
يبدو أن مركز الحوار للثقافة (تنوير) لم يعد الوحيد في الميدان، الذي يقف في مواجهة الرقابة، فقد صدر بيان عن منتدى «قادمون» الثقافي المؤسس حديثا، يتضمن دعوة وزارة الاعلام الى تطبيق مبادئ الحرية، مذكرا بما آل اليه معرض الكويت للكتاب من تدهور، بحسب تعبيره، وفقر في المحتويات يخالف ما كانت عليه الحال في سنواته الأولى.
بيان المنتدى، الذي يديره الروائي وليد الرجيب، بمشاركة عدد من الكتاب الشباب، منهم عبدالوهاب سليمان وإبراهيم الهندال وبشاير الشمري، رأى أن معرض الكويت للكتاب الآن لا يتناسب وانطلاقاته الأولى، «عندما كان صناعة ثقافية ثقيلة تمثل بقعة تنوير وغنى فكري للقارئ الكويتي ولقراء الدول المحيطة، لم تعد هذه المناسبة السنوية بشارة؛ ولم تعد تحقيقاً لنذورنا وعهودنا لعقولنا بالترقي والاغتناء، بل أصبحت مناسبة سنوية للاعتذار من دور النشر العربية وللمتابع العربي والكويتي، الذي ما زال يعتقد أن الثقافة في الكويت ستتعافى، وأن هزالها سببه سوء تغذية وقتي، بل أصبحت مناسبة للاعتذار لذواتنا كمواطنين ومقيمين».
ونعى البيان ما اسماه «اشتداد القيد على رسغ الكتاب الورقي»، بينما «انفتحت نوافذ وآفاق أرحب للمعرفة والاطلاع»، متسائلا: «هل هذا يعني أن الكويت شاخت فتدهورت كل أعضائها الداخلية، وانتشر السقم في كل خلية من خلاياها؟ حتى خلايا النور؟!».
وخاطب بيان «قادمون» الثقافي الحكومة ممثلة بوزارة الإعلام قائلا: «إن النور أقوى من الظلمة، فلأي الداعين لهما ستستمعون وتنحازون؟ إن الرهبة والخوف من الظلام وقواه يبددهما النور، فالظلام عمى وسبات والنهار اشراق وحياة فلأيهما ستنحازون؟».
وتابع البيان: «نريد تطبيق مبادئ الحرية التي نص عليها أهم كتاب في حياة وتاريخ المجتمع الكويتي، كتاب (الدستور) الذي رسم طموحاتنا وأزال القيود جميعا وإن كان حلمنا أكبر، ويكبر أكثر كلما تقدمت الدنيا وأصبحت القيود تاريخاً، وكلما تقدمت التقنية وأصبحت عصية يوماً بعد آخر على قيود العقل وحقوق الارتقاء الروحي بالثقافة الأبهى بالفنون والآداب وحقوق الإبداع والاطلاع والتعلم». وانكر البيان أن يكون مطلب الرفعة والعزة مقرونا بالخشية من الحرف والكلمة، قائلا «عن أي عزة نتحدث ونحن نرتهن للماضي المتنمر والمتغول على المستقبل؟». واختتم البيان بالقول: «إننا في منتدى (قادمون) الثقافي لا نريد أن يتحول معرض الكتاب إلى بسطات سوق شعبية، ومكان لتسلية الأسر وقضاء وقتها وشراء المثلجات لأطفالها، مثلما تتحول القلاع إلى أطلال وتصبح مرتعاً للحشائش البرية والذكريات الغابرة.
بيد الحكومة أن تعيد الألق الثقافي للكويت، وبيدها أن تسدل الستائر المعتمة فيفتح المواطن نوافذ التقنية على مصراعيها، على ألق ثقافة إنسانية عابرة للحدود والقارات»