Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

بترايوس الجنرال الناعم .. حطّمته امرأة

$
0
0

عندما كان دافيد بترايوس صبيا، كان أترابه يلقبونه بالصبي الناعم، لكنه أصبح لاحقا أكبر جندي أميركي، وواحدا من «أفضل الأشخاص في العالم». وعندما كُشف النقاب عن فضيحة العشق، اضطر للاستقالة بالرغم من أن قضايا مماثلة كانت في السابق تمر مرور الكرام.

كان المثالي في الجيش، ويتمتع بسمعة ناصعة كبياض الثلج، والمثقف الخالي من أي تشوهات، وعرف كيف يخرج الولايات المتحدة من الفخ العراقي.

كان يُكتب عن بترايوس أنه «الملك داوود»، وبروفيسور الحرب، وحصل في 2010 على لقب شخصية العام، وأُدرج اسمه العام الماضي على لائحة المفكّرين العالميين، وقبل ذلك في اللائحة التي ضمّت أسماء 75 «أفضل شخص في العالم».

لهذه الأسباب كلّها كانت نهايته السريعة مدوية جدا. وبالنسبة لأميركا التي تبدو كقديسة من الخارج، كان ذلك بمنزلة قنبلة هيدروجينية. بدا الأمر وكأن الجنرال اعترف بأنه كان يتعاون مع طالبان! هكذا هي الأمور بالنسبة للسياسيين، حيث يدفعون غاليا ثمن خيانتهم الزوجية. والفضيحة الأخيرة كانت مضاعفة، لأن العشيقة كانت قادرة على الإطلاع على البريد الإلكتروني لمدير الـ«سي آي إيه».

قبل ذلك كانت بذته العسكرية مزدحمة بالأوسمة والنياشين. وكاد يحصل على النجمة الخامسة على كتفيه. آخر نجمة حصل عليها في 1950 بطل الحرب العالمية الثانية عمر برادلي.

 

يبدو كطبيب أطفال ناعم

في البداية لم يكن واضحا أن بترايوس سيتمكن من صعود السلّم إلى مراتب عالية كهذه. حتى اليوم، لا يبدو هذا الرجل النحيل الذي يشبه السنجاب كجنرال حقيقي. برغم كل تلك النياشين والأوسمة التي حصل عليها كقناص من الدرجة الأول ى، وجندي جوال ومظلي، فان بترايوس يبدو اليوم كطبيب أطفال ناعم، لا كجندي صلب.

 

الوالد والسفينة الهولندية

لقد ولد على بعد ثمانية كيلومترات من ويست بوينت، وكثير من زملائه في المرحلة المتوسطة كانوا يسجلون أنفسهم هناك. وهناك أيضا حصل بترايوس على لقبه الفريد، وكان لقبا مطابقا لشكله: وجه مدوّر وشعر ناعم الملمس.

في البداية كان أصغر من زملائه. ترعرع في كنف عائلة مكونة من والدته المسؤولة عن مكتبة، ووالده الغريب: عندما أبحر سيكستوس بترايوس إلى أميركا كقبطان لسفينة تجارية هولندية، اندلعت الحرب. احتل الألمان هولندا ولذلك لم يستطع العودة إلى وطنه الأصلي، فبقي على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. بعد ذلك أبحر مع قافلة من السفن، وكان يتوقع إصابة سفينته بطوربيد من غواصة ألمانية.

وتروى حكايات غريبة كثيرة عنه، مثل قيادته السيارة ذات يوم فوق نهر متجمّد.

 

النظام المرصوص أمام عائلاتهم

ويبدو أن الولد لم يختلف كثيرا عن والده. كان صبيا منظما، مستعدا دائما في المدرسة، لم يتشاجر مع زملائه، ولم يهتم بالفتيات. كان جيدا في الدراسة والرياضة، لكنه لم يكن ممتازا.

اليوم الأول في ويست بوينت لم يبدأ بشكل جيد. فالجنود الجدد كانوا يرتدون بذاتهم العسكرية ويتدرّبون لساعات طويلة على النظام المرصوص أمام عائلاتهم. والدة بترايوس لم تتمالك نفسها، فاقتربت من الوحدة ولوّحت بديها لابنها ـــ لكنها ارتطمت بشيء ما ووقعت على الأرض. كان ذلك محرجا للغاية.

الأمور اختلفت بعد ذلك. فبترايوس الجندي الذي رُقّي لاحقا إلى رتبة ملازم بدا يشبه والده. كان في كل مكان. تلميذا ورياضيا ممتازا. شكله يشبه كلب السباق، ويركض كواحد مثله. كأنه مصنوع من الحديد.

 

اختار ابنة الجنرال القائد

حتى اليوم تشاع عنه قصص حول طريقة ركضه السريعة مع زملائه خلال دورة الرينجرز التي خضع لها.

ربما كان مختلفا في ما يخص هواياته. وليس صدفة على الأرجح أنه لم يختر من بين جميع الفتيات اللواتي كن في ويست بوينت، إلا ابنة الجنرال القائد التي أصبحت زوجته الحالية «هوللي».

وعندما وصل رتبة نقيب عمل في إيطاليا، وهناك بدأ الحديث عنه كشخص يتمتع بمستقبل رائع. قائده كتب عنه في التقييم السنوي أن «النقيب بترايوس سيصل ذات يوم إلى أعلى رتبة عسكرية ممكنة».

 

أصيب بطلقة في صدره

بالفعل، ارتفع من رتبة إلى أخرى، لكنه كاد ينتهي في 1991 بطريقة قاتلة. فخلال تمارين أجريت على أساليب إطلاق للنار، وقع أحد الجنود بطريق الخطأ فأصيب بترايوس بطلقة في صدره. خضع لعملية دامت خمس ساعات وكادت أن تودي بحياته. كان من المفترض أن يلازم فراشه لعدة أسابيع، لكنه فاجأ الأطباء عندما طلب الخروج قبل ذلك بكثير، ومارس تمارين الضغط أمام الأطباء لكي يؤكد لهم أنه على ما يرام.

المرة الثانية التي كاد أن يُقتل فيها كانت عام 2000، عندما كان يهبط بالمظلة. فعلى علو خمسة عشر مترا تعرضت مظلته لرياح قوية، مما أدّى لهبوطه بشكل سريع. لم يتسبب الحادث «إلا» بكسر طفيف في حوضه.

 

أنحاء واسعة من الكوكب

بعد المهام الصعبة التي قام بها في العراق بدءا من عام 2003 واسهمت في ضبط الاوضاع الى حد بعيد، أوكلت إليه مهمة قيادة العمليات العسكرية في جزء مهم من الكرة الأرضية، وشمل ذلك دولا مثل العراق، أفغانستان، اليمن وباكستان. في الوقت نفسه كان يتعالج من سرطان البروستاتا الذي ظهرت بوادره لديه.

 

بترايوس خرافة

كان له منتقدوه أيضا. هؤلاء يزعمون الآن بأن الجنرال كان يعمل بشكل محنك مع وسائل الإعلام لبناء شخصيته، التي تُبرزه كفيلسوف وعالِم يرتدي البذة العسكرية، ويركض في الوقت نفسه مثل رياضي شاب.

وتنقل «التايم» تصريحات لضباط أفادوا بأن طموحه سبق قدراته، وأن من أطلق عليه لقب «الملك داوود» لم يكن يقصد ذلك كنوع من المديح. «بترايوس هو خرافة»، كما قال أحدهم.

لا أحد يعلم. قد يكون ذلك بمنزلة تصفية لحسابات قديمة بين الضباط.

بجميع الأحوال ومهما كانت الظروف، الحقيقة هي أن بترايوس كان نجما قبل أن يسقط. وهكذا أيضا بدأت الجميلة باولا برودويل تكتب كتابها عنه. تحدثا معا، وركضا، والآن نعلم أنهما فعلا أشياء أخرى أيضا.

بعد ذلك أصبح الجنرال، الذي سطع نجمه في تلك الفترة، مديرا لجهاز الـ«سي آي إيه».

ثم انفجرت الأمور.

لكن كما أسلفنا سابقا: الأوقات تتغير، وبترايوس ينتهي.

 

 

هيا أسرعوا! «تنظيف جهاز التنقية»

 

أساليب بترايوس كانت أحيانا فريدة من نوعها. كان يرفع من انتاجية العمال الميكانيكيين في فرقته بأن يصرخ بالأوامر عليهم عبر المذياع، طالبا منهم أمورا مرتبطة بالمراحل المختلفة للأعمال التي كانوا يقومون بها لإصلاح السيارات. مثلا يصرخ «تنظيف جهاز التنقية»، فكان العمال يلتزمون بذلك بشكل جماعي. وبذلك خفض معدل الوقت المخصص لإصلاح السيارات.

الكتيبة التي تولى قيادتها حصلت على لقب الكتيبة المثالية في الجيش. ولم يكن قد فاز بذلك اللقب سوى بضع كتائب من وحدات الرينجرز، حيث لم تتمكن الكتائب العادية من الفوز به. ووفق معايير هذه المسابقة، كان مطلوبا أن يلتزم 65 % على الأقل من الجنود بالإجراءات الصعبة خلال عمليات النقل، وإطلاق النار وما شابه.

لقد درّب بترايوس جنوده على ذلك وتمكن من تحقيق مبتغاه. وبدأت وحداته تفوز بالمسابقات الرياضية التي كان ينظمها الجيش، لا سيما في كرة القدم، الجري أو كرة السلة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles