
للنقاد رأي وللقراء رأي أيضا في كل ما ينشر من كتب وروايات. وموقع goodreads هو مساحة حرة للقراء يكتبون فيه وجهات نظرهم أو آرائهم فيما يقرأونه. يقيمون الكتاب بمعاييرهم الخاصة ويرشحون ما أعجبهم منها لقراء آخرين، أو يقيمون نقاشا حولها.
نختار كل أسبوع كتابا من الكتب الموجودة على الموقع ونعرض بعض التعليقات عليه وتقييم القراء له.
رواية بثينة العيسى «عائشة تنزل إلى العالم السفلي»، التي تشير الكاتبة إلى أنها مستوحاة من قصة حقيقية، هي الرواية الخامسة للأديبة بثينة العيسى، والتي يقال انها حققت أعلى نسبة مبيعات في معرضي الكتاب في الرياض والكويت.
يوسف طاهر قال عن الرواية:
هي من تلك الروايات التي لا تستطيع أن تختصرها لأحدهم، فقط تقول له إنَّها رائعة اقرأها. الكثير من التساؤلات التي خلفتها تلك الصفحات، أحرفها مدينة تدلفها بسلام لتواجه ضجيجا وألما وأمومةً مكسورة. بثينة تمضي بك من واقعٍ إلى أسطورة، ومن أسطورةٍ إلى عالم سفلي، وتعود بك مرّة أخرى إلى الحياة.
فكرة مجنونة أن تمارس الكتابة في سبعة أيام هي الأخيرة لك في هذا العالم.
طرح مختلف
أما مريم الشحي فقالت إن بثينة العيسى في هذه الرواية لم تكرر نفسها كما يفعل البعض، وأضافت:
قلم بثينة العيسى الذي اعتدت منه الاختلاف في الطرح دائما، حيث الفكرة والتوظيف اللغوي لحياكة نص جميل متماسك يأخذك من خيط ولا يتركك معلقا كبهلواني عابث في سماء الكتاب، لتبحث عن الخيط الآخر لتقفز عليه ظنونك، بل حاكت العمل بصياغة قوية متينة، بتناسق لا تشوبة شائبة الملل أو فرضيات تفتح في عقلك بابا للتأويل. التكرارية جاءت في موضع واحد في الرواية بعد الصفحة المائة، أي بعد أن تتمرغ روحك وأفكارك وذائقتك بالعمل فلا تشعر به كثيرا بل بسلام تعبره وتمضي لفصل آخر.
العالم السفلي
عدي السعيد أعطى الرواية تقييما عاليا وكتب:
إلى العالم القدري الذي يأبى إلا أن يكون نهاياتنا الحتمية غرست بثينة قلمها العميق، فأفضت عن نبوءة في خيالها الذي يدغدع الأحاسيس بما تكره، عن الموت، عن الفقد، عن العالم السفلي كان حديث عائشة التي أرهقتها عوالم الماديات، فقررت انتزاع الكاهل لتحرير الروح عن اطارها، تجلت روايتها بحلة جديدة وإبداع شجي، أبهرتني استعاراتها في الخلط بين الحسي ونقيضه، ثمة ارتقاء وسمو بحثت عنه الكاتبة تجسد في روايتها هذه.
أسلوب واقتباسات
آيات مختار ممن لم تعجبهن الرواية وقالت:
للأسف لم تعجبني، ويمكن الرواية الوحيدة حتى الآن التي قرأتها، وكنت أستعجل الانتهاء منها حتى لا أعود لقراءتها مرة أخرى. قد تكون فكرة الرواية جيدة، لكن السرد لم يجذبني اطلاقا، فقد تحول في الأغلب الى أسلوب مقالي واقتباسات أصابتني بالملل.
نهاية ذكية
أمل الإدريسي قالت: إنها رواية تستلزم أن تكون قادرا على أن تأخذ الشخصية الرئيسية مأخذ الجد وترتديها حتى لا تشعر في منتصفها أنك مللت، أحببت فكرة التدوين الذي انتهجته الكاتبة في بلورة هذا الكتاب، تركت الدفة للراوي الذي هو عائشة، وأدخلت بعض الشخصيات التي حاولت تغليفها بالحوار فنجحت إلى حد ما. النهاية المفتوحة ضربة ذكاء، فنحن لن نعرف ما إذا عائشة نزلت للعالم السفلي كإنانا أو أنها بقيت على سطحه تبتدئ خيط أمل جديد، بعدما تواجهت مع روحها المضطربة.
موضوع الموت
فيصل الحبيني كتب:
هذه قراءة مريضة للغاية، كما وصفتها الكاتبة نفسها، مريضة لدرجة أنها أصبحت، بطريقة ما، جميلة. موضوع الرواية هو أحد المواضيع التي لطالما شغف بها الأدباء على مر التاريخ: الموت، وتساءلت كثيرا إذا كانت بثينة بمقدورها الخوض في هذا الظلام وترك أثرها فيه، ولكن ما أن وصلت لمنتصف الرواية حتى بدأت الإجابة لا تثيرني أبداً. فقد بدأت الاستمتاع بالهبوط لعالم عائشة السفلي، ونسيت كل أسئلتي في تلك اللحظة، عائشة هي فكرتنا التي لا نجرؤ أن ننطقها حول الموت، أنا فخور جداً بهذه الرواية كونها رواية كويتية من الطراز الأول.