Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

الرجال وعمليات التجميل.. ضرورة أم {نيولوك}؟

$
0
0

لم تعد عمليات التجميل حكرا على الجنس اللطيف، ففي السنوات الأخيرة، وكما تؤكد كل الأرقام والإحصائيات، أصبح الرجال يتسابقون على دخول غرف عمليات التجميل. في الكويت ما زالت المرأة في الصدارة لكن نسبة الرجال الذين يجرون عمليات تجميل وصلت إلى %30 كما يقول استشاري لجراحة التجميل.

هذه النسبة الكبيرة التي قد تمثل مفاجأة للبعض، تطرح الكثير من الأسئلة عن أسباب إجراء الرجال لعمليات التجميل؟ هل إجراؤها ضرورة أم مجرد نيولوك؟ هل هناك أسباب نفسية تدفع الرجل لمشرط جراح التجميل؟ هل وسائل الإعلام التي تروج لثقافة التجميل ومقاييس الجمال القياسية تلعب دورا في دفع الرجال إلى عيادات التجميل؟ التحقيق التالي يحاول البحث عن إجابات.

لا يختلف اثنان على أهمية وتأثير الجانب النفسي على قرار إجراء عمليات التجميل، فعدم الرضا عن الشكل الخارجي يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الاضطرابات النفسية لدى الفرد من جراء عدم تقبله لنفسه، وتكون الخطوة الأولى في رحلة البحث عن حل من أجل بناء الثقة بالنفس هي غرفة عمليات التجميل.

 

زمن المظهر

عن علاقة هذا الجانب النفسي بعمليات التجميل يقول د. عثمان الخضر أستاذ ورئيس قسم علم النفس بجامعة الكويت:

- هناك جانب فطري يلعب دورا مهمًّا في حياة الإنسان ويتمثل في مدى قبوله لذاته وشكله وكذلك مدى قبول الآخرين له، ويلعب شكل الإنسان وملامحه دورا في تحديد حجم هذا القبول، خاصة أننا في عصر طغت فيه الشكليات على كل شيء في حياتنا، وأصبح تقييم الإنسان في الكثير من المواقف يتم عن طريق الشكل والمظهر، فلم يعد ما يلفت نظر الاخرين هو البيت الأنيق أو السيارة الفارهة، وإنما الشكل أيضا، لا فرق في ذلك بين النساء والرجال.

في كثير من الأحيان تكون بعض التشوهات أو العيوب الخلقية سببا في عدم تقبل الإنسان لذاته ولعدم تقبل الآخرين له، ما يؤدي إلى الكثير من المعاناة النفسية ويشكل حاجزا نفسيا أمام التفاعل الاجتماعي بين الإنسان والمجتمع المحيط به.

وهنا يكون البحث عن حل، ويتمثل في إجراء عملية تجميل من اجل استعادة ثقته بنفسه وقبوله لذاته وقبول الآخرين له، وما ساعد على ذلك أن عمليات التجميل في العصر الذي نعيش فيه تقدمت بطريقة مذهلة في إطار تقدم هائل للطب بصفة عامة، كما أنها أصبحت آمنة وسهلة وأسعارها في متناول الجميع، ما جعل نسبة كبيرة تقدم على إجرائها بحثا عن الرضا والثقة بالذات.

ويشير د. الخضر إلى أن عمليات التجميل، رغم أنها تصلح بعض العيوب الظاهرية كالأنف والشعر والبشرة مثلا، إلا أنها تنعكس على الجانب الداخلي والنفسي للإنسان فيقول:

- عمليات التجميل تجرى للجانب الشكلي أو الظاهري للإنسان، إلا أنها تنعكس بصورة إيجابية على الجانب النفسي، فمشاكل الشكل يمكن أن تكون عائقا أمام الإلتحاق بوظيفة، أو يمكن أن تكون حاجزا أمام الارتباط بالجنس الآخر، وهنا يكون إجراء عملية تجميل الحل لإزالة مثل هذه الحواجز.

 

التوهم وعمليات التجميل

لكن د. الخضر يشير إلى ظاهرة نفسية يعرفها بالتوهم المرضي، حيث يتوهم بعض الرجال أنهم في حاجة إلى عملية تجميل رغم عدم حاجة مظهره اليها:

- بعض الرجال يعانون من التوهم المرضي، فمثلا قد يعاني الرجل من فقدان الشهية العصبي حيث يتوهم أنه يعاني من الوزن الزائد رغم أن الحقيقة غير ذلك تماما، فيلجأ إلى جراح التجميل لعمل جراحة لشفط الدهون من أجل التخلص من الوزن الزائد رغم أنه ليس في حاجة إلى هذه العملية. هذا التوهم من الممكن أن يكون السبب في لجوء البعض إلى عمليات تجميل ليس بحاجة اليها، فقد يشعر أن أنفه كبير أو أن التجاعيد تغزو وجهه رغم أن أحدا لم يلفت نظره لذلك، ولا توجد حاجة الى ذلك في الواقع.

 

الرجال ينافسون النساء

استشاري جراحة التجميل د. محمد خلف إبراهيم يؤكد أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعا ملحوظا في نسبة الرجال الذين يجرون عمليات التجميل في الكويت، يقول:

- حتى سنوات قليلة مضت كانت النسبة الكاسحة لعمليات التجميل التي تجرى في الكويت من نصيب النساء، وكانت نسبة الرجال لا تزيد عن %10 أو %15، لكن في الآونة الأخيرة شهدت عيادات التجميل ازديادا مطردا من جانب الرجال، واستطيع أن أؤكد أن نسبتهم من عمليات التجميل التي تجرى في الكويت تصل إلى %30.

وأعتقد أن هذا الارتفاع يرجع إلى أسباب عديدة، فبالإضافة إلى العمليات الضرورية التي تتطلب تدخل جراح التجميل لعلاج بعض العيوب او التشوهات، أدى التطور الكبير الذي طرأ على جراحة التجميل في السنوات الأخيرة الى أن يقوم بها الرجال، خاصة من كبار السن، من دون خوف أو تردد مثل السابق.

كما زاد إقبال الشباب صغار السن على عمليات التجميل بسبب اطلاعهم على أخبار عالم التجميل في وسائل الإعلام والحوار المفتوح بينهم عبر مواصل التواصل الاجتماعي، وتأثرهم بثقافة الجمال أو التجميل السائدة في مثل هذه الوسائل، كل ذلك ساهم في زيادة نسبة الإقبال من الرجال على عمليات التجميل.

 

العمليات التي يجريها الرجال

ويؤكد د. خلف ان عمليات التجميل التي يجريها الرجال في عيادات التجميل بالكويت كثيرة ومتنوعة يحددها بقوله:

- تأخذ جراحات التجميل المرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن وترهلات ما بعد فقدان الوزن خاصة بعد عمليات تدبيس المعدة أو تحويل المسار الحيز الأكبر من عمليات التجميل التي يجريها الرجال في الكويت، وفي المقدمة تأتي أيضا عمليات شد البطن والذراعين والفخذين والعمليات التي تتعامل مع بروز الثديين عند البعض.

كما تأخذ عمليات تجميل الأنف نسبة لا بأس بها من اهتمامهم، كذلك يقبلون على عمليات تحديد اللحية بالليزر، كما يهتم الكثير منهم بالميزو لإعادة نضارة البشرة والقضاء على التجاعيد، بالإضافة إلى عمليات شد الجفون، كما أن نسبة لا بأس بها من الرجال تلجأ إلى عمليات التجميل الخاصة بالشعر، وعلى رأسها زراعة الشعر.

 

عمليات في دول الجوار

ويشير د. خلف إلى أنه رغم تقدم جراحة التجميل في الكويت فإن بعض الرجال يلجأون إلى إجراء عمليات التجميل في دول أخرى بعيدا عن الكويت، ويشرح أسباب ذلك قائلا:

- هناك نسبة من الرجال يفضلون إجراء عمليات التجميل في خارج الكويت في دول الجوار مثل: إيران ولبنان والأردن وسوريا، والسبب في ذلك إما الرغبة في السرية أو إخفاء توابع ما بعد العملية خلال فترة النقاهة. فالمرأة تستطيع إخفاء توابع ما بعد العملية عن طريق العديد من مستحضرات التجميل، أما الرجل فلا يستطيع ذلك، لذلك يفضل إجراءها في الخارج والبقاء هناك حتى تختفي معالم العملية.

بالإضافة إلى أن هناك سببا ماديا وهو أن بعض الرجال يعتقدون ان إجراء عملية تجميل بدول الجوار أرخص من الكويت وهو كذلك فعلا، لكن بحساب تكاليف الإقامة والسفر سنجد ان تكاليف العملية في الكويت تساوي تقريبا مثيلتها في دول الجوار.

 

 

المرأة تجريها فورا والرجل يتردد

يشير د. خلف إلى فرقين بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بعمليات التجميل: الأول أن الكثير من الرجال يعانون من التردد قبل الإقدام على إجرائها، عكس المرأة التي إن قررت إجراء عملية تجميل فعلتها بأسرع وقت، بينما الرجل يفكر ويفكر، وقد يتراجع في اللحظات الأخيرة.

والثاني أن الرجل عادة يجري عملية تجميل واحدة ومن النادر أن يجري أخرى، عكس المرأة التي يمكن أن تجري عدة عمليات، فما ان تنتهي من واحدة حتى تجري أخرى.

 

 

رأي علم النفس

الهوس بها يحطم الذات

يشير د. الخضر إلى أن وسائل الإعلام والوسائط الحديثة تلعب دورا مهمًّا في الترويج لثقافة عمليات التجميل وخاصة بين المشاهير، مما يجعل البعض وخاصة من الشباب يقدمون على إجرائها من منطلق تقليدهم، كما أن بعض الرجال وخاصة من الشباب صغار السن في سن المراهقة لديهم هوس بالمشاهير، وهذا الهوس قد يدفعهم إلى ما يشبه التوحد مع الشخص المعجب به، أي أنه يريد أن يكون له شكل هذا المشهور نفسه من خلال إجراء جراحة قد يعدل فيها أنفه مثلا حتى يشبهه.

ويحذر د. الخضر الرجال، خاصة الشباب، من الهوس بعمليات التجميل وتكرارها، حيث يؤكد أن الأمر قد يتحول إلى النقيض إن زاد عن حده، فتكرار عمليات التجميل للرجل يمكن ان تصيبه في النهاية بعدم تقبله لذاته. ويضرب الخضر مثلا بما حدث مع النجم الشهير الراحل مايكل جاكسون الذي غير حتى لون جلده حتى تحطم نفسيا من الداخل وانتهى نهاية مروعة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles