Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

نظرة على ألبير كامو في ذكرى ميلاده المائة

$
0
0

بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الكاتب الفرنسي الشهير ألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل للآداب في عام 1957، صدرت عدة كتب عن هذا الرجل الذي أسرت مؤلفاته العالم منذ عقود، ومن بين هذه الكتب كتاب «الغريب» الذي أعاد فيه الرسام جاك فيرانداز اقتباس رواية كامو وكتاب «لماذا كامو؟» الذي اعده مجموعة من الكتاب برئاسة إدواردو كاسيو، بالإضافة إلى «ألبير كامو:معركة من اجل النصر» من تأليف فرانسيس هوستر.

قبل عدة سنوات أجرت مؤسسة فناك وهي سلسلة محلات فرنسية مختصة في توزيع المنتجات الثقافية، استطلاعا للرأي شمل 17 ألف فرنسي، لمعرفة الكتاب الذي بقي في ذاكرة المستجوبين سواء كان رواية أو نصا مسرحيا أو ديوان شعر، فتبين أن الجميع بدون استثناء يتذكرون تفاصيل رائعة الغريب لألبير كامو بينما احتلت رواية «البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست المرتبة الثانية، تلتها رواية «القضية» لفرانز كافكا.

وذكرت رواية الغريب في قائمة أفضل روايات القرن العشرين كما تشير الإحصائيات إلى أنها تصدرت مبيعات الكتب بين عامي 2004 و2012 بــ2.8 مليون نسخة.

 

غبطة الفنان

في الصفحات الأولى من الرواية المصورة «الغريب» التي اقتبسها اليوم جاك فيرنانداز من رواية الغريب لألبير كامو، نلمس ونشعر بغبطة الفنان وهو يرسم مدينة الجزائر بتفاصيلها قبل الجريمة التي ارتكبها البطل مورسلوت.

ولد فيرنانداز في العاصمة الجزائرية في عام 1955، غير انه لم يمكث فيها سوى بضعة أشهر، لكن حين تتصفح كتابه الجديد لا تتوقف عن تصور تفاصيل هذه المدينة وتفاصيل قصة الغريب من خلال ما أورده من وثائق تسمح للقارئ بإعادة بناء المدينة ومناظرها في تلك المرحلة التي كانت فيها تئن تحت الاستعمار الفرنسي. وهذه الرواية المصورة هي الجزء العاشر من سلسلة هذا الفنان التي عنونها بـ«دفاتر الشرق».

يشرح لنا الرسام بأن الغريب هي قصة تدور حيثياتها في الجزائر العاصمة وفي أماكن محددة ويضيف «أنا اعرف المدينة، لكن كان من الضروري بالنسبة لي أن استعيد الجو الذي كان سائدا في تلك المرحلة بالإضافة إلى استقراء روح الأماكن».

والجو الذي يعنيه الفنان يتعلق بحركة الترامواي في العاصمة الجزائر وحركة الحافلات ومصابيح الزيت وأما روح الأماكن، فيعني بها واجهة البحر المحفوفة بالأقواس وشرفات المقاهي وسجن بربروس وشوارع بلكور في قلب الجزائر.

 

بأعين مغلقة

في هذا الألبوم الجديد يبدو فرنانداز قادرا على رسم الجزائر بأعين مغلقة وعن ذلك يقول «لا يجب المبالغة والقول اني رسمتها بسهولة بأعين مغمضة، لكن حقيقة هناك شيء ما حميم يشدني للجزائر، حاولت استرجاعه، إنها الشوارع والبيوت والمقاهي، التي عاش فيها كامو ونحن نزورها من خلال قراءة «الغريب».

حين كان البطل مورسولت يقف أمام نافذته لمشاهدة الشوارع ومتابعة المارة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، كنت أتخيل أنه في البناية رقم 93 شارع ليون، حيث عاش كامو كل طفولته ومراهقته وحيث كان ينشغل كل احد بالتجسس على ما يجري في الخارج من الصباح إلى المساء.

ولأن هذا الشارع مرتبط جدا بتاريخ عائلتي لان جدي كانا يملكان محلا للأحذية في البناية رقم 96، كان مهما بالنسبة لي رسم الأماكن بتفاصيلها الدقيقة.

وأما في الصفحة المزدوجة فنرى مورسولت يحلم من أمام نافذة بيته بقضاء ليلة مع حبيبته ماري ويقول فيرنانداز «لقد اعتنيت بتفاصيل الشارع وأبرزت محل الأحذية الذي كان يملكه جدي ويقع قبالة بيت البطل مورسولت».

هذه الغمزة ليست الوحيدة في البوم هذا الفنان، ويظهر أن فرنانداز تذكر بعض المشاهد من فيلم بيبي لوموكو الذي أخرجه مارسيل بانول في عام 1938 ولم يسمه ألبير كامو في روايته غير أن الفنان أولاه اهتماما خاصا في رسوماته.

خلال مجريات قضية مورسولت التي كانت تنظرها محكمة الجزائر، نكتشف أن الصحافي الذي قدم من باريس لمتابعتها يشبه بشكل غريب جون بول سارتر وان النائب العام يشبه جان جاك بروشييه، الذي كان يعمل لفائدة جبهة التحرير الجزائرية في ستينات القرن الماضي وهو صحافي أدبي معروف وسبق أن ألف كتابا عن كامو تحت عنوان «كامو، الفيلسوف لطلاب الصفوف النهائية».

رسم فيرنانداز بطل رواية الغريب مورسولت لكنه حافظ على الغموض الذي تميز به. لقد نجح هذا الفنان على طول القصة، في التعبير عن العبث في الرواية الأصل من خلال الصورة مما يجعل القراء امام مأزق كبير، حين يتابعون مشوار مورسولت، مما يدفعهم إلى التساؤل هل الرجل سيئ أم جيد «مورسولت رجل يصعب الحكم عليه، ففي الجزء الأول من الرواية يبدو شخصية باردة وغير مبالية بالواقع فيما يبدو في الجزء الثاني غير واضح تماما وصعب الفهم أيضا».

عالج أيضا فيرنانداز بحرفية منقطعة النظير مشهد الموت الذي تورط فيه مورسولت ومشهد وقوفه أمام جثمان والدته بعد وفاتها.

 

آراء كثيرة

كامو مرة اخرى، في كتاب «ألبير كامو :معركة من اجل النصر »، انه كتاب لفت أنظار أولئك الذين لا يتوقفون ولن يتوقفوا عن الحديث عن كامو، غير ان غير المألوف فيه هو أنه من إعداد مجموعة من الكتاب، اشرف عليهم ادواردو كاسيو.

في بضع صفحات يتحدث المؤلفون كيف اكتشفوا كامو ولماذا أحبوه وأعجبوا بكتاباته وبمشواره الفكري والوجودي. إن فريقا يتكون من 20 شخصا من مؤلفين ومعلمين وقضاة وصحافيين يحكون تجربتهم مع كامو.

وكتب الفيلسوف دانيال ليدنبرغ «انا لا أحب كامو لأنه كان دوما منطقيا وعلى حق في وجهات نظره وإنما أحب فيه شكوكه وتناقضاته».

وأما ألكسي جيني الحائز على جائزة غونكور العريقة فكتب «أحب كامو، حب قارئ عاشق للجمال ومثقل بالهموم، وأتساءل دوما، كيف استطاع أن يكتب هذه الروائع ويتناسى همومه، لم يكن بمقدور كامو أن يكون إلا روائيا».

وعلاوة على شخص الروائي، كان ألبير كامو رجلا ملتزما برأي جيانيف غير ان الذي كتب «نلمس في كتابات كامو الرجل الكاتب والمفكر والمواطن»، وأخيرا جان لويس سانت غنان، صاحب رواية «الرجل الأول» و«أغنية البير كامو العميقة» فتحدث عن عمق أفكار كامو وانشغال باله. وكامو عكس جون بول سارتر تماما ذلك أن العالم بالنسبة له جميل وتراجيدي في الوقت ذاته.

(عن صحيفة لوفيغارو)


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles