشرين من عمري متزوجة من اكثر من ثلاث سنوات، زوجي رجل محترم، مهندس على خلق يكبرني بخمسة اعوام.
زوجي انسان مثالي وزوج مخلص ووفي ومحب لي ولطفلي، لكن مشكلته انه لا يستطيع ان يعبّر عن مشاعره، احاسيسه داخل اعماقه على الرغم من انني على ثقة من حبه الشديد لي، تزوجته زواجا تقليديا فهو سليل فرع بعيد من عائلتنا. تقابلنا صدفة في مناسبة اجتماعية وتم الزواج سريعا. رزقنا الله بطفل جميل هو كل حياتي الآن ونور عيني. المشكلة يا سيدتي قفزت من اعماق الماضي الى قلب الحاضر، بل الى قلبي انا شخصيا، كان لدي أثناء دراستي الجامعية زميل في قمة الرومانسية وله اخلاق من ذهب. وسيم طيب القلب طيبته طيبة النبلاء واخلاقه اخلاق الفرسان.
كان هذا الزميل يحبني حبا شديدا ويفعل كل ما في استطاعته حتى يرضيني، صارحني بحبه لكنني رفضت هذا الحب وصددته بقوة. فقد كنت اريد ان اكون معه مثل كل زملائي الآخرين، كنت دائما في موقف الفتاة التي تتلقى الإعجاب والتلميح بالحب من الكثيرين من الزملا. ارجو ألا تعتبري هذا الكلام غرورا فأنا لم اقل هذا الكلام ابدا لأي انسان لكنه كان يسعدني ان اكون محل اعجاب من الجميع فهذا بلا شك يسعد أي فتاة.
وبعيدا عن التفاصيل. سببت جرحا لهذا الشخص لذلك تحول تماما عني وأصبحت بالنسبة له مثل سائر الزميلات، وكان هذا هو رد الفعل الطبيعي الذي يمكن توقعه من شاب له تلك الأخلاق الرفيعة والقيم الراقية، فقد ابتلع ألمه وتمسك بكبريائه ولم يعد يحاول الاقتراب مني أو الارتباط بي كما كان.
والآن وبعد سنوات طويلة على هذا الموقف القديم وبعد ان افترقت بنا الطرق ولم يعد يرى احدنا الآخر عادت صورته تراود خيالي. استدعي شريط علاقتنا بكل تفاصيلها. بكل كلمة دارت بيننا بكل لمحة ونظرة. بعد ذلك اشعر بالندم الشديد وألوم نفسي لوما عظيما لأني لم أعط هذا الإنسان الرومانسي الطيب المحب ما يستحقه من تقدير وحنان وحب.
المشكلة أنني أشعر في ذات الوقت بحزن عميق لأني أفكر في انسان آخر غير زوجي. انسان غريب عني مر في حياتي وانطوت تلك الصفحة منذ اكثر من خمسة اعوام. لماذا الآن تذكرته؟ لماذا ذكراه تلح على خاطري دائما وتشعرني بالذنب تجاهه؟ لماذا اتذكر كل تصرفاته وأقواله وأفعاله مع انني قد نسيت ذلك الشخص منذ فترة ولم اعد اتذكره في الفترة السابقة؟ انني اشعر بالخجل من نفسي لأنني بالفعل احب زوجي حبا شديدا واحترمه واقدره ولا افكر في الإساءة اليه أو خيانته. فالخيانة أولا وفي ذلك الوقت ستكون لنفسي قبل أن توجه اليه. ورغم ذلك لا يتوقف تفكيري في هذا الزميل القديم ولا استطيع ان اطرد صورته من خيالي، اشعر بالذنب في حق زوجي لمجرد التفكير في زميلي القديم وأضع نفسي مكانه فكم سيكون عذابي لو انه فكر في امرأة غيري؟
انا في حاجة لمساعدتك دليني كيف اتوقف عن التفكير في هذا الزميل؟ ماذا افعل كي اسيطر على نفسي واقوي من عزيمتي وإرادتي واشفى من ضعفي الذي يتملكني؟
هل لديكم الحل؟ شاركونا