لعنة المنقار:
ـ وهذا أنا
...
قد ولدت به مثلما تبصرون
بمنقاري التعتُ
حين أشرب لا أرشف الماء
حين آكل أزدرد الحب
أغنمده في خدود الورود
ولست أنال الندى
ولا أستطيع به أن أقبل أنثى
ـ لأني .. تخليت عن شفتي
حينما أردت الخروج
ولابد أن أنقرها
كي تنفقس عن جانحي بيضتي
الحب الأول:
كان فرخا
لا يطيق الكون بعد العشيبكي
حين يرمونه في الجو وينثال عويلا
ثم يأوي خائبا للعش يطوي جانحيه
مثل ظل يمسح الأرض
ويغفو حينما الشمس تفيق
كل أتاربه طاروا
وهو مازال حبيس الخوف والوهم الرجيم
ذات يوم عبرت من قربه أنثى
نقرت أحلامه وتعالت
صاح: عودي
ثم في الحب وقع
.. فاستطاع الطيران
عاقبة:
أخيرا أطير
وأهتط طهر العلو
وأثقب سقف السماء
وأفرد أغنيتي
وفي لهفة من سروري وفيض امتناني
سقطت
لأني أصررت أن
أقبّل أجنحتي
ارتفاعات محظورة:
أسائل أمي الحمامة: أين أبي؟
طار عنا بعيدا، ولما يعد
فاجابت:
ـ صغيري.. اتئد ولا تتسامق
أبوك مضى
لن يعود إلينا ولكن رفة جنحه غطت عنان المدى
أبوك قضى
حين علا ولامس سقف الحقيقة
ثم رأى فيه ما لا يُرى:
ـ أغمضته إليها جفون السماء.