
حتى يتعلم الأطفال بطريقة مثلى وأفضل، ليس فقط في المدرسة وإنما في البيت أيضا، عليكم أن تطبقوا طريقة بيداغوجية ايجابية، ينصحكم بها مختصان في مشاكل الأسرة،اصدرا أخيرا كتابا في الموضوع.
كثيرا ما تعود سيدة البيت إلى منزلها مثقلة بضغوط العمل ومشاكلها، ومنهكة أيضا من العمل، فلا تجد متسعا من الوقت للراحة ولا لتدريس أبنائها، الذين لا يتوقف احدهم عن الحديث عن امتحان الرياضيات الذي يستعد له فيما يجد الآخر صعوبة في حفظ أبيات الشعر، التي حددها المعلم.
تحفيز الأطفال
باختصار يجد أولياء الأمور أنفسهم أمام معضلة حقيقية بسبب عدم استيعاب أطفالهم للدروس داخل القسم، فيما يؤثر التعب اليومي في متابعتهم بشكل صحيح لواجبات الأطفال المنزلية، ما يورطهم في شجارات لا طائل منها معهم، بينما يفضل البعض منهم أسلوب العقاب.
لتفادي كل هذه المشاكل ينصح بإتباع بيداغوجيا ايجابية، لكن ما هذه البيداغوجيا الايجابية؟
إنها طريقة تربوية تقوم على تشجيع الطفل من اجل ترغيبه في التعلم.
لا تهم النقاط السيئة والمحبطة التي حصل عليها، ولا تهم الفوضى التي يعاني منها، لأن الهدف الرئيسي الذي يجب أن تحققيه هو تحفيز الطفل وتشجيعه من خلال طرق تربوية مرحة وأكثر ملاءمة لطريقة تفكيره.
هذا ما تقترحه عليكم اودري أكون وإيزابيل بيو وكلاهما مختصة في مشاكل العائلة في كتابهما الجديد، الذي صدر تحت عنوان «التعلم بطريقة أخرى مع البيداغوجيا الايجابية».
تروي السيدتان في هذا الكتاب تجاربهما مع أطفالهما، فكل منهما أم لسبعة أطفال، ومرَّتا بظروف مختلفة، سمحت لهما بإدارة الأوضاع بشكل جيد وانتقاء الأفضل لتعليم أبنائهما، بالاعتماد على التربية والابتسامة.
أهمية الدرجات
ما يهم العديد من الآباء، هي الدرجات التي يحصل عليها ولدهما أو ابنتهما في الاختبار، ما يدفعهما مثلا إلى حرمانه او حرمانها من برنامجه المفضل على التلفزيون، إذا ما حصل على 7 من عشرين في مادة الرياضيات.
ومثل هؤلاء الأولياء هناك كثر يضغطون على الأطفال من اجل النجاح في المدرسة، وهذا دون شك لا يمكن أن يتأتى إلا بالدرجات، التي يحصلون عليها في المدرسة والتي تكون أحيانا سيئة بالنسبة لبعض التلاميذ، بشكل لا يتناسب مع قدراتهم ومواهبهم.
باختصار إذا ما كانت نقاط ابنكم سيئة، فهذه ليست مشكلة كبيرة أو نكبة. عليكم أن تكتشفوا نقاط قوته، وأن تقدروا مجهوداته ومن ثمة تشجعونه من اجل تطوير مستواه.
ابنتك ترغب في أن تصبح أميرة.. ماذا بعد؟
بعض الأطفال يرغبون في أن يصبحوا اصطفائيين، فيما ترغب بعض الفتيات في أن يصبحن أميرة ... أحلام الأطفال ما تنفك تتغير من مرحلة عمرية إلى أخرى، لكن فجأة وفي مرحلة المراهقة، يفقد الآباء الابتسامة، إذا ما تصور الابن نفسه مغنيا في الشارع.
وهي حال لودو الذي احتفل قبل شهر بعيد ميلاده الرابع، انه يحلم بأن يصبح احد نجوم عروض الشوارع.
يعتقد غالبية الآباء أن لودو غير منطقي في تفكيره، رغم أنه يحاول أن يعزز موهبته. وتتساءل المؤلفتان في كتابهما «لماذا يسعى الآباء إلى خنق مواهب أطفالهما بممارسة نوع من الضغط الاجتماعي؟ في الواقع على الآباء التوقف عن فرض آرائهم على أطفالهم، إنهم مشاريع عليكم أن تشجعوها وترعوها لا أن تقتلوها.
لا يتقدم بسرعة.. رافقوه بهدوء
يطلب المعلم من ابنكم مثلا حفظ قصيدة شعر مطولة، لكنه لا يستطيع فعل ذلك، فيتملككم الغضب وترغبون في الصراخ.. لا داعي للقلق فإذا كان الهدف الأول لم يتحقق، فليس عليكم أن تحبطوا الطفل... قسموا القصيدة إلى أبيات قصيرة، ودعوه يحفظ بالجزء، إنها تقنية تسمح للعقل بمعالجة المعلومات بهدوء ودون ضغط.
ساعديه على ترتيب الفوضى
ابنك المراهق في غرفته ويصرخ، لأنه لم يجد قميصه الأصفر وأنت تحلمين في دواخلك أن يرتب الفوضى التي تسيطر على غرفته، لكنك تدخلين إلى غرفته وتفرغين خزانته وفي خضم هذه الفوضى، تعثرين على القميص. إنها معجزة لكن لا تتوقفي عند هذا الحد. حتى يتحول هذا الأمر الى درس، اطلبي من ابنك المراهق ترتيب أغراضه وفق اللون أو النوع، لأن هذا سيعزز ويطور مفهوم التنظيم عنه كما سيحرر الابتكار لديه.
(أوريلي لبال عن لوباريزيان)