
يحتل الفنان المعتزل فضل شاكر هذه الأيام صفحات الجرائد اللبنانية ونشرات الأخبار السياسية، ليس بدعوته إلى ما أسماه «الجهاد في سوريا»، بل بسبب شتائمه التي تخطت الخط الأحمر على موقع «تويتر» ووصلت إلى حد التهديد بالقتل، والتشجيع على العنف، ونشر الفتنة الطائفية بشكل علني.
لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها الفنان المعتزل بنبرة طائفية، إلا أنه سقط في المحظور في الرابع والعشرين من أبريل الماضي، وهو التاريخ الذي لن ينساه فضل ومحبوه وكارهوه، إذ إن الفنان الذي طلب من محبيه مناداته بالحاج، استخدم في مشادات كان موقع «تويتر» مسرحها، تعابير سوقية وألفاظ نابية، ووصل به الأمر إلى اتهام نساء الزعماء السياسيين في فريق سياسي لبناني بممارسة البغاء، ولم يوفر من شتائمه مناطق لبنانية لا تتبع أهواءه السياسية.
ولم يكتف فضل بذلك، بل دعا إلى محاربة طائفة إسلامية، وإلى ذبح أبنائها، فكيف وصل فضل شاكر إلى هذا المستوى، ولماذا فقد صوابه بعد ليلة حامية من النقاش السياسي؟
قبل أيام، أعلن فضل شاكر النفير العام، وطلب من محبيه أن يذهبوا ويجاهدوا في سوريا، ووضع في تصرفهم إيميله الخاص ليتواصلوا معه لتقديم التبرعات، الحملة استفزت عدداً كبيراً من الشباب اللبنانيين الذين رأوا أن الدعوة إلى الحرب في بلد جار هي أشبه بنقل الأزمة إلى لبنان، إلا أن الأمر لم يبق عند حدود السياسة، بل تحوّل إلى نقاش عقائدي تخطّى حدود الأدب، فتبادل فضل وبعض متابعيه الاتهامات في الليل.
إصرار على الرد
في الصباح بدأ فضل بالرد على كل من أرسل له شتائم في الليل، واستخدم عبارات مقززة، وشتم المقامات الدينية، ولم يتورع عن التهديد بالقتل، واستمرت المناوشات على صفحة الفنان ساعات كان خلالها بعض محبيه يطالبونه بالتزام الهدوء، وكان هو يصر على الرد، على اعتبار أن البعض يشتم المقدسات ويتعدّى على عرضه من خلال الإساءة إلى ابنته، على خلفية قضية تداولها الإعلام قبل سنتين، إذ قيل إن ألحان ابنة فضل هربت مع شاب كان يعمل مع والدها للزواج به، بعد أن رفض أهلها تزويجهما بسبب اختلاف المذهب، وهو ما دفع بفضل إلى التوجه إلى منزل الشاب وإطلاق النار عليه، وقد بات ليلته في السجن قبل أن يتم تسوية الخلاف حفاظاً على سمعة الفتاة.
وقوع في المحظور
إعادة نبش القضية أخرجت فضل عن طوره، فوقع في المحظور، وما إن تنبه إلى خطورة ما يفعله، وإلى إمكان مقاضاته أمام المحاكم اللبنانية بتهمة القدح والذم والتحريض الطائفي والتحريض على العنف، والإساءة إلى المقدسات الدينية، حتى بدأ يعد لسيناريو جديد يخرج به بأقل الخسائر من معركة خاضها على «تويتر» في لحظة غضب.
فقد أكد ابن فضل محمد شاكر، في صفحته الخاصة على موقع «تويتر» أن صفحة والده سرقت في 24 أبريل، وأن كل ما كتب في ذلك اليوم الفنان منه براء.
هذا الإعلان، ما لبث أن ناقضه محمد نفسه، من خلال نشره تغريدة لأحد متابعي فضل، جاء فيها أن الحساب الذي وردت عليه التغريدات لا يمت إلى فضل بصلة، وأن من أنشأه كان هدفه ضرب سمعة الفنان، واضعاً حساباً جديداً قال إنه للفنان.
وبهذا التصريح، ناقض محمد نفسه من خلال نفيه أي صلة لوالده بالحساب، خصوصاً ان الفنان كان قد ظهر في فيديو بث عبر اليوتيوب قبل أقل من شهر، أكد فيه أن هذا الحساب له وأنه هو من يكتب عليه.
تحريض طائفي
ويبدو أن محمد تنبه من خلال المقربين منه، أن ما كتبه فضل في ذلك اليوم، لا يقل خطورة عما كان يكتبه طوال الأسبوع الماضي من تحريض طائفي وشتائم لم تستخدم من قبل شخصية عامة من قبل، فأراد التبرؤ من حساب فاته أن والده أكد أنه تابع له بالصوت والصورة.
فضل اختفى، أقفل هاتفه ولم يعد يظهر على «تويتر»، وقد تردد أن مرجعية سياسية ستتقدم خلال الأسبوع المقبل إلى القضاء، لرفع قضية قدح وذم ضد الفنان، فهل يعتزل فضل شاكر «تويتر»؟ وبماذا يرد على تبرؤ ابنه من حساب أكد هو نفسه أنه حسابه الخاص؟ وهل يأتي هذا التناقض ليظهر حجم القلق الذي يسببه فضل لأسرته التي تحاول حمايته في وقت يشهر هو أسلحته ضد الجميع.