
لا يزال الجمهور الكويتي والخليجي يتذكر أحداث المسلسل المحلي «خالتي قماشة» الذي عرضه تلفزيون الكويت في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم، وشارك في بطولته إلى جانب النجمتين الكبيرتين سعاد عبدالله وحياة الفهد حشد من أبرز نجوم الدراما المحلية منهم الراحلون خالد النفيسي وعلي المفيدي وغانم الصالح ومريم الغضبان وخليل اسماعيل إلى جانب مريم الصالح وعبدالرحمن العقل والمعتزلتان رجاء محمد واستقلال أحمد وعدد من الممثلين، وهو واحد من أهم الأعمال الدرامية التي شهدتها الفترة الذهبية لتلفزيون الكويت.
كوميديا الموقف
المسلسل أيضا امتداد لأعمال أخرى سابقة جمعت الفنانتين حياة الفهد وسعاد عبدالله مثل «خرج ولم يعد» و«عاد ولكن»، كتبه الراحل طارق عثمان أحد أهم من كتب للدراما المحلية والخليجية وأخرجه الراحل حمدي فريد، وصممت ديكوره المتناسق والمعبر المهندسة سهيلة حبيب.
ربما أهم ما ميز مسلسل «خالتي قماشة» أنه اعتمد على كوميديا الموقف في أحداثه خاصة في مشاهد الفنانة سعاد عبدالله التي أدت دور دكتورة، وأيضا مشاهد الفنانة حياة الفهد التي أدت دور الأم التي تريد المحافظة على أبنائها وإبقائهم أمام عينها، ولم تقتصر مشاهد كوميديا الموقف على ذلك بل تعدته إلى معظم مشاهد المسلسل خاصة من خلال الشخصيات التي أداها خليل اسماعيل ومريم الصالح وعبدالرحمن العقل.
دراما مختلفة
ويبدو أن عودة سعاد وحياة في مسلسل «البيت بيت أبونا» المقرر عرضه خلال شهر رمضان المقبل في عدد من الفضائيات لن تكون فقط من خلال مسلسل تقدمان فيه دوري شقيقتين مطلقتين بينهما خلافات مستعصية، بل سيكون عودة إلى كوميديا الموقف التي افتقدناها كثيرا في السنوات الأخيرة، حيث إن معظم الأعمال الدرامية المحلية التي تعرض تعتمد بالدرجة الأولى على الصراخ و«الطق» و«كلام الحريم» الذي لا طائل منه، والعنف، والسوالف التافهة في صورة لا علاقة لها بالواقع الاجتماعي الذي نعيشه.
الدراما التي تناولت قضايا طلاق المرأة خليجيا كثيرة لا يكاد يخلو منها مسلسل في الفترة الأخيرة، وإن كان الأمرُ في معظمه إقحاماً غير مبرر من أجل زيادة عدد الحلقات، لكن الأمر يبدو أنه مختلف في مسلسل «البيت بيت أبونا» خاصة أنه من تأليف الكاتبة القطرية وداد الكوراي التي عرفت بطرحها الجاد في معظم ما قدمته من أعمال درامية، كما أنها عرفت برسم الشخصيات ومنح كل شخصية مساحة مهمة من الحوار والحدث الدرامي، مما يوحي أننا أمام دراما خليجية مختلفة.
حالة اطمئنان
قد يكون «البيت بيت أبونا» هو أول مسلسل تكتبه الكواري معتمدا على كوميديا الموقف إذ ان معظم أعمالها تراجيدية تخلو من الكوميديا، وهو يمثل تحديا لها، لكن في اعتقادنا أن وجود «عملاقتين» مثل حياة الفهد وسعاد عبدالله سيشكل حالة اطمئنان لها، لأنهما عرفتا بإضافة مساحة من الحوار والسيناريو التي تعتمد على جهدهما الذاتي مستفيدتين من خبرتهما الطويلة في «تقوية» الشخصية التي تلعبها كل منهما ودعمها، وأعتقد أنهما لعبتا دورا كبيرا في إضافة بعض الحوارات والمشاهد لزيادة المواقف الكوميدية من خلال تفاهمهما معا على المشهد الدرامي أثناء وقبل التصوير.
ولقد شاهدنا بعض مشاهد المسلسل أثناء مؤتمر صحفي لقناة الراي، التي ستعرض المسلسل إلى جانب قناة mbc وبعض القنوات الأخرى، ولاحظ كثيرون أن هناك العديد من المشاهد التي تحمل كوميديا الموقف خاصة المشاهد التي تجمع النجمتين سعاد وحياة مما يوحي بأن جمهور المشاهدين على موعد مع دراما مختلفة عما هو سائد، وهو ما نتمناه خاصة أن عودة الثنائي حياة وسعاد إلى العمل معا من جديد بعد قرابة عشرين عاما جاءت لاقتناعهما التام بالنص.
جدير بالذكر أن مسلسل «البيت بيت أبونا» من تأليف الكاتبة القطرية وداد الكواري ومن إخراج غافل فاضل ويشارك في بطولته إلى جانب حياة الفهد وسعاد عبدالله مجموعة كبيرة من الفنانين من الكويت ودول الخليج بينهم إبراهيم الصلال، مرام، محمد جابر، فخرية خميس، صلاح الملا، مشاري البلام، خالد البركي، شوق، خالد البريكي، بثينة الرئيسي، شيماء علي وعدد من الممثلين.