Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

المغرورة والحب

$
0
0

كانت أمينة، الفتاة الجميلة المدللة، تحظى باهتمام كل افراد الأسرة في طفولتها، فهي آخر العنقود لدى والدتها وأقرب الأولاد لقلب والدها، لذلك تلقت رعاية وحبا وحنانا أكثر من أي من اخوتها، فشبت على الغنج والدلال والاعتزاز بالنفس الذي قد يقترب الى الغرور في بعض الأحيان.

وبما انها كانت تتمتع بجمال مميز، انهالت عليها منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها طلبات الخطبة، لكنها من فرط احساسها بجمالها وغرورها كانت دائما تريد المزيد.. تريد شابا ثريا ووسيما يقضي عمره خادما لها، مطيعا ومحبا وعاشقا، يلبي كل مطالبها ويحقق كل أحلامها وطموحاتها.

كانت أمينة تردد دائما كل ذلك على مسامع صديقاتها وزميلاتها بالدراسة، حتى أنهن مللن من كثرة ترديدها بغرور تلك المطالب التي تقسم انها لن تتنازل عنها. وكانت هناك زميلة لها تكره فيها غرورها وتباهيها بجمالها وانوثتها، وعندما روت لشقيقها ما تعانيه من صديقتها المغرورة، قرر أن يلقنها درسا لا تنساه، خفية عن شقيقته. خطط للإيقاع بها، وأمطرها رسائل على تلفونها النقال الذي التقط رقمه من شقيقته، وبات يتردد على الجامعة التي تدرس بها شقيقته، وراقبها حتى عرف مواعيد خروجها وذهابها إلى الجامعة.

بعد ذلك انتقل الى الخطة الثانية، حيث فاجأها بورود وكلمات رقيقة متروكة على سيارتها.. ماتت أمينة شوقا لمعرفة من هو العاشق الولهان، وتجرأت وهاتفته، فرد عليها وقام بتمثيل المحب المعذب. ونجح الشاب في اجتذاب انتباه أمينة الى ان وقعت في غرامه. طلب أن يتقابلا فرفضت، لكنها وافقت بعد الحاح شديد.

استمرت مقابلاتهما حيث أوهمها الشاب بأنه من عائلة ثرية ويشغل وظيفة مرموقة ويود أن يتزوجها. أمينة وجدت به كل المواصفات التي في احلامها فوافقت من دون تردد.. اقترح عليها أن يتقابلا في شقة صديق له، فهو يريد اصطحابها إلى حفلة تقام في شقة صديقه فوافقت، لكن عندما دخلت لم تجد سوى شخص واحد. طمأنها الشاب الثعلب الذي دغدغ حواسها واغدق عليها بكلمات الحب المعسولة حتى استسلمت له، ولكن بشيء من الوعي والخوف.. وفي ذلك الوقت كان صديقه يصورهما من دون أن تشعر وهما في اوضاع حميمية.. اطمأنت أمينة عندما توافد الأصدقاء والصديقات على الشقة، فقد كانت بالفعل هناك حفلة عيد ميلاد أحد أصدقاء الشاب.

انتهت الحفلة وخرجت أمينة منتشية سعيدة بالحب الذي ملأ قلبها، لكنها فوجئت في اليوم التالي باتصالات عدة من صديقاتها وقريباتها يبلغنها بأن هناك صوراً مبتذلة لها على الإنترنت. أفقدت الصدمة أمينة صوابها وتملكها الغضب، فتوجهت الى والدها واعترفت له بعلاقتها بالشاب الذي تسلل الى حياتها وقلبها واحبته ووثقت به ثقة عمياء، حيث تخلت عن بعض تحفظاتها معه مما جعله يبيت النية لها ويصورها وينشر صورها على النت ولا تعرف ما سبب فعلته.

على الفور توجه الأب الى الجهات المختصة بالجرائم الإلكترونية ومعه أمينة التي روت قصتها لأحد المسؤولين هناك، فأصدر أمرا بالقبض على الشاب الذي انكر في البداية ثم اعترف بكل شيء. اعترف بانه التقط قصة امينة من شقيقته، ونفى معرفتها بما قام به، وانكر ان يكون مقصده تشويه سمعتها بل كان يريد ان يؤدبها ويكسر غرورها فقط. إلا ان القانون لا يعتمد على النوايا.. قدم الشاب للمحاكمة واصدرت المحكمة عليه حكما بالسجن ستة اشهر مع الشغل والنفاذ.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles