بمبادرة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، رفع اليوم 58 شخصية عربية من مختلف الأطياف الفكرية اصواتهم عالياً لادانة العنف ضد المرأة، إدراكاً منهم لجسامة التحديات التي تواجهها في مسار التحول الديموقراطي في المنطقة. وقد وُزّع النداء في الدول التي تشهد تحولاً سياسياً (تونس وليبيا ومصر والمغرب واليمن) وفي دولة المقر العام للإسكوا (لبنان). ومما جاء في النداء:
يحيي العالم في مثل هذا اليوم من كل عام اليوم العالمي للمرأة. ولهذا اليوم مغزى خاص في حاضر العالم العربي، إذ تشهد بلداننا ومجتمعاتنا تطوّرات تاريخية وحراكاً يرسم معالم جديدة للمنطقة، ويسعى إلى بناء مستقبل أفضل، حيث احترام حقوق الإنسان وصون الكرامة الإنسانية. إلا أننا، وفي خضم التطورات الإيجابية، نشهد مظاهر عنف تستهدف المرأة، تهدد سلامتها الجسدية، وأمان عيشها، وتنكر عليها حقها في أن تكون عنصرا فاعلا في ما أثبتت تصميمها وقدرتها عليه.
في هذا اليوم، ندين جميع أشكال العنف التي تستهدف المرأة وعيشها الآمن وحقها في المشاركة في جميع نواحي الحياة، باعتبارها انتهاكاً فاضحاً لأبسط المبادئ الأخلاقية والقيم الدينية، يضرب المجتمع بأسره وما ينادي به من قيم وتطلّعات للمستقبل.
ونؤكد أن هذه الانتهاكات ومظاهر العنف لا يقتصر ضررها على المرأة فحسب، بل تدين المجتمع بأسره، وتضرب مصداقية أنظمته، وتعطل طاقته على التعايش مع الطبيعة والحياة، وتعوق مسيرته في عالم يحتاج إلى طاقة جميع أبنائه وبناته في مشروع التقدم والرقي الإنساني.