استضافت رابطة الأدباء الكويتيين في أمسية «هموم الصفحة الثقافية في الصحافة المحلية» ضمن فعاليات موسمها الثقافي المحررين الصحافيين في الصفحات الثقافية الزميل فيصل العلي من جريدة القبس ولافي الشمري من جريدة الجريدة. أدارت الحوار الكاتبة جميلة سيد علي التي بدأت الأمسية قائلة إن الجانب الثقافي هو المرآة التي تعكس درجة الرقي والوعي المجتمعي. والصحافة الثقافية اليومية والأسبوعية عبر تغطياتها المباشرة لمختلف الأنشطة الثقافية المحلية هي أداة مميزة في نقل النشاط الثقافي للقارئ ورصد مدى تفاعله مع الحدث الثقافي.
تساؤلات
ورغم تفاوت العطاء الصحفي للصفحات الثقافية، بحسب قول جميلة سيد علي، فهي تسعى بمجملها لتحقيق القدر اللازم من النجاح لاجتذاب القراء، مستخدمة للوصول إلى هذا الهدف، إلى جانب الحس الصحفي، المهارة الأدبية في نقل الحدث الثقافي، فضلا عن وجود الكفاءات الثقافية والخبرات اللازمة للقائمين على إعداد هذه الصفحات الثقافية.
ورغم ما سبق يتردد دائما سؤال ملح:
لماذا لا تحظى الثقافة بأولوية في صحافتنا المحلية؟ فالصفحات الثقافية ليست هي فقط الأقل عددا بين مختلف أقسام الجريدة، ولكنها أيضا في حالة زيادة أعداد الإعلانات تصبح المرشحة دائماً للإلغاء أو التأجيل لتوفير مساحة للإعلان الطارئ أو الموضوعات المهمة خارج النطاق الثقافي.
مغايرة السائد
كما تناولت بقية محاور الأمسية السبب وراء اعتماد الصفحات الثقافية على تغطية ما هو موجود على الساحة بالفعل من أحداث وفعاليات أو حتى أسماء وشخصيات، بدلاً من السعي نحو صنع حالة ثقافية جدلية وطرح قضايا تترك أثرها في المشهد الثقافي أو توجه الأحداث في اتجاه مغاير للسائد والمتاح.
وتطرقت جميلة سيد علي من خلال محاور الأمسية أيضا إلى السبب وراء إقلال الصفحات الثقافية بشكل عام من النقد والتوجيه وإبداء الرأي متسائلة: إن كان السبب في ذلك يعود إلى قلة الخبرة في هذا المجال، أم إلى تبني أشخاص معينين يتم تسليط الضوء عليهم وعدم التعرّض لهم بالنقد؟ وفي السياق نفسه أوضحت الكاتبة من خلال إدارتها للحوار أن العهد الذي نعيشه هو عهد وسائل الاتصال المرئية والمسموعة وصفحات التواصل الاجتماعي الواسعة الانتشار. فكيف يمكن للصفحة الثقافية الصمود أمام الكم الإعلامي الثقافي السريع، المتحرر من الرقابة والمدعم بالصور؟ وما الشكل والمضمون الأمثل للصفحات الثقافية المستقبلية؟
أمثلة حية
ومن خلال لقاء تميز بالصراحة والسخونة تناول الصحفيان هموم الصحافة الكويتية بشكل عام ووضع الصفحات الثقافية بشكل خاص، ذاكرين أمثلة حية من خبراتهم العملية، كما شاركهم جمهور الحاضرين بالمداخلات التي تجسّد الوضع الحالي للصفحات الثقافية، وتعكس التصور المطلوب لهذه الصفحات في المستقبل.