
استطاع النجم اللبناني مازن معضم أن يحتل مكانة متميزة بين أبناء جيله بعدما نجحت أعماله الأخيرة، وأثبت أنه يستطيع تأدية كل الأدوار المركبة والشخصيات الصعبة القريبة من قلوب الجماهير لدرجة ان أُطلق عليه لقب «سيد الأدوار المركبة العميقة».
عرفناه متسلطا حاقدا في مسلسل «ورود ممزقة»، ووصوليا ماكرا في «قصة سلمى»، وعاشقا ولهانا في «لونا»، ورجل المخابرات المقاوم في «الغالبون»، ومناضلا سياسيا في «بلا ذاكرة»، واخيرا زير النساء المعقد في مسلسل «كازانوفا» حتى أصبح اسمه مرتبطا بأهم الأعمال الفنية الناجحة التي أعادت الثقة إلى الدراما اللبنانية من جديد.
تجربة جديدة ومختلفة يخوضها الكازانوفا اللبناني مازن معضم في المسلسل التاريخي الجديد «قيامة البنادق»، حيث يبذل فيه جهدا كبيرا وتركيزا حتى يظهر الدور بتميز ورؤية خاصة في الأداء، ويؤكد أنه يدخل به منطقة جديدة في الدراما اللبنانية، وإن كان يتكتم كل تفاصيله.
● ما الذي جذبك لمسلسل «قيامة البنادق»؟
- دور جديد بالنسبة لي تماما، وهذا من الأمور التي شدتني له، لأنني دائما أبحث عن تقديم شيء جديد ومشوّق يبتعد عن المط والتطويل، ويجذب الجمهور، ووجدت ذلك في مسلسل «قيامة البنادق»، حيث أعجبتني الفكرة تماما، فهو عمل يجذب أي ممثل للمشاركة فيه لكونه يتناول موضوعا وطنيا مهما، أنا أحاول دائما اختيار الأفضل وغالبا ما تحكم اختياراتي جدية الموضوع.
الوطني الثائر
● ماذا عن دورك في المسلسل؟
- كل ما يمكن أن أقوله عن شخصيتي الجديدة هو أنني أجسّد شخصية الوطني الثائر «حامد»، وهو دور مركب وجديد علي، وهو أيضا من أول الأسباب التي جعلتني أوافق على العمل.
الغالب
● كيف ترى ردود الأفعال تجاه مسلسلك الأخير «الغالبون»، الذي حصلت من خلاله على لقب الممثل القدير؟
- كان من أصعب الأدوار التي قدمتها حتى الآن، وهو دور رجل المخابرات السري الذي يعتقد الناس جميعا حتى أسرته أنه عميل اسرائيلي، بينما هو في الحقيقة من أبطال المقاومة، ناهيك عن أداء الدور تطلب تقنية عالية وحذرا شديدا حتى خرج بشكل جيد نال اهتمام الجمهور والنقاد.
● كيف استطعت أن تصبح نجما من خلال دور الشرير، الذي قدمته في مسلسل «ورود ممزقة» مع العلم أن الناس عادة تتعاطف مع الفنان الذي يؤدى دور الخير وليس العكس؟
- لقد وفقت في تجسيد الدور بدرجة جيدة عالية، واستطعت من خلاله الوصول إلى الصفوف الأمامية في الدراما اللبنانية، وفي الوقت نفسه فتح لي الطريق أمام بطولة الأعمال التي قدمتها فيما بعد.
وداعاً للشر
● هل قررت الابتعاد تماما عن شخصية الشرير؟
- أنا في مرحلة تمرّد على هذا الدور، لكي لا أحصر نفسي فيه، ولكن إذا وجدت دورا يحمل معاني ورسالة إنسانية ومضمونا دراميا جيدا كفيلم «تيتو» للفنان أحمد السقا أو فيلمBLOOD DIAMOND للنجم العالمي ليوناردو دي كابريو، فبالتأكيد سأوافق على العمل دون تردد، فأنا أعشق الأدوار المركبة الصعبة التي تجمع بين الشر والخير وبين الأكشن والموضوع الإنساني الذي يتضمن قصة حب ناعمة.
● هل تفكر كثيراً قبل قبول أي عمل فني؟
- (يبتسم).. أفكر 24 ساعة في الـ24 ساعة، لدرجة أنني أفكر وأنا نائم.
● ولماذا كل هذا التفكير؟
- النجاح يكون بداية منطقة الخطر، وقد بدأت منطقة الخطر معي بعد مسلسل «الغالبون»، وهذه المنطقة حين تبدأ عند الممثل لا تنتهي إلا بانتهاء حياته الفنية، فالخطر يبدأ دائما مع انطلاق النجاح.
● هل تحاول تعويض غيابك السينمائي بالحضور التلفزيوني؟
- لا.. فأنا ممثل وأحب التمثيل، ولا فرق عندي بين السينما والتلفزيون، و يجب ألا يكون هناك فرق بينهما، وأرى أن تصنيف الفنانين الى نجوم تلفزيون ونجوم سينما تصنيف خاطئ.
غياب سينمائي
● بداية من فيلم «بطل من الجنوب» مع نجلاء فتحي عام 2001 لم تعمل في السينما، فما السبب؟
- الأمر مرهون بالعثور على السيناريو الجيد، لأنني عاهدت نفسي ألا أقدم دورا في السينما إلا إذا كنت مقتنعا به تماما.
يضيف: دائما أبحث عن أدوار أكثر صعوبة، لأنني أشعر أن داخلي طاقة أو شحنة من القدرات لم تظهر بعد، أبحث عن مازن معضم مختلف مع كل دور أوافق عليه.
● نجومية السينما في رأيك حظ أم موهبة أم كاريزما؟
- حظ وعلاقات عامة.
● ألا يشغلك أن يقدم فنانون آخرون أفلاما أكثر منك؟
- إطلاقا، أنا مقتنع تماما أنه ليس بعدد الأفلام يتحقق النجاح، فقد يختفي الفنان خمس سنوات، ثم يعود بعمل يدفعه خطوات إلى الأمام، ويعوض غيابه، وقد يعمل فنان في عشرات الأدوار دون أن يترك أثرا يُذكر.
الرومانسية الحالمة
● في رأيك هل انتهى عهد الرومانسية بين الرجل والمرأة؟
- ربما قلت الرومانسية بسبب ضغوط الحياة وربما لم يعد الرجل برومانسية زمان، ولكن لابد ان تحتفظ المرأة برومانسيتها ودلالها ورقتها مهما زاد حجم مسؤوليتها، لكي تشعر بأنوثتها ولكي تجعل الرجل يشعر برجولته معها، فأسوأ شيء ان تفقد المرأة رومانسيتها وأنوثتها وتسترجل، فهي بهذا تفقد حياتها وسعادتها.
● ما حقيقة ما تردد عن مشروعات فنية قادمة بينك وبين الفنانة سمية الخشاب؟
- اتفقنا على مشروعات كثيرة وتعاون مستقبلي خلال الفترة المقبلة، وذلك عندما جمعنا العمل معا في برنامج «سمية والستات»، الذي جرى تصويره في بيروت الشهر الماضي، وأنا سعيد جدا في التعامل معها عن قرب، فهي فنانة جميلة وإنسانة أجمل.
● كيف ترى ترتيبك بين نجوم الكوميديا؟
- لا أستطيع ترتيب مكانتي، والمتفرج هو الوحيد صاحب الحق في ترتيب نجوم الكوميديا، وكل ما أتمناه هو أن ألعب كل الأدوار، وأتمنى أن أكون دائما «جوكر» قادرا على تأدية كل الأدوار.
للأدوار حدود
● استمرار حصرك في قالب الشاب الرومانسي، هل كان مقصودا، أم أنه اختيارات المخرجين الذين تعاملت معهم؟
- صحيح أنني أعشق الأدوار الرومانسية، لكنني كممثل أعشق التنوع، وهو ما شجعني على تقديم عملين هذا العام بشخصيتين يختلف بعضهما عن بعض، كي أخرج بهما في الوقت نفسه من قالب الرومانسية الذي قدمته من قبل.
● ماذا عن مشروعاتك الفنية المقبلة؟
- هناك مسلسل تلفزيوني مصري - لبناني يتم الإعداد له، وهو من إنتاج محمد فوزي، وسنبدأ التصوير في شهر مايو المقبل بإذن الله، ولن أستطيع الإفصاح أكثر من ذلك عن تفاصيله.