
تحت رعاية وبحضور د. عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز، سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة الكويت، افتتح مساء الأحد في مقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بحولي، معرض «فنانات سعوديات»، الذي ضم أعمال أربع تشكيليات سعوديات هن: إيمان الجشي، حواء المغيزل، خلود آل سالم، ورقية التاروتي.
ضم المعرض 86 لوحة تميزت بالتنوع في الخامات، ما بين الأكريلك والزيتي والميكس ميديا، ورغم أن هناك تقاربا في الأعمال المعروضة من حيث الموضوع، فإن المتلقي سيلاحظ تميزا وتنوعا في تجارب الفنانات الأربع، حيث عبّرت كل منهن عن أعمالها بأسلوب خاص وبطريقة مختلفة في التعبير.
بساطة المرأة وقوتها
في أعمال الفنانة خلود آل سالم تحتل المرأة بؤرة العمل، فهي المحور والشريان الرئيس للحياة واللوحة أيضا، وترسم آل سالم نساءها من خلال تسليط الضوء على الحالة الداخلية في لحظات متنوعة من التأمل والحزن والأمل، من خلال لغة لونية، حيث تشبه ألوان آل سالم نساءها أيضا في البساطة والقوة.
بينما في أعمال الفنانة إيمان الجشي تلمح هذا الحوار الغامض بين مكونات اللوحة التشكيلية والحرف العربي، الذي يبدو وكأنه تسلل إلى فراغات المشهد التشكيلي، ليضفي الكثير من الحيز الممزوج بالرمزية، من خلال تناثر بصري يثير الكثير من الغموض في ذهن المتلقي.
رمزية النخلة
وتسيطر النخلة على أعمال الفنانة حواء المغيزل، حيث نلمح ثمة إسقاطا في أعمالها من خلال علاقة الإنسان بالنخلة، أو كأنها تعوض غياب البشر في لوحاتها من خلال هذا الوجود الطاغي للنخلة، تختزل المغيزل النخلة كرمز لقيم وصفات عدة في الفضاء التشكيلي، هذا الاختزال لا يخلو من التأثر الديني برمزية النخلة.
وتنم أعمال الفنانة رقية التاروتي عن عين لاقطة لمفردات البيئة التي تنثرها في لوحاتها، من خلال رؤية خاصة في مشهد بصري لافت يتميز بالواقعية ويلامس ثراء الحياة في البيئة التي تنتمي إليها، وإن كانت المرأة هي أكثر مفردات هذه البيئة حضورا في لوحاتها.
العلاقات الكويتية - السعودية
بعد نهاية جولته بالمعرض، أعرب السفير السعودي لدى دولة الكويت، د. عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز، عن إعجابه بأعمال التشكيليات السعوديات الأربع، مشيرا إلى أنه وجد في المعرض الإبداع في أجمل صوره وهو ما فاق تصوره، وقال الفايز إن الأعمال المعروضة خير دليل على التطور الهائل الذي وصل إليه الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية.
بنات القطيف
من جانبها، قالت الفنانة خلود آل سالم انه كان هناك تنسيق بين الفنانات الأربع قبل المجيء إلى الكويت، واضافت: اننا ننتمي إلى منطقة واحدة هي القطيف، واتفقنا على بعض الأسس في اختيار الأعمال المشاركة بالمعرض، مثل انتماء الأعمال المختارة إلى تجربة حديثة، وان يكون هناك تقارب في التكنيك والأساليب.
وأشارت آل سالم، التي تزور الكويت للمرة الأولى، إلى أن تجربتها تعود إلى 25 عاما مضت، وأنها تميل إلى الأسلوب التعبيري، حيث تميل إلى تبسيط الشكل الإنساني في اللوحة.