Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

الذاكرة والمعنى في «أهل الزبير»

$
0
0

صدر حديثا الجزء الأول من كتاب «أهل الزبير: ناس وحكايات ولهجة» للمؤلف عبد الله بن عبد الكريم محمد بن جلق.

في البداية شرح الكاتب بعض مفردات اللهجة الزبيرية ومدى تشابه هذه المفردات مع بعض اللهجات في الخليج العربي بخاصة في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت. وعرض الكاتب أيضا حكايات وقصصا قد حدثت في الماضي البعيد، فيقول حينما أسمع الحكايات الماضية فإني أستفيد منها وأقف وقفات تأملية، بل أستمتع استمتاعا يصل إلى حد التفاعل معها فأعيش أحداثها لتصقل الذاكرة بالمعنى المقصود من تلك الحكايات، ولتزيد عندي معاني العظة والحكمة، نبراسا حقيقيا لإضاءة الطريق أمامنا، فما أجمل الفقر الذي عاشه الاباء والأجداد والذي أرشدهم إلى العمل والجد والكفاح الحقيقي من أجل الكرامة والشرف.

 

أقسام الكتاب

والكتاب مقسم إلى اربعة عشر بابا أو حكاية، الباب الأول: لهجة أهل الزبير، الثاني: ابن لعبون وابن جلق، الثالث: فطيمة ودليل، الرابع: الكشتة، الباب الخامس: البخيل أبو غالي، الباب السادس: الأبكم الفصيح، السابع: الزايغة، الثامن: القسمة والنصيب، التاسع: قلبي والتهايم، العاشر: نتيفة، الحادي عشر: الهايشة، الثاني عشر: صفر اليدين، الثالث عشر: أبو البنات، واخيرا الباب الرابع عشر: ثمانون سالفة وسويلفات.

 

«لهجة أهل الزبير»

استعرض الكاتب أكثر ما كتب عن مدينة الزبير العريقة وأهلها وكان أبرز من كتب عنها هو الفاضل يوسف أحمد البسام، حيث أخرج كتابا عن الزبير في سنة 1971 وسماه «الزبير قبل خمسين عاما» مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، ويوسف أحمد البسام من أسرة البسام المشهورة في نجد وقد وصل فروع منها إلى الكويت في القرن التاسع عشر وسكنوا على مقربة من بيوت آل العبد الرزاق هم وآل الحسن والابراهيم، ثم رحل فرع منهم إلى الزبير، وكان فريج الفرج في الكويت هو مقر هذه العائلات «الحسن والبسام» كانت البدايات الأولى حينما توجه كثير من أبناء نجد من سدير وحرمة قبل ثلاثة قرون ونيف منهم السميط والمرزوق والحماضة والبحر، وقد كانت هذه الأصول عندما توجهت إلى هذه المدينة الصغيرة التي لم يكن لها وجود إلا قبر الزبير بن العوام وطلحة رضي الله عنهما، فقد حطت رحالهم في هذا المكان وابتعدوا عن سكنى مدينة البصرة لان أرضها «مز» رطبة لا تصلح لاناس جاءوا من مناطق جافة مثل نجد.

وهكذا تكونت هذه الأسر مع بعضها وكونت هذه القرية المدينة على مقربة من مدينة البصرة القديمة المعروفة بالخربة، حيث استفادوا من بقايا الأحجار والطابوق في بيوت الخربة البصرة القديمة وبنوا بيوتهم فيها.

كانت اللهجة العراقية واضحة، حيث كثير من الكلمات لا تستعمل الإمالة التي اختص بها أهل سدير في نجد، والذي يريد ان يعرف ذلك عليه أن يقيم في حرمة أو سدير لبعض الأيام ويستمع إلى تخاطبهم، فيلاحظ التقارب بين اللهجتين في كثير من الكلمات، ولا يظن أحد أن لهجة أهل الزبير جاءت من عبث بل ورثها الآباء عن الأجداد الرواد الأوائل، وظلت هذه اللهجة محافظة عليها حتى اليوم، ولقد أخذ الأبناء الذين أعمارهم في الخمسين عاما يفقدون هذة اللهجة الجميلة العربية الأصيلة التي نبعت في منطقة سدير وروت في الزبير.

 

«سوالف»

بعض السوالف الطريفة التي ذكرها المؤلف في الفصل الرابع عشر:

سالفة: تراجع ابن العم خالد عن الزواج من ابنة عمه زينة لشعوره أنها تمثل الأخت له لأنهما ترعرعا معا منذ نعومة أظفارهما وربما المثل القائل «اللي يستحي من ابنة عمه لا يخلف منها»، خالد قال: أنا أستحي، ترى زينة مثل أختي م أقدر أتزوجها، على كل حال هو هذا شعوره وعليك الباقي.

سالفة: عندما سافرت الحاجة أم محمد لأول مرة إلى دولة الكويت في أوائل الخمسينات شاهدت هناك لأول مره حبات الزيتون، ولم تتقبله لأنه مر شديد المرارة ورفضت رفضا تاما أكل المعلبات.

سالفة: «يقوى البزون» أي إبعاد القط عن المنزل نفي لمسافات بعيدة، قام العم أبو أحمد بهذا النفي وقام بإبعاد القط عن المنزل لمسافات بعيدة جدا جدا إلا أنه في اليوم الثاني أو الثالث رجع القط من المنزل وخاف منه أبو أحمد وتعوذ من الشيطان الرجيم.

سالفة: يركض القصاب (الجزار) سعيدان صباح عيد الأضحى المبارك حاملا السكين وراء الخروف الهارب ومن خلفه مجموعة من الأولاد من سكة إلى سكة إلى أن تم احتجازه في سكة سد ورجعوا به إلى البيت المقصود وتم إجراء اللازم وصار الموضوع حديثا طريفا لأهل الحي جميعا.

سالفة: أبو أحمد يعوره بطنه والسبب هو الدود استعمل بعض الأدوية الشعبية ما جابت نتيجة شرب شوية غاز كيروسين وطاب.

الكتاب صدر في 160 صفحة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles