
حين البحث عن فندق، فالجميع يحرص على الإقامة في غرفة مطلة على مناظر جذابة، أو على مرافق سياحية أو أثرية أو حضرية متميزة، وكلما كانت الغرفة في طابق أعلى كان ذلك أفضل بالطبع، لكن ماذا إذا كان الفندق بلا نوافذ وليس في الإمكان مشاهدة أي شيء خارجه بمجرد أن تدخل، لأنه بكل بساطة مقام تحت الأرض أو في أعماق كهف وسط جبل؟
البعض يعتبر هذه النوعية من الفنادق ضرباً من الجنون، لكن الحقيقة تشير إلى أن هذه الفنادق باتت منتشرة في العديد من دول العالم التي تتوافر فيها الظروف الطبيعية لإقامة فنادق تحت الأرض أو تلك التي توجد فيها كهوف قديمة.
وبغض النظر عن الظروف البيئية فالفنادق المقامة تحت الأرض أو في بطون الجبال تتميز بخصوصية فريدة تؤمن لنزلائها أجواء من الهدوء والطمأنينة والخصوصية التي قلما يعرفونها فوق الأرض. وفي يلي بعض هذه الفنادق:
صالون الفضة - السويد
يشير موقع هذا الفندق على الإنترنت إلى أنه الأكثر عمقاً بين كافة فنادق العالم فهو يقع على عمق 508 أقدام تحت سطح الأرض، وكان في الماضي منجماً للفضة والرصاص والزنك، لكن بعد نضوبه تم إخلاؤه تماماً وبقي لأكثر من ثلاثين عاماً مجرد حفرة عميقة لا فائدة منها، إلى أن اشترته شركة استثمارية حولته إلى فندق يعج بالنزلاء الذين يقصدونه من أنحاء العالم كافة.
ومثل أي فندق من الدرجة الأولى توجد داخله بعض المحلات التجارية التي تبيع التذكارات بالإضافة إلى ثلاثة مطاعم تقدم الوجبات على مدار الساعة.
بعض الزبائن يأتون لمجرد زيارة معالم الفندق وبقايا المنجم القديم في حين يصر البعض على قضاء ليلة أو أكثر، وبغض النظر عن الهدف، فالنصيحة الأولى لكل زائر أن يتخذ احتياطاته لأن درجة الحرارة داخل الفندق تقارب الصفر المئوي ليلاً نهاراً وصيفاً شتاء أيضاً.
كهف الصحراء - أستراليا
شهدت منطقة «كوبر بيدي» الصحراوية في جنوب أستراليا مطلع القرن العشرين تدفق عشرات الآلاف من البشر بحثاً عن الأحجار الكريمة المعروفة باسم «أوبال» والموجودة بكثرة في هذه المنطقة التي تعيش فيها قبائل من السكان الأصليين.
يومها اكتشف المغامرون أن السكان الأصليين يعيشون في كهوف تحت الأرض تجنباً لحرارة الجو اللاهبة في الصيف، والبرودة الشديدة في الشتاء.
بعد قرابة ثمانين عاماً على تلك الاكتشافات، وبالتحديد في عام 1988، تم افتتاح فندق كهف الصحراء في قلب هذه المنطقة وهو فندق 4 نجوم يقول أصحابه إنه يوفر لنزلائه تجربة فريدة تمكنهم من معرفة حقيقة الحياة تحت الأرض.
يتألف الفندق من خمسين غرفة من بينها تسع عشرة غرفة تحت الأرض، وجميعها مجهزة بالكماليات التي تؤمن للنزلاء إقامة لا تنسى بما في ذلك الإنترنت والاتصالات الهاتفية مع بقاع الأرض كافة.
ولم ينس أصحاب المشروع تأمين مستلزمات التسوق والترفيه لنزلاء الفندق حيث توجد بعض المحلات التجارية ودار صغيرة للسينما تحت الأرض أيضا.
فندق كيليبيك - تركيا
في الماضي كان منزلاً لأسرة تركية، لكن أحد أفراد هذه الأسرة حوله عام 1993 إلى فندق بات يحتل مركزاً متقدماً على الخارطة السياحية لتركيا ويؤمن له تدفقاً للسياح على مدار العام.
الفندق الواقع على مشارف بلدة «غوريم» هو مجموعة من الكهوف المتلاصقة والغرف المبنية بالأحجار والطين. وقد استغل أصحاب الفندق الطبيعة أيما استغلال، إذ ان المنزل كان مقاماً بين تلتين متجاورتين من بقايا نشاط بركاني قديم، مما يعني أن الفندق يضم بعض الغرف المقامة في قلب هاتين التلتين اللتين تشبهان مدخنتين أو حبيبين يتناجيان، بالإضافة إلى بعض الغرف المقامة تحت الأرض أيضاً.
يضم فندق كيليبيك، والاسم بالتركية يعني الفراشة، ستاً وثلاثين غرفة مؤثثة بالكامل ومجهزة بكل ما يحتاج إليه الزائر من الكماليات والأجهزة الحديثة. وتحيط بالفندق الذي يطل على مناظر طبيعية خلابة الحدائق من كل جانب.
متنزه وودلاين - نيوزيلندا
يمثل هذا الفندق الفريد من نوعه والمقام وسط مزارع الكيوي قصة حب مستوحاة من عالم الأقزام، وهو يتألف من أربعة أقسام: الطائرة والقطار والسفينة وتحت الأرض.. وفي كل قسم يعيش الضيوف في بيئة مستوحاة من اسمه.
فقسم الطائرة غرفتان منفصلتان تماماً مقامتان داخل قاذفة قنابل حقيقية شاركت في حرب فيتنام قبل أن يتم تحويلها إلى فندق.
الشيء ذاته يمكن أن يقال عن غرف القطار (حقيقي من عشرينات القرن الماضي) وغرف السفينة والغرف المقامة تحت الأرض، فكل منها تحكي قصصاً أغرب من الخيال وتترك ذكريات لا تُنسى في نفس كل زائر.
تتألف كل وحدة سكنية من غرفة أو اثنتين وتختلف الغرف في المساحة لكنها تشترك كلها في بساطة التجهيز من دون أن يكون ذلك على حساب راحة النزيل. ولكل وحدة مطبخها الخاص على الرغم من وجود العديد من المطاعم في الجوار.
فندق لاكلوسترا - سويسرا
قاعدة عسكرية كبيرة في كهف كبير جداً تحت جبل «كوثارد» ضمن سلسلة جبال الألب، وفي عام 1999 تخلى الجيش عن هذه القاعدة فحوّله مستثمرون إلى فندق من الدرجة الأولى وفي جزء منه قاعات شاسعة لاستضافة المؤتمرات والحفلات.
يضم الفندق الذي تبلغ مساحته أربعة آلاف متر مربع سبع عشرة غرفة مزودة بأحدث التجهيزات التي تؤمن للزائر تجربة غير عادية للحياة في قلب جبال الألب.. بل ان الفندق يؤمن لنزلائه حمامات البخار بالإضافة الى السباحة في بركة تستمد مياهها من المياه الجوفية.
يقع هذا الفندق في منتصف الطريق بين زيوريخ وميلانو والرحلة إليه تستغرق ساعتين ونصف الساعة بالقطار أو الباص من أي من هاتين المدينتين.
فندق الصخور العالية - فرنسا
الاسم الفرنسي لهذا الفندق الذي يعود الى القرن الثامن عشر هو: لي هوت روش وهو مجموعة كهوف محفورة في قلب جبل «روشيكاربون» المطل على نهر ووادي اللوار المشهور بمزروعاته المتميزة.
كان في الماضي مسكناً للرهبان والمتعبدين خاصة حين تعرضوا للملاحقة من عصابات الكراهية والإجرام في القرن الثامن عشر.
بعد أن تخلى عنه الرهبان بقي مهجوراً لأكثر من خمسة عشر عاماً، ومن ثم خضع لعملية ترميم استغرقت قرابة عامين إلى أن أعيد افتتاحه كفندق من الدرجة الأول عام 1989.
يتألف الفندق من اثنتي عشرة غرفة ومطعم وقاعة استقبال، وهو أول فندق في قلب الصخور في فرنسا ويتميز عن غيره بأن صخوره ذات ملمس مخملي تميل الى الخضرة ويقال إن الإقامة في هذا الفندق تدخل الطمأنينة والهدوء إلى النفس وتساعد على اكتساب الصحة والسعادة.
كهف بيكهام - أركنساس- أميركا
يقول أصحاب هذا الفندق الذي يتألف من خمس غرف فقط إن الحفاظ على الطبيعة هو الهدف الأسمى وراء إقامته في قلب جبل يطل على نهر بافالو وسط ولاية أركنساس، فهو خليط مثالي من الحرفية والتكنولوجيا الرائعة بتصميمه المتميز واهتمام أصحابه بالتفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة من أجل تأمين إقامة غير عادية لنزلائه.
بسبب قلة عدد غرفه ولتأمين الهدوء والخصوصية يحرص أصحابه على تأجيره لمجموعة متجانسة من النزلاء.. أسرة كبيرة أو مجموعة من الأصدقاء أو الأقارب.
ويتميز الفندق بكثرة نوافذه وسعتها التي تتيح لضوء النهار وللهواء الجبلي العليل أن يوفرا جواً مريحاً في أي مكان داخل هذا الفندق الذي يحتوي أيضاً على مطبخ مجهز بكل اللوازم الحديثة وغرفة معيشة وقاعة ألعاب وتمارين رياضية بالإضافة الى أجهزة تكييف صيفاً وشتاء.
كهف بيدرو أنطونيو - أسبانيا
يقع هذا الفندق المؤلف من ثلاث وعشرين غرفة على مقربة من مدينة غرناطة، ويقول المتخصصون إن الكهف يعود إلى العصر الحجري وإن تحويله إلى فندق أواخر تسعينات القرن الماضي جمع بين الماضي السحيق وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة حيث تتوافر في غرفه وقاعاته كل أسباب الراحة.
يتميز هذا الفندق بأن الحرارة الداخلية ثابتة على مدار العام عند 19 درجة مئوية حتى في منطقة حوض السباحة المقام داخل الكهف.
وبالإضافة الى حوض السباحة تتوافر للنزلاء خدمات كثيرة من بينها إمكان إقامة الحفلات والمؤتمرات.
كهف كوكوبيللي - أميركا
لا يمكن القول إن هذا الفندق مقام في كهف طبيعي لأن الكهف قد تم حفره قبل أقل من أربعين عاماً في الصخور الكلسية التي تعود لخمسة وستين مليون عام، لكنه يتميز بأنه يطل على المنطقة المسماة الزوايا الأربع، أي المنطقة التي تلتقي عندها أربع ولايات هي: نيومكسيكو وأريزونا ويوتا وكولورادو.
وعلى الرغم من اتساعه الكبير والبالغ 1650 قدماً مربعاً فهذا الفندق يتألف من غرفة نوم واحدة بالإضافة لعدد من القاعات المخصصة للاحتفالات والمؤتمرات.
يقع مدخل الفندق على ارتفاع 280 قدماً فوق مجرى نهر لابلاتا المجاور، لكن يتعيَّن على الزائر النزول إلى عمق 70 قدماً تحت سطح الأرض لكي يصل إلى غرفة النوم أو القاعات أو المطبخ.