يتكرر هذا السؤال بكثرة هذه الأيام في كل مكان في الكويت، لا سيما في القنوات الفضائية التي يفترض بها أن تعبّر عن الرأي العام وتحركه في الوقت نفسه.
ولكن من يتابع محطاتنا الفضائية سيلاحظ من الوهلة الأولى ومن دون الحاجة إلى تركيز أنها حائرة وتائهة ولا تعرف ماذا تفعل في هذه الزوبعة التي تمر بها الكويت هذه الأيام.
والمشكلة في هذا التيه أنه ينعكس سلبا على الجمهور، ففي كل مكان تعبّر القنوات الفضائية عن الرأي العام وتحرك الشارع سلبا أو إيجابا لكونها السلطة الإعلامية، ولكن فضائياتنا تقف اليوم حائرة أمام ما يحدث، وتقدم برامج سطحية جدا عبر استضافتها لشخصيات احترقت وانتهت صلاحيتها الإعلامية والفنية.
هذا التيه يعكس عدم دراية وتأهيل المسؤولين والمعدين والقائمين أصلا على البرامج التلفزيونية في المحطات الكويتية، فكل ما يقدم من برامج هو قوالب قديمة لم يعد لها تأثيرها على الجمهور أبدا، وكأنهم يشاهدون فيلما للحرب العالمية الثانية.
الكويتيون اليوم في حيرة.. هل نقاطع أو نشارك؟ كثير منهم لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال، وليس هناك من يفيدهم فيه، لأن برامجنا الإعلامية لا تقوى على توجيههم أو إفادتهم بما يحدث في الساحة الكويتية اليوم، حتى غدا الجميع كأنهم في مركب قديم متهالك لا يعرفون إلى أين يأخذهم.
أثبتت التجربة التي نمر بها اليوم أننا نمتلك «دكاكين» إعلامية وليست محطات تلفزيونية، وأشخاصا لهم واسطات في العمل التلفزيوني وليس فكرا إعلاميا ينير الدرب للناس، وهذا ما زاد الوضع سوءا والتيه تيها والضياع ضياعا، ومتى ما تم استبدال العاملين في هذه المحطات بأناس متخصصين يحملون فكرا نيرا وإعلاميا متخصصا، ستتغير الحال إلى الأفضل بإذن الله، وحينها سيعرف التائهون هل يشاركون في الانتخابات أو يقاطعونها.
أحمد ناصر