
نص «يوميات مجنون» أحد أبرز وأشهر ما كتبه الروسي نيكولاي غوغول، تعامل مع النص عشرات المخرجين في شتى أنحاء العالم باعتباره نصا «مونودراميا» يعتمد على أداء ممثل واحد، لكن يوسف الحشاش ارتأى في إعداده للنص تقديمه بمشاركة عدد من الممثلين، وجعل البطولة الرئيسية له، بينما الآخرون كانوا مكملين، ولأن النص يعتمد على ممثل واحد بالأساس فقد ظهر المشاركون في عرض «يوميات أدت إلى الجنون» مهمشين إلى حد كبير، لا قيمة لأدوارهم ولا لظهورهم بل كانوا عالة على العرض المسرحي دون ان يقدم أي منهم إضافة لا للعرض، ولا للشخصيات التي قدموها.
العرض قدم مساء أمس الأول على مسرح الدسمة ضمن فعاليات ليالي مسرحية التي تنظمها إدارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحضر العرض جمهور قليل نسبيا.
النص من إعداد وإخراج وبطولة الفنان يوسف الحشاش، وشارك في الأدوار الهامشية عدد من العناصر بينهم عيسى الحمر، أيوب دشتي، محمد مرشد، حسين الحداد، زينب خان ومحمد دشتي، كما استخدم المخرج فرقة موسيقية مكونة من علي الناصر، مصطفى محمود، بدر الحلاق، وحسن كرم، أحمد الرفاعي، مصمم الديكور والأزياء عبدالله خريبط.
العرض الجديد للمسرحية ظهر بصورة ضعيفة جدا، وشاب أداء الحشاش الوهن وعدم الغوص في الشخصية الرئيسية التي يقدمها ولم يتفاعل معها بالشكل المطلوب، وتحول الأداء بشكل عام إلى حوارات تلقى على الخشبة دون إحساس، وغاب الحماس عن معظم الممثلين، وهو أمر غريب، خصوصا أن الحشاش يمتلك الموهبة وسبق له أن قدم العرض نفسه بشكل أكثر قوة وانسجاما.
نتمنى أن يعيد الحشاش قراءة النص من جديد كي يتلافى مواطن الخلل الذي ظهر في عرضه الأخير.