
لم يكن إيقاع برنامج «ذا فويس» الذي يعرض على شاشة MBC منذ أكثر من شهر كما درجت عليه العادة في البرامج التلفزيونية، أي أنه لم يكن إيقاعاً تصاعدياً بل شهد في أولى حلقاته المباشرة التي بثت مساء الجمعة انحداراً كبيراً، بدءاً من التقديم الذي كان النقطة الأضعف في البرنامج، وصولاً إلى الأخطاء التقنية الني لا تعد ولا تحصى.
فقد ارتأت MBC أن تستعين بملكتي جمال في المرحلة المباشرة من البرنامج، اللبنانية نادين ويلسون نجيم التي كانت مهمتها صلة وصل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومشتركي البرنامج، والمصرية أروى جودة التي جاءت لدعم الممثل محمد كريم على المسرح، فسقطت وأسقطته معها في أكثر من هوة، حيث بدا أن ثمة انسجاما مفقودا بين الثلاثة.
سقوط وضحك
وبدت أروى ضائعة خصوصاً لدى سقوط شيرين على المسرح بعيد انتهائها من وصلتها، فوقفت امام الكاميرا وظهرت على وجهها آثار الصدمة، وحاول زميلها أن ينقذ الموقف، فتابع الحديث كأن شيئاً لم يكن، رغم أن الكاميرا كانت التقطت سقطة شيرين والتفاف فريق العمل حولها، ووصلة الضحك المبالغ به الذي غرق به عاصي لأن زميلته وقعت وكادت تكسر رأسها، كل هذا دون أن ينتبه المخرج أنّه كان عليه أن ينقل الكاميرا إلى مكان آخر من المسرح.
وكان اللافت أن اللقطة لم تحذف في حلقة الإعادة رغم ما سببته من حرج للفنانة، أقله هذا ما بدا عليها عندما تصرفت كأن شيئا لم يكن، فابتسمت للكاميرات وهي غافلة أنها التقطتها وركزت عليها وهي تقع على أصوات ضحكات زميلها الساخرة.
افتعال مواقف
ولأن برامج من نوعية تلك التي يكون عامل الجذب فيها فنان يستثمر نجوميته غالباً ما تسقط الأقنعة عن وجوه الفنانين، فقد ظهر النجوم الثلاثة بصورة جديدة، تختلف عن تلك التي رسمها لهم الجمهور، باستثناء كاظم الساهر، الذي حافظ على صورته الهادئة، الراقية، فتعامل مع الكاميرا وكأنها ليست موجودة، ولم يفتعل مواقف وانفعالات كزملائه، الذين أخفقوا في التمثيل في بعض المواقف، فبدا غريباً أن يضع عاصي يديه على عينيه ليوحي للمشاهدين أنه ينتحب لأنه ملزم تقرير مصير أحد المشتركين في البرنامج، كذلك فعلت شيرين التي بدت دموعها أقرب إلى المنطق، من منطلق أنها لن تبخل بدمعة سخية على مشترك يحتاج إلى مجهود أكبر من مجرد الخروج من البرنامج ليبكي عاصي.
فقد تخلّى عاصي عن صورته الرصينة، وبدأ يفتعل المواقف الطريفة، كأن يختبىء وراء الكرسي ليهرب من التصويت، أو أن يرقص على أغاني الديسكو، هو الذي اشتهر بالدبكة التراثية، أو أن يبذل جهداً ليستدر دمعة من عينيه قبل أن يخبئهما بيديه لزوم الموقف الدرامي.
وقوع في المحظور
أما صابر، الفنان المرهف الحس، فقد وقع في فخ لم يكن يجدر به الوقوع فيه، أقله كونه فناناً تخطى حدود تونس، ووصل بمحبة الجمهور إلى أنحاء الوطن العربي كافة، الذي يبدو أنه سيراجع حساباته قبل أن يقرر سماع أغنية لصابر، على قاعدة أنّه أولى بسماع أغنية لفنان من بلده.
فقد وقع الفنان في المحظور، لم يكن بإمكانه بحكم البث المباشر مراجعة حساباته، إذ إنه أثناء المواجهة بين لمياء التونسية وكريستيان اللبناني، توجه الى الجمهور الحاضر في المسرح بالقول إنه (أي الجمهور) يشجع كريستيان لأنه في لبنان، ولو كان البرنامج يصور من تونس لكان الجمهور يشجع لمياء، التي عاد واختارها هو، في أبشع تصنيف عنصري يتخطى حدود الفن لحسابات ضيقة.
أما شيرين، فبدت عفوية طبيعية، وإن بالغت في عفويتها التي فضحها سقوطها على المسرح، حيث عادت لتلبس قناع النجومية، في حين أنه كان بإمكانها التصرف بطبيعية كما يفعل الفنانون الأجانب في هذه الحالة.
مطبات كثيرة
ويبقى الإخراج الذي وقع في مطبات لا تليق بالمخرج باسم كريستو، إذ إن الحلقة بدت كأنها حلقة نهائية بأجواء احتفالية، من خلال الأوراق الفضية والذهبية التي كانت تتساقط فوق الفنانين وفرقهم لدى أدائهم وصلاتهم، فيما يشبه تتويج الفائز في الحلقات النهائية، في حين أن المطلوب كان هدوءاً أكثر لتقييم أداء المشتركين، وهو ما لم يوفره حتى الفنانون أنفسهم، الذين دخلوا في منافسة مع المشتركين الجدد، من خلال مغالاتهم في إظهار عربهم وطاقاتهم الصوتية ولو على حساب ألحان أغانيهم المعروفة.
الأخطاء التي وقعت فيها MBC في الحلقة الأولى من البث المباشر لبرنامج the voice أثبتت أن وجود أربع نجوم يفسده مقدم فاشل وأفكار مستهلكة وأخطاء تقنية لا تقع فيها محطة مبتدئة، على أمل أن تستفيد المحطة من أخطاء الحلقة الأولى لتنقذ البرنامج في حلقاته الأخيرة.