Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

متحف آل ثاني كنز معرفي عابر للقرون

$
0
0

قلما تجد في المتاحف الخاصة كهذا المتحف الذي تتجسد فيه روح العصور والقرون والحضارات والامم التي مرت، فعندما تدخل متحف الشيخ فيصل بن قاسم بن ثاني تجد قطعا من الروائع الفنية، تظهر امامك عندما تدخل شذرات من روح تلك الفترات التي مرت علينا بروعتها وبهائها، المتحف له مع كل قطعة منفردة حكاية، وما يزال المتحف اكثر من مجرد زينة او تحفة، فعندما تزوره تستقبلك روائع فن ونقوش، وكتابات منقوشة بالذهب ومرصعة ومطلية بالمينا، ويجب ان تزوره لانك ستجد السعادة والازدهار، ومن يستقبلك عند مدخله (مشرف عام المتحف) السيد وليد الدليمي الذي قضى 9 سنوات مرشدا ومترجماً ومعلما يقدم لك المعروض كأديب يغوص في عالم قديم.

قال الدليمي: متحف الشيخ فيصل بن قاسم بن آل ثاني في الشحاينة التي تقع غرب مدينة الدوحة بــ28 كلم هو متحف شامل ومؤسسة تربوية حضارية ثقافية، يربط ما بين الماضي والحاضر، الشيخ بارك الله فيه حقق عملا فريدا ونادرا، فقد حفظ التاريخ من خلال القطع الاثرية، وانجازه هذا للتاريخ فقط.

 

موجودات المتحف

وقال المشرف العام (الدليمي): في المتحف من 40000 الى 45000 قطعة في 13 قاعة، كل قطعة من هذه الموجودات اشتراها هو بنفسه وفحصها قبل نقلها الى بلده قطر، ووضعها في هذا المكان، وميزة المتحف ان الشيخ فيصل واولاده هم الذين يديرونه ويهتمون به ويتابعونه، ويريد الشيخ فيصل ان يوسع المكان ويخصص متحفا خاصا بالاطفال للعبهم القديمة وملابسهم العربية والاوروبية من مدنها وبواديها، ويريد ان يفتح متحفاً خاصا ايضا للسيارات القديمة والى الان عندنا عدد كبير من السيارات، حوالي 400 سيارة منها: سيارات العائلة (آل ثاني)، واول سيارة اشتراها له والده (دودج) موديل 1957، وهو يعتز بها عندما كان عمره 19 سنة، وسيارة تعليم اولاد الشيوخ عبارة عن سيارتين في واحدة، وسيارة المتسابق القطري ناصر العطية الفائز الاول في سباق رالي في بوينس ايرس، وسيارة المتسابق العالمي الالماني شوماخر موجودة في المتحف، وسيارة اسعاف موديل 1924، واسعاف لمستشفى المجيدية في بغداد عام 1925، وسيارة فورد موديل 1901، اشتراها الشيخ من شخص اميركي حفيد صياد السمك الذي توفي فيها مع ادواتها الشخصية.

اضاف الدليمي: منذ 47 سنة والشيخ فيصل يجمع هذه المقتنيات للاجيال القادمة، وفي المتحف طائرة الكابتن الشيخ حمد بن علي بن جبر مؤسس الخطوط القطرية، بهذه الطائرة دار حول العالم ولذا سمي بصقر الخليج، وباص لطلبة ارجنتين، وكل ما اقوله ان سيارات متحف الشيخ فيصل كنوز مرصعة بالحديد القديم، وعندما تشاهدها تحسب أنها مرصعة بالاحجار الكريمة.

 

السجاد الشرقي

قال الدليمي: قطع السجاد في متحف الشيخ فيصل آل ثاني من الحياكة اليدوية، ومن اختصاصات الشعوب الاسلامية، مصنوعة من الصوف والحرير، والحرير المطعم بالفضة، ففي المتحف قطع نادرة يرجع بعضها الى القرن السابع عشر الميلادي والبعض الاخر الى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، منها ما هو ايراني، وقفقاسي او تركي اناضولي او تركماني، الى جانب انواع اخرى صنعت من قبل مسلمي الهند او البانيا في اوروبا.

اضاف: في المتحف سجادة غيوردس، وقيصرية نقشة محراب وكتابات عربية، وسجادة هدكة النادرة من الحرير وخيوط الفضة عليها آية الكرسي، وسجادة لاوركرمان عليها ملوك وملكات ايران، وسجادة كاشان وشيروان وقرباغ، وسجادة نادرة خيوطها من الذهب والفضة، عليها كتابات عربية (إيران القرن 17)، ومن النوادر سجادة كرمان (لاور)، سرج حصان، نقشة بوتا، مصنوعة من الصوف بالكامل، من القرن التاسع عشر، والتركية لادك، نقشتها عملة عثمانية من 1908، وشجرة الحياة مرسومة على سجادة أغرا، وهو صوف من الهند (القرن 19).

وعندما تقف عند سجادة لاور، عليها صورة السيدة العذراء مع السيد المسيح (ع) في طفولته، صنعت في إيران في القرن 19، تجد نفسك أمام عمل فني غاية في الدقة والابداع التاريخي، ولا تسأل عن سعرها، لأنها لا تقدر بثمن، تشاهدها ولا تتجاوزها خطوة واحدة، وخاصة عندما ترى على سجادة اخرى قصة النبي ابراهيم (ع) مع ولده إسماعيل (ع)، تصور لك قصة الملائكة والكبش العظيم، كل قطعة لها قصة في التاريخ، كأنك تقرأ وتشاهد موسوعة عن تاريخ البشرية، فهذه السجادة الفريدة من صنع السجون العراقية، تمثل شعار الدولة العراقية، حيكت وطرزت في عام 1921م، وعليها شعار الدولة العراقية، وأنت تتجول تتعرف على التاريخ كيف رسخ الفن الإسلامي، واورث القطع المختلفة.

 

الأعمال الخشبية

تجولت مع مشرف عام المتحف، فبدأ يشرح في جناح خاص عن الفنون الاسلامية الخشبية، وهي قطع اصلية لا تقدر بثمن، ولها تاريخ وقصص، وادوات صناعتها وموادها، عبارة عن قطع منقوشة بالحفر، وعليها الكتابات والآيات القرآنية.

وأشار وليد الدليمي إلى الصناديق المطعمة بالعاج والبرونز والذهب والفضة والاحجار الكريمة، من العصرين المملوكي والعثماني، وتشاهد الأبواب والنوافذ والاعمدة والمشربيات، كما تشاهد رفاً خشبياً منقوشاً بالحفر، ريازة ومقرنصات إسلامية من سوريا في القرن 19، وصندوقاً لحفظ القرآن الكريم من الخشب مطعماً بالذهب والعاج والبرونز المطلي بالذهب، وقد صنع خصيصاً للشاه القاجاري (فتح الله علي شاه)، مؤرخ هذا الصندوق في عام 1230هــ، كما تشاهد صندوقاً عثمانياً حفر ونقش بالصدف واسلاك الفضة. وابواباً خشبية مصبوغة بالاصباغ النباتية من الجزيرة العربية (القرن 19).

 

الأعمال المعدنية

المتحف بما فيه من الصناعة المعدنية، يحكي للزائر ما قدمه الحرفي عبر التاريخ الاسلامي من الإرث الضخم من الاشكال المعدنية، خاصة في العهد العباسي، فهذه المبخرة العباسية على شكل صقر من البرونز بالحجم الطبيعي، عليها نقوش وكتابات كوفية حول الطوق، وابريق من البرونز من العصر السلجوقي في القرن 12، وهاون من عمل الأسطى جاد من شمال العراق عام 881هــ، ومبخرة برونز صينية من القرن 17، عليها كتابات عربية وصينية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وهاون من العصر المملوكي (القرن 16)، وطاووس من البرونز من العصور الماضية، واباريق وصحون من الذهب والفضة، وفوانيس من البرونز من القرن 19، ومقلمات، ودلال للقهوة مطعمة بالمرجان من ارمينيا. ومن بخارى ومصر وتركيا، وشمال افريقيا وسوريا قطع معدنية.

 

المطرزات

وقال وليد الدليمي: المسلمون والعرب كانوا يهتمون بلباسهم، ولذلك ازدهرت صناعة النسيج منذ العصور الاولى للإسلام، فقد اشتهر منها الثوب القطري والحصيرة القطرية والحرير الدمشقي، وكانت توصف هذه الملابس بالقصائد والاشعار، وظهر فيها الذهب والفضة، وحتى الستائر والاغطية واغلفة القرآن الكريم، معظمها بأشكال فنية مزخرفة.

أضاف: ففي المتحف الستارة الشريفة لباب المنارة بخيوط الفضة وختم السلطان محمود خان، وبخطه بنفسه من القرن 19، ومن النوادر الموجودة في متحف الشيخ فيصل بالشحانية، محفظة مفتاح الكعبة، مطرزة بخيوط الفضة تعود للسلطان مصطفى بن محمد بن إبراهيم بن سليم خان بن سليمان خان من عام 1700م، وحزام ستارة الكعبة المشرفة بطول 6.60 أمتار، وعرض 90 سم من اسطنبول عام 1820م، ومقطع من ستارة الكعبة بخط الثلث، تركيا القرن 19، وستارة باب احد الجوامع من القرن 19، كتابات

عربية «يا مفتح الأبواب افتح لنا خير الباب» وقطع من الحرير بخيوط الفضة من الطرازات العثمانية، واكياس من الحرير، وصدرية (يلك) مطرز بخيوط الفضة والذهب، من القرن الــ18 بلاد القفقاس، وبدلات وقفطان وعباءة من الحرير وخيوط الفضة، ويلك شركسي من القرن الــ18، وسرج فرس مع ركاب الخيل، وسجادة صلاة عثمانية من القرن الــ17 حرير مطرز بالذهب والفضة، واثواب نسائية من اوزبكستان (تركمان)، وفساتين جزائرية وفلسطينية، ومن شبه جزيرة سيناء وتونسية واسطنبولية.

 

الديانات مجتمعة

بعد ذلك انتقلنا وتجولنا في جناح خاص، يحتوي على قطع وملابس وكتب تخص الديانات المنتشرة في العالم، وشاهدت قسما خاصاً للديانة اليهودية وآخر للمسيحية، وجناحا خاصاً للشيعة في العراق وسوريا وايران ولبنان، وجناحاً لعبدة الاوثان، وجناحاً للمذهب السني، وآخر للسيخ والهندوس والبوذيين والارمن، وأقساماً تشمل مختلف المذاهب في العالم، وقاعة خاصة للزيدية، وركناً لليزيدية الذين عبدوا يزيد بن معاوية، وقسماً لعبدة النار، وجزءاً من القسم للرفاعية (جماعة عبدالقادر الكيلاني). والدراويش لهم قسم خاص بهم، وكل هذه الديانات والمذاهب يحتفظ المتحف بكتبهم وصورهم والادعية للمرضى وطريقة البيعة، ولوحة زيتية للسيد المسيح وهو يحمل الصليب من الجزائر في القرن الــ19 م، وشاهدت انجيلاً نادراً مخطوطاً باللغة التجرينية وبالحروف الغزية مع رسوم وتوضيحات دينية بالاصباغ النباتية على الجلد، وكرسي الاعتراف في الكنائس، مع غطاء منذ بداية القرن العشرين مطرز يهودي يستخدم في الطقوس.

كل هذه القطع جمعها الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني لخدمة التاريخ والانسانية، وعندما تشاهد رأس ديناصور عمره 100 مليون فكأنك تشاهد التاريخ، واذا تجولت في قاعة الخطاطين ترجع الى ألف سنة وأكثر، تتحدث عن الفقه والشريعة والاصول والرياضيات، وباب من الهند منذ 400 سنة، عليه كتابات اسلامية.

اصطحبني الدليمي الى جناح السلاح الاسلامي، الذي يشمل خنجراً خليجياً من الذهب الخالص (22 قيراطاً) وسيفا يمنيا من الفضة من القرن الــ18، وخوذة تيمورية وبندقية بارودية من صناعة اليمن مزخرفة ومكفتة بالذهب، عليها كتابات بالعبرية من القرن الــ18، وخنجراً مغولياً من القرن الــ17، وسيوفاً عربية مطعَّمة بالذهب الخالص، وبندقية بارودية عثمانية مطعمة بالعاج من القرن الــ17، ودرعاً صفوية فيها صورة تمثل النبي سيلمان (عليه السلام)، وسرج حصان من الفضة يعود الى والي الجزائر الداعي حسين مع قطع من الملابس المطرزة، وطبرين اثنين (فأسين) مغوليتين من الحديد المطعم بالذهب، يستخدمها الدراويش في الهند في القرن الثامن عشر.

 

إهداء «الفنون العربية»

واخيراً أهداني الدليمي مشرف عام المتحف كتاب «الفنون العربية الاسلامية في متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في دولة قطر». وفي الصفحة الاولى كتب الشيخ فيصل اهداء الى روح والده، رحمه الله: «إلى روح من غرس في نفسي حب التراث وعلمني ما هي الاصالة وما معنى التاريخ، الى روح من عبّد لي طريق النجاح والمستقبل والامل، الى روح من زرع في طريقي ثلاث نبتات هن اساس استمرار الحياة: الحب، والتسامح، والسلام. الى روح والدي أهدي هذا الكتاب».

وفي مقدمة الكتاب ايضاً، نسب الشيخ فيصل بن قاسم بن فيصل بن ثاني بن قاسم بن محمد آل ثاني، وينتهي نسبه الى إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

وفي مدخل المتحف غرست شجرة زيتون، عمرها 300 سنة من فلسطين، وبركة ماء فيها اسماك، ومدرج يشبه الصرح الروماني والمتحف مبني على 120 ألف قدم، في مزرعة مساحتها 5 كيلومترات مربعة، وعين ماء عذب بعمق 75 متراً كانت موجودة من قبل بناء المتحف ب‍ 20 سنة وعين ماء ثانية فقط لشرب الحيوانات.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles