Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

«لو» رحلة في المجهول

$
0
0

دشنت فرقة المسرح الشعبي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي 13 بعرض مسرحية «لو» تأليف وإخراج خلف العنزي، وبطولة طارق العلي ويعقوب عبدالله وخالد المفيدي ومنى فاضل وغادة السني وعدد من الوجوه الشابة، ديكور الدكتور نبيل الفيلكاوي، وإضاءة خلف العنزي.

العرض المسرحي يعتمد على فكرة فلسفية تطرح الكثير من التساؤلات التي لا يمكن للمتلقي أن يجيب عليها بسهولة خاصة في تناول جوانب المجهول في حياة الإنسان، وطرح اسئلة غير منطقية تحتمل العديد من الإجابات.

 

أسئلة غامضة

يطرح العنزي مؤلفا بعض الأسئلة الغامضة من خلال تقديمه لشخوص أغلبها مدان في الحياة، مثل الفتاة التي احترفت بيع جسدها، والفيلسوف الذي يسرق أفكاره ممن سبقوه، والقاتل المأجور الذي يقتل بهدف نيل الشهادة، والمرأة التي تضحي بحياتها من أجل ولدها.

الأسئلة الغامضة التي يطرحها النص تفتقد إلى المنطق في الكثير منها، وتحتاج إلى عمق في طرح بعضها، وقد وضح أن بعض الشخصيات في النص غير ناضجة فكريا، وربما يكون الفيلسوف الذي يحاول الانتحار هو الأكثر اقناعا من بين شخصيات العمل، كما أن دخول اللص في المشهد الأخير غير مبرر، وهو ما ينطبق على شخصية العاشقين.

العنزي لديه الفكرة القابلة لتكون نصا مسرحيا، لكنه لم يكن مقنعا في تجسيد العديد من الشخصيات التي رسمها دون أن يكون هناك علاقة وثيقة تربط بينها.

وعاب النص تكرار الحوار وغياب العمق في الكثير من المشاهد، وربما هذا يعود إلى قلة خبرة العنزي في الكتابة للمسرح.

ولعل اللغة التي استخدمها المؤلف في حوارات الفتاة اللعوب هي الأكثر واقعية من بين حوارات الشخصيات الأخرى.

 

رؤية بصرية

قد تكون الرؤية الإخراجية هي الأوضح في هذا العرض المسرحي، فقد عمد المخرج إلى لعبة ذكية وناجحة في المزج بين الصورة السينمائية والمشهد المسرحي، وهذا واضح في دخول العديد من شخصيات المسرحية، واستفاد كثيرا من الإضاءة التي قام هو شخصيا بتصميمها لدعم رؤيته الإخراجية، كان هناك إبهار في المشهد المسرحي، واستغل المخرج منتصف الخشبة من العمق لدخول كل الشخصيات المدانة، وهذا يطرح تساؤلا في سبب عدم استخدام جوانب أخرى لدخول الممثلين، وهو امر كان يمكن حله من خلال الديكور.

ولعل الأزياء كانت من أهم العناصر التي ساهمت في توضيح رؤية المخرج خاصة في الأزياء السوداء للممثلة التي لعبت دور الفتاة اللعوب التي تبيع جسدها.

 

ديكور وأداء

يعود الدكتور نبيل الفيلكاوي إلى تصميم الديكور بعد سنوات من الغياب قضاها في العمل الإداري والمهني في العديد من التجمعات المسرحية والفنية، ولا يزال الفيلكاوي قادرا على تفسير الرؤية التي يقدمها النص المسرحي، ولعل تقديمه لديكور ضخم يبرز من العمق إلى منتصف الخشبة يفسر الرحلة إلى عوالم المجهول التي تتناولها فكرة المسرحية، ساهم في ذلك الإضاءة المعبرة خاصة في استخدام اللون الازرق والأحمر.

وبرز في العرض المسرحي الفنان خالد المفيدي في تلقائيته وعفويته وحضوره الذي طغى على المشاركين في العرض المسرحي وكان نجما بلا منازع، وأضفى دخول الفنان طارق العلي أجواء من المرح والدعابة، ويحسب للعلي مشاركته في هذا العرض الجاد خاصة أنه عرف بعروضه الجماهيرية الكوميدية.

«لو» رحلة في المجهول لم تكن مقنعة في بعض مشاهدها وحوارتها، لكنها تجربة مهمة للعنزي الذي عرفناه مخرجا تلفزيونيا متميزا.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles