Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

سليمان الحزامي.. رحلة الحياة والقلم

$
0
0

كان اللقاء الذي جمع الأديب سليمان الحزامي وجمهور رابطة الأدباء الكويتيين أمس الأول حافلا بالشجون، مستعيدا زمنا زاهيا للثقافة والفن في الكويت.

اللقاء الذي جاء تحت عنوان «ذكريات أديب» قدم له الباحث طلال الرميضي، وعرض فيه سليمان الحزامي تجربة حياته على المستوى الانساني والثقافي والعملي، مثيرا عددا من القضايا، منها أزمة المسرح الكويتي، ومنها مشكلة القراءة، وربما أهمها ما يتعلق باختلاف مجتمع الستينات والسبعينات عن الوقت الراهن، من حيث ما كان يتمتع به المجتمع الكويتي من تسامح وانفتاح، ومجافاة للغلو والتعصب.

 

وفاء وعرفان

تحدث الحزامي عن أشخاص تركوا بصمة مهمة على حياته، بادئا بوالديه. فقد وفرا له وفق قوله منذ الصبا كل وسائل التثقيف، فقرأ من خلالهما مطبوعات ذلك الزمان من مجلات وكتب، مما غرس فيه منذ وقت مبكر حب القراءة والاطلاع. وتحدث خاصة عن والده وحفاوته بالشعر، حيث كان يحفظ قصائد المتنبي والأعشى وغيرهما.

رحلة المسرح بدأت مع الحزامي باكرا، حيث شارك في مدرسة المرقاب في أداء مسرحية عن الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، موضحا مدى اتساع الافق الديني الذي كان ينعم به ذلك العهد، وعدم الحساسية الطائفية.

 

دراسة جادة

وتذكر الحزامي أيضا جدية الدراسة المسرحية في حينه، رغم بساطة الامكانات، فقد توافر عدد من الاساتذة النابهين، سواء على المستوى الشخصي أو التأهيل الأكاديمي، مثل الفنانين زكي طليمات ومحمد توفيق وغيرهما.

وبين الحزامي كيف تمكن الجيل الاول والثاني اللذان درسا المسرح في تلك الفترة من الاطلاع على الآداب المسرحية العالمية، ومدارس المسرح من واقعية ووجودية وعبثية، مما ساهم في اتساع أفق الثقافة والفكر. الدراسة المزدوجة للموسيقى واللغة الانكليزية سمحت للحزامي أن يجمع بين الجانب الثقافي والابداعي، كما أوردته عشق الموسيقى الكلاسيكية التي بحسب قوله ترفع من شأن الذائقة والروح.

وتناول الحزامي الكتاب الأول له «مدينة بلا عقول» الذي نشر بمساعدة الروائي إسماعيل فهد إسماعيل، موضحا أثر الحلقات الأدبية التي كانت تجمع الكتاب في ذلك الوقت.

 

مفارقة

وعن مفارقات رقابة النصوص، تحدث عن رفض المجلس الوطني للثقافة، لطباعة مسرحيته «عودة الجبرتي» في عام 1992، ثم فوز العمل نفسه عام 2001 بجائزة الدولة، وإن جاء تحت اسم آخر هو «بداية النهاية» ليمثل هذا الازدواج بنظر الحزامي دليلا على مفارقات الذوق الرقابي. الاتجاه العروبي كان له نصيب من مسرح الحزامي الذي كتب عن المعتمد بن عباد، وأسباب زوال دولته، وعن المتنبي وطموحه الذي فسره، بانه لم يكن سعيا أنانيا للامارة، وإنما طموح إلى إعادة الوحدة بين العرب، في عصر الدويلات الممزقة والمفرقة.

كما تناول الحزامي علاقته برابطة الأدباء، والنص الأول الذي نشره في مجلة البيان الصادرة عنها «دقائق»، ومشاركته في عضوية عدد من مجالس ادارتها.

 

تدهور ثقافي

وردا على سؤال الأديب محمد السداح عن رايه في مناخات الثقافة خلال الستينات والسبعينات، تحدث الحزامي عن تدهور المناخ الحالي، بسبب تعجل الشباب للشهرة بخلاف الجيل الماضي، كما أثار د. سليمان الشطي ذاكرة الحزامي، ليتناول فترة خاصة من حياته في العاصمة البريطانية لندن، حيث كانت له علاقة بالأديب الانكليزي الشهير كولن ولسون. كما تحدث الحزامي عن أهمية المسرح المدرسي في تنشئة أبناء جيله. وكيف أن انحساره الآن ومعه كثير من الانشطة المدرسية، يؤدي الى اهمال المواهب، وضيق الافق الثقافي.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles