
مرت الليلة الرابعة من ليالي المهرجان السينمائي الخليجي الثاني هادئة كما توقعناها، فلم تحدث مناوشات من النوع الذي رأيناه في الليالي الماضية، وتحدث المخرجون السعوديون بكل راحة من غير استفزازات، وعلقوا ببساطة على أفلامهم التي قدموها ضمن الليلة الخاصة بالسينما السعودية.
عرض في هذه الليلة أربعة أفلام وثائقية وروائية قصيرة، وكانت هذه الأفلام الوحيدة في المهرجان التي وثقت للحياة الحقيقية في بلد الانتاج وهي السعودية، حيث كانت معظم الأفلام التي عرضت قبل ذلك عامة، أما الأفلام السعودية فعبرت تعبيرا صادقا عن أنماط من الحياة في المجتمع السعودي.
رحلة طويلة
بدأ العرض بفيلم «لقطة سريعة» وهو فيلم تسجيلي وليس وثائقيا، كما هو مصنف في المهرجان، لأن يسجل لحظات تنقل المخرج مع بطل الفيلم في رحلته الطويل في الصحراء السعودية، تحكي قصة الفيلم عن الشاب طلال الثنيان وهو إماراتي يبلغ من العمر 25 سنة، قرر ان يجمع تبرعات لمصلحة مركز دبي للرعاية الخاصة، واختار في سبيل تنفيذ هذا المشروع الإنساني أن يقطع الصحراء السعودية لمسافة 2000 كلم من أجل أن يجمع التبرعات لهذا المركز.
وقرر المخرج طارق دخيل الله، وهو من السعودية أن يرافق الشاب في رحلته، ويسجل كل اللحظات التي يمر بها والمصاعب والمشاكل التي يواجهها، كانت الرحل من منطقة الرويس إلى مكة المكرمة قطعها في 52 يوما سيرا على الأ قدام.
علاقة وجدانية
أما الفيلم الثاني في الأمسية السعودية فكان اسمه «نكرة» وهو روائي قصير سيناريو وإخراج عبدالرحمن عايل وتصوير عمرو العماري وتمثيل عبدالعزيز الأحمد، الفيلم يتحدث عن شاب مؤمن بفكرة خاصة به، ويحاول أن يحميها من السرقة، فيصعد جسرا عاليا ليخبئ الفكرة لكي لا يسمعها من أحد، ولأنه بقي على الجسر فترة طويلة نشأت علاقة وجدانية بينه وبين الجسر تطورت الى علاقة حب.
وتبدأ المعاناة في حياته عندما يقرر النزول من على الجسر ويختلط بمن في الاسفل، فيشعر حينها بالوحدة، لأنه لا يعرف كيف يتعامل معهم، يحمل الفيلم قصة خيالية، ولكنها تبدو موجودة في الواقع عند بعض الناس ممن يعيشون نوعا من العزلة في حياتهم، ومن هنا تنعكس هذه الوحدة على أ نماط وأسلوب حياتهم.
قصة واقعية
الفيلم الثالث في الأمسية السعودية هو «رفرفة أمل» سيناريو وإخراج طلال عايل وتصوير نجوان رشدي تمثيل حمد سفيران وحنان مجلي وياسمين سفران، هذا الفيلم قصته واقعية، حدثت لأبوين تأخرت ابنتهما في النطق ولم يكونا يعرفان السبب في هذا إلى أن اكتشفا أنها مصابة بالتوحد، الفيلم يقدم واقعا أليما يعيشه الكثيرون في السعودية، بسبب جهلهم بموضوع التوحد، مما يجعل المصابين بهذا المرض من الأبناء يدفعون ثمن جهل آبائهم به.
الفيلم من الأعمال المتميزة في المهرجان لما يقدمه من تجربة حية واقعية وأسلوب متميز في طرح الفكرة، إلى جانب أنه يطرح مشكلة مهمة ويسلط عليها الضوء في المجتمع السعودي لينتبه إليها الوالدان.
صراع داخلي
أما ختام السهرة فكان فيلما فلسفيا، اسمه «مشوار»، يتحدث عن الصراع الداخلي الذي يجعل الإنسان يحكم على الأشياء ويصنفها في باب الخير او الشر، يقابل بطل الفيلم أحد الأشخاص فيحتار في تحديد موقفه من هل هو طيب أم شرير، يتوقف ليوصله إلى مكان محدد، فتدور بينهما مواقف تنتهي باستيقاظ البطل من خيال كان يعيشه، وأن الرجل الذي قابله ليس سوى فزاعة طيور في الحقل.