
لم تكن ليلة غنائية عادية، فقد حلق فيها سفير الأغنية الكويتية الفنان عبدالله الرويشد في أجواء الطرب الأصيل، مستعيدا ارثا غنائيا جميلا من تاريخه الفني الطويل، فكان نجما فوق العادة في ليلة تكريم الشاعر بدر بورسلي، التي أقيمت يوم أمس الأول على مسرح الدسمة في افتتاح فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي بدورته السادسة عشرة الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من العشرين حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.
شهد الحفل حشد جماهيري كبير لم تتسع له مقاعد المسرح، فظل واقفا على زوايا المسرح طيلة الحفل الذي انطلق من الساعة الثامنة والنصف حتى الحادية عشرة مساء، قدمت فقراته المذيعة سودابة علي.
أقيمت احتفالية تكريم بورسلي تحت رعاية وحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح، وحضرها المهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ورفاق درب الشاعر بورسلي ضيف المهرجان د. عبدالرب إدريس الى جانب غنام الديكان، إبراهيم الصولة، عبداللطيف البناي، محمد الرويشد، ساهر، نجم العميري، بندر عبيد، الشيخ فهد المبارك الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون، الشيخ دعيج الخليفة الصباح وآخرون.
روائع الموسيقي
وألقى في البداية محمد العسعوسي الأمين العام لقطاع الفنون والمسارح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كلمة بمناسبة افتتاح المهرجان وتكريم الشاعر بدر بورسلي، أشار فيها إلى أن انطلاق مهرجان الموسيقى الدولي السادس عشر يأتي مع إقامة أمسيات موسيقية وحفلات غنائية تجمع بين الفنون الكويتية الأصيلة وبين روائع الموسيقى العربية والعالمية، مبينا أن المهرجان يؤكد الرسالة الرفيعة التي يقوم بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
مراسم التكريم
وقام وزير الإعلام والشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح والمهندس علي اليوحة أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومحمد العسعوسي الأمين المساعد لقطاع الفنون والمسارح بتكريم الشاعر بورسلي. بعد ذلك ألقيت قصيدة مسجلة للشاعر عبداللطيف البناي عرفانا ووفاء منه بتكريم رفيق دربه الشاعر بدر بورسلي، وعرض فيلم تلفزيوني من تعليق المذيع عبدالعزيز الشمري، تناول مسيرة الشاعر بورسلي وأبرز بصماته في الكلمة الغنائية على المستوى الوطني والعاطفي وتقديم البرامج، تحدث فيه عدد من الإعلاميين والفنانين مثل مصطفى أحمد، بدر المضف، غنام الديكان، عبدالله الرويشد، د. عبدالرب إدريس، سليمان الملا.
ولادة فنية
انطلقت ليلة تكريم الشاعر بدر بورسلي مع دخول الفرقة الموسيقية خشبة المسرح بقيادة المايسترو أحمد حمدان حيث عزفت في البداية مقطوعة موسيقية من ألحان حمدان ثم مقطوعة موسيقية لأغنية «أعترفلك» من ألحان د. عبدالرب إدريس.
الفقرة التالية للصوت الشاب الواعد بسام الذي غنى بكل ثقة أغنية «عجيبة» من ألحان غنام الديكان وهي للفنان الراحل غريد الشاطئ، ورغم صعوبة غناء مثل هذا اللون فإن بسام لفت الأنظار إليه وتفاعل الحضور معه، ليؤكد مولد مطرب شاب ينتظره مستقبل واعد في المهرجان الموسيقي.
الملا ولهان
المطربة سينا الفارس استطاعت الانسجام مع وصلتها الغنائية، وغنت «عذرك معك» للفنان عبدالله الرويشد من ألحان الراحل راشد الخضر التي لاقت تفاعلا من الحضور الحاشد، بعد ذلك غنت «مسموح» للفنان الراحل غريد الشاطئ ومن ألحان غنام الديكان. وقدم فيصل السعد على التوالي «يا رسول الزين» التي تعتبر انطلاقة الشاعر بورسلي من ألحان وغناء الفنان الراحل سعود الراشد، «يا من يبشرني» من ألحان الراحل خالد الزايد وغناء الفنان الراحل فيصل عبدالله.
أما الفنان سليمان الملا فقدم امن ألحانه أغنية «ولهان» وهي من أبرز أغاني الفنان عبدالله الرويشد.
كلمات الرويشد
إطلالة سفير الأغنية الكويتية الفنان عبدالله الرويشد كانت غير عادية عندما استقبله الحضور الكبير بالتصفيق الحار، واستعاد الرويشد مشوارا غنائيا عمره سنوات طويلة عندما غنى «الجرح الأخير» للموسيقار الراحل عمار الشريعي، انسجم الحضور مع أحاسيس وعذوبة وأداء الفنان الرويشد مرددا كلمات الأغنية معه.
وواصل الفنان الرويشد حضوره القوي، مؤكدا أنه نجم هذه الليلة بلا منازع، غنى «نقطة التغيير» من ألحان شقيقه محمد الرويشد كما عبر حدود الرومانسية والطرب الأصيل ليختتم وصلته بأغنية «استحملك» من ألحان الموسيقار الراحل عمار الشريعي ليعيد زمنا فنيا جميلا لا يزال يردد حتى الآن.