Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

تتحقق بتحديد الأهداف لتفادي الخيبات والأوهام

$
0
0

أحلامنا رفيقة أعمارنا.. تأتي في نومنا بلا استئذان لتشكل عالما متكاملا يمزج الماضي بالحاضر والمستقبل، والواقع بما يتجاوز الخيال.. لتضعنا أمام الدهشة في فهمها، والحيرة في تفسيرها، والتشكك في تصديقها، والرغبة في تجاوز السيئ منها، والأمل في تحقيق ما يبشر بالخير.. ونسعى إليها في يقظتنا بحثا عن بوابة رجاء تتشرع أمامنا لتحقيق بعض منها، خصوصا عندما نبني قصورا من الرمال والأوهام، فتتهاوى وتنهار ولا يبقى منها إلا تلك اللحظات العابرة التي جنح بها الخيال إلى العالم المشتهى.

وإذا كانت أحلامنا بلا حدود.. فإنها تذهب وتضيع اذا لم نضع لها أهدافا نسعى لتحقيقها بالعزيمة والإرادة والإصرار وتحديد الأولويات، وتوفير الشروط المطلوبة لتجعل منها واقعا ملموسا في حياتنا أو حياة من نحلم من أجلهم، لكن ماذا عن الأحلام المجهضة التي تتسرب من أيامنا على مدى أعمارنا، والأهداف التي تحول ظروف خاصة او خارجة عن إرادتنا دون بلوغها وتضيع هباء عندما تصطدم بالواقع، وهكذا يمضي العمر ولا نجد أمامنا إلا شظايا أحلامنا المتكسرة والمهشمة الساكنة في قعر الذاكرة، ولسان حالنا يقول: «عندما تتحول أحلامك إلى تراب فقد حان وقت الكنس».

أما أحلامنا العامة في مجتمعاتنا وشعوبنا ودولنا فهي تولد ميتة لأنها محاصرة بالتخلف والجهل والارتباط بالماضي حتى أصبحنا أفرادا وشعوبا بلا مستقبل، وآثرنا النوم طوال الحياة نجهض أحلامنا بأيدينا.

 

تحقيق الاهداف

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقينا الدكتور محمد الدغيم عميد خدمة المجتمع والتعليم المستمر، الذي أكد لنا أن لكل انسان أهدافا ورغبات يسعى الى تحقيقها في هذه الحياة، منها ما هو مشروع ومنها ما هو ممنوع، والهدف بشكل عام تصريح واضح ومحدد لما يريد الانسان انجازه من أجل تغيير شيء ما، لافتا الى تأكيد خبراء الادارة كيفية صياغة وتحديد الأهداف، كما أن هناك خطوات معينة تساعد على تحقيق تلك الأهداف أو على الأقل الاقتراب منها، ويرى برايان تريسي وهو من افضل من كتب ودرب على صياغة الأهداف وتحقيقها، أن الناس يفشلون في كتابة اهدافهم لانهم اولا لا يعرفون ولم يتدربوا على كتابة اهدافهم، فهم لا يفرقون بين الحلم والرغبة والهدف، وثانيا يخشون من الفشل لانهم لا يصرحون عن اهدافهم خوفا من عدم الحصول عليها، وبالتالي كشف عجزهم للاخرين، وثالثا ان الناس لا يحبون الالتزام ويميلون الى الراحة والحرية، ومن هنا يرون في الأهداف أمرا غير مريح وسببا في تقييدهم والتزامهم بتحقيق ما أعلنوه .

وأشار الدغيم الى أن وضع الأهداف وتحديد الأولويات بات امرا مطلوبا في هذا الوقت الذي اختلط فيه الحابل بالنابل والمهم بالتافه والجد بالهزل، والنظر اليها بدرجة واحدة، وانتشرت الكتب والبرامج التدريبية التي تعلم الناس كيف يصنعون اهدافهم، والواقع ان هناك شروطا لوضع الأهداف وتحقيقها واولها ان توضع الاهداف كإنجازات مرئية يمكن تخيلها كواقع محسوس، كأن يرى الانسان البيت الذي يرغب في بنائه أو شرائه وكأنه يمتلكه ويمشي في ممراته، وكذلك ان يكون الهدف واقعي التطبيق ويمكن للانسان العادي ان يحققه بقدراته ومهاراته، ومن المهم أن يكون الهدف ثابتا نسبيا فهذا ادعى الى تخيله والوصول اليه، ومن الصفات الاساسية للهدف أن يكون واضحا ومحددا، وهذا يتضمن اشياء كثيرة منها كم يحتاج من الزمن للوصول اليه من ايام وشهور وسنوات، وكلما كان الهدف كبيرا تطلب وقتا اكثر وجهدا أكبر، وبالتالي يجب ان يكون التخطيط للوقت مرنا ومريحا للنفس، كما أنه يتطلب ان يكون لديه بداية ونهاية، فالإطار الزمني للأهداف سياج يحميها من الفوضى والتسويف والاهمال.

وخلص د. الدغيم الى القول: ان الاهداف السليمة المتسقة مع القيم والأخلاق يجب دعمها وتشجيعها، مشددا على ان من القواعد الاساسية في وضع الأهداف وتحقيقها أن تكون مكتوبة لانه يمكن وصفها للآخرين بسهولة وبالتالي انجازها بسهولة ويمكن مراجعتها بشكل دائم.

 

تصحيح الكون

وبدورها تحدثت الدكتورة نورية الخرافي أستاذ مساعد في قسم علم النفس التربوي في كلية التربية، عن التأثيرات النفسية السلبية التي قد تنجم عن الأحلام المجهضة وعدم تحقيقها قائلة: قبل كل شيء علينا ان نحدد نوع الحلم، هل هو حلم واقعي قابل للتحقيق أم شطح أحلام.. هناك من يحلم على سبيل المثال بتصحيح الكون.. وآخر يحلم أن يكون صاحب قرار، ولتحقيق ذلك قد يصطدم بمرؤوسيه ولا يعجبهم ولا يتقبلونه، وبالتالي يجد نفسه امام أمرين إما الاستسلام للواقع والتعايش والتقبل وإما التمرد .. أما عن التأثيرات النفسية التي قد تنجم عن عدم تحقيق الاحلام فهي التي تكون غير واضحة الأهداف، وتختلف تأثيراتها باختلاف الانسان نفسه وسمات شخصيته وطريقة تفكيره.. فالبعض يصبر.. والبعض الآخر قد تعاكسه ظروف الحياة والمجتمع وبالتالي عليه التكيف والتعايش والانتقال الى الخيار الثاني والثالث اذا اقتضى الأمر، ولا يعتبر عدم تحقيق حلمه نهاية العالم .. ويحكم على نفسه بالفشل وأنه انسان لا قيمة له.. وبالتالي يجلد ذاته لأن الحياة لا تتوقف.. وقطار العمر محطات، اذا فاتته واحدة عليه أن يلحق بالأخرى.. والأهم من هذا وذاك عليه أن يضع في باله دائما ان ما يحصل له خير وقدر، وأن الله سبحانه وتعالى اختار له هذا الطريق ولا يصيبنا الا ما كتبه الله لنا.

وعن النصائح التي توجهها الى شباب وشابات اليوم لتحقيق ما يحلمون به، قالت الخرافي عليهم ان يختاروا اهدافا قابلة للتنفيذ وتتفق مع شخصياتهم وقدراتهم.. وأن لا يقلدوا غيرهم ووضع مدة زمنية لتحقيق ذلك، ووضع أكثر من خيار أو بديل فاذا لم يتحقق الاول فلا بأس من الانتقال الى الثاني.. وأن لا يصطدموا بالواقع وعدم ترك خيبات الأمل تطيح بهم، ولا سيما الطلاب الذين درسوا بالخارج وخبروا الحياة هناك وما فيها من التزام وتنظيم وتقدير للكفاءات وتوافر الفرص ومن ثم يعودون الى دولهم وفي بالهم انهم سيحققون الكثير لكنهم يصطدمون بالواقع، لكن عليهم أن يثابروا.

 

زوجة الأب

تقول نوال إبراهيم: كثيرة هي أحلامي المجهضة وأهدافي الضائعة، ومازلت نادمة حتى اليوم رغم أنني أقارب الأربعين من العمر، ففي مراهقتي كنت أتصور نفسي دكتورة متخصصة بأمراض السرطان، بعدما توفيت أمي بهذا المرض اللعين، لكن وفاتها قلبت حياتي رأسا على عقب، بعدما تزوج أبي امرأة قاسية القلب، حيث أقنعت أبي بضرورة زواجي قبل أن أكمل السادسة عشرة من عمري، لكنني لم أستطع إكمال تعليمي لأتفرغ لتربية ابني الوحيد، الذي أرجو أن يصبح طبيبا متخصصا بعلاج السرطان.

 

لماذا نبض الناس؟

للناس في الشارع ومختلف المواقع همومهم ومعاناتهم يجدون في نبض الناس مساحة يعبرون من خلالها عنها لتكون رسالة الى كل من يهمه الأمر لإيجاد حلول لها خدمة للمصلحة العامة ولغد أفضل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles