
بطريقة ما تكتشفين أن زوجك يخونك، أو أن الحاسة السادسة تلهمك بأنه يخونك، فكيف تتصرفين؟
بغض النظر عن رد فعلك أو قرارك النهائي.. أكان محاولة إصلاح البين أو طلب الطلاق أو مغادرة بيت الزوجية، فأي تصرف خاطئ من جانبك سيزيد الأمر تعقيداً. فكري جيداً ولا تسمحي لعواطفك المتأججة بالغضب والقهر أن تقرر مصيرك.
هل تريدين إنقاذ زواجك أم تدميره؟ النتيجة النهائية سوف تتوقف غالباً على موقفك وعلى طريقتك في مواجهة المشكلة.
تذكري جيداً أن خيانة الزوج حدثت وليس بمقدورك إعادة عقارب الساعة لإزالتها من الوجود.. فكري في الحاضر والمستقبل وفي الطريقة الأفضل لوقف الخيانة وإزالة آثارها ومنعها من تدمير حياتك.
في البداية قد لا يكون لديك دليل أكيد على خيانته.. مجرد أقوال وصلت إلى مسامعك أو أنك تشعرين في داخلك بأن شيئاً ما يحدث من وراء ظهرك.
نسبة كبيرة من الزوجات يرفضن تصديق ما يسمعن أو ما يداخلهن من شعور بخيانة الزوج اعتقاداً منهن أن الزوج الحبيب صاحب اللسان الناعم الذي يعرف كيف يضحك عليهن بكلمة حلوة أو هدية مناسبة لا يمكن أن يخون أو يفكر بالخيانة.
قبل الخوض في ما يتعيّن عليك فعله يستحسن أن نبدأ الحديث عما يتعيّن عليك تجنبه والامتناع عنه، فمعظم الزوجات اللواتي يجدن أنفسهن في مثل هذا الموقف يتصرفن بطريقة عمياء، ويتحكم فيهن الخوف والغضب والقهر والشعور بالإهانة والرغبة في الانتقام، وغالباً ما تكون النتيجة الندم حيث لا ينفع الندم لأنهن بتصرفهن أضفن تعقيدات إلى المشكلة المعقدة أصلاً، وحينها لن تفيد كل النصائح وكل محاولات المصالحة.
لا تكشفي السر للعالم
من الطبيعي جداً أنك ستكونين في حاجة ماسة لمن يصغي لمشكلتك.. لمن يقف إلى جانبك ويساندك من بين الأصدقاء والأقارب، لكن الحذر الحذر حين اختيار من تريدين أن تفتحي قلبك وصندوق أسرارك له أو لها.
الصديقة التي تريدين أن تكشفي لها حقيقة زوجك قد تكون غريمتك من دون أن تدري، وبالتالي عليك الحذر الشديد في اختيار الصديقة الحقيقية التي تثقين بها كل الثقة وتريدين أن تفتحي قلبك لها.
الصديق الذي تريدين أن تحدثيه عن خيانة زوجك يجب أن يكون صديقاً بالمعنى الحقيقي وليس من أولئك الذين يحاولون استغلال مثل هذه الأوضاع لابتزاز المرأة التي اعتقدت أنهم أصدقاء مما يزيد المشكلة مع زوجك تعقيداً.
أقارب وأصدقاء الزوج في حال رغبت في التحدث معهم، أو مع أحدهم حول الموضوع، فالنتيجة لن تكون في مصلحتك، ففي الغالب سوف يقفون إلى جانبه أو يحاولون تبرير فعلته، هذا إذا أخذوا أقوالك على محمل الجد، وربما ينصحونه بضرورة الحذر وإخفاء خيانته وليس وقفها.
أما إذا اخترت أحد أفراد عائلتك فالنتيجة غير مضمونة دائماً، خاصة إذا نجحت وزوجك في تسوية مشكلة خيانته لأن الفيل ليس وحده الذي يتمتع بذاكرة قوية، فالقريب الذي اخترته لتكشفي له السر لن ينسى، لأن الكثيرين يعشقون اجترار الماضي بمناسبة ومن غير مناسبة حتى بعد تسوية المشكلة وعودة العلاقة الزوجية إلى مسارها الصحيح.
اجترار الماضي من قبل «كاتم الأسرار» سوف يدمر كل الجهود التي تبذلينها ويبذلها زوجك من أجل إنقاذ زواجكما والوصول به إلى بر الأمان والسعادة المستعادة.
وفي حال قررتما تسوية المشكلة وتجاوزها، فمن المؤكد أن معلومات كاتمي الأسرار لن تجعل مهمتكما سهلة لأن «حبهم» الكبير لك سوف يجعلهم يتمسكون بعدائهم للزوج نتيجة خيانته لك، وفي الوقت نفسه فتصرفاتك التصالحية لن تسعدهم بل ستثير استياءهم وغضبهم لأنك من وجهة نظره نسيت الإساءة.. المطلوب إذن أن تكوني شديدة الحذر في اختيار من تثقين به ثقة كاملة لا نقصان فيها قبل أن تفتحي أبواب قلبك له أو لها.
السكوت علامة الرضا
لا تتجاهلي مسألة خيانته، فمثل هذا التصرف من جانبك سوف يزيد المشكلة تعقيداً.. عليك أن تواجهي الحقيقة بكل مرارتها.
سكوتك عن خيانته ينطبق عليه القول الشائع: السكوت علامة الرضا فهل أنت راضية بالفعل عن خيانته؟
صمتك سوف يفسره على أنه الضوء الأخضر للمضي في خيانته، أو أنك لا تدرين حقيقة ما يدور حولك. يتعيّن عليك أن تواجهيه بالحقيقة التي تعرفينها وتطلبي منه الكف عن هذه التصرفات التي ستدمر علاقتكما الزوجية.. وكلما أسرعت في المواجهة الهادئة كان ذلك أفضل، وكلما تأخرت في مواجهته تتعقد الأمور أكثر وأكثر وتتوثق علاقته بالمرأة الأخرى ويصعب عليه التراجع حتى لو أراد.
ثمة نقطة غاية في الأهمية، فالخيانة الزوجية تحاط بالكثير من السرية والكتمان من قبل طرفيها، وبالتالي عندما تبلغين زوجك أنك بت تعرفين ففي الغالب سوف يتراجع خوفاً من الفضيحة.
المرأة الثانية
لا تضيعي وقتك وجهدك في التفكير في المرأة الثانية.. فمن المؤسف أن معظم الزوجات اللواتي يجدن أنفسهن في موقف يشبه موقفك يوجهن انتباههن وجهودهن نحو المرأة الثانية، ويتناسين أن المشكلة تكمن مع الزوج الخائن.
من المهم ألا ترددي اسمها على مسامعه بمناسبة ومن دون مناسبة، أو تحاولي إهانتها بإطلاق أسماء وأوصاف غير لائقة عليها.. تسليط الأضواء عليها لن يفيد، بل على العكس فقد يزداد تمسكه بها.
مشكلتك مع زوجك وليست مع المرأة الثانية، وبالتالي فإن تركيز جهودك واهتمامك عليها سوف يتحول إلى عملية تعذيب تجبرين نفسك على خوضها.
بعض الزوجات يتصرفن بطريقة خاطئة مائة في المائة حين يتصلن بالمرأة الثانية هاتفياً أو وجهاً لوجه ويطالبنها بعد وصلة الإهانات والشتائم بترك الزوج في حال سبيله، اعتقاداً منهن أنها سترد: أمراً وطاعة سيدتي.. لكن هذا لن يحصل.
المرأة الأخرى ليس المفروض فيها أن تصغي لتعليمات وأوامر الزوجة.. فإيذاؤها وإهانتها لن يحلا المشكلة، بل سيضعانك في المكان الخطأ، فقد يهب الزوج للدفاع عنها، وبالتالي تتوثق العلاقة بينهما ويصعب عليك إيجاد الحل الذي ينقذ زواجك.. فهل هذا ما تريدين؟
تعرفي على مشاعرك
الآن نعود إلى ما يتعيّن عليك فعله.. تعرفي على مشاعرك أولاً.. حددي هذه المشاعر فأنت أقدر من يكون مؤهلاً لمعرفة حقيقة ما يدور في رأسك.. ما يشغلك حول طريقة تصرفات زوجك.
ما رأيك في كتابة بعض اليوميات المختصرة حول ما تشعرين به وما تلاحظينه من تصرفات الزوج، فمثل هذه اليوميات من المؤكد أنها ستساعدك على رسم صورة أكثر وضوحاً يمكن أن تساعدك في التعبير عن مشاعرك بصورة تعجز الكلمات عن شرحها.
تحدثي مع زوجك عما يخالجك.. عن مشاعرك وما يقلقك، لكن بعد أن تكون الصورة واضحة في ذهنك ومتأكدة مما تقولين.
لكن إياك أن تفتحي الموضوع بالصراخ الغاضب.. فالصراخ لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيداً لأنه بكل بساطة لن يستمع لما تقولين.. قد ينفجر غاضباً ويحدث ما لا تحمد عقباه أو قد يترك البيت نهائياً، أو قد يجبرك على مغادرته وعندها لن ينفع الندم.
هذا لا يعني في أي حال من الأحوال أن الغضب ممنوع أو أنك تخطئين إذا غضبت لكن النقاش يتطلب الهدوء وضبط الأعصاب.
نقاش منطقي هادئ
تحدثي معه عن مشاعرك وما يقلقك وعن تصرفاته التي تؤثر في علاقتكما وتهدد الزواج من أساسه.
النقاش المنطقي والبعيد عن الانفعال غالباً ما يعطي النتائج المرجوة، فناقشيه بطريقة تحترم مشاعره ولا تجرحها وفي الوقت نفسه تترجم احترامك لنفسك.
راقبي ردود فعله.. حاولي أن تفهمي لغة جسده، فإذا كان يخونك بالفعل من المرجح أن ينفي أو ينكر وقد يلومك ويحملك مسؤولية تصرفاته، وقد يرد بغضب عارم.
هناك احتمالات آخرى فقد يحاول فرض سيطرته عليك عبر بعض نقاط الضعف التي يعرفها عنك.. ربما يطأطئ الرأس ولا يرفع نظره عن الأرض خجلاً من كذبه وخيانته، وهناك احتمال بأن يعترف ويعتذر ويبدي ندمه على ما حدث.
دليل الإدانة
إذا كنت تشعرين بأنه يخونك، لا بد أن تكون لديك دلائل تؤكد شكوكك وظنونك لأن المسألة لا يمكن الخوض فيها من دون دليل يعتمد عليه.
هل لديك دليل.. صورة.. رسالة نصية .. رسالة إلكترونية.. اتصال هاتفي مسجل.. كشف حساب بنكي يتضمن مصروفات مريبة.. أي شيء من هذا القبيل.
اكشفي الدليل الذي يؤكد ظنونك فمن المؤكد أنه سوف يصر على الإنكار إلى أن يرى بعينيه أو يسمع بأذنيه دليل إدانته.
بعد تقديم الدليل على خيانته ومواجهته بالحقيقة من دون صراخ، اطلبي منه أن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً معك فقد يكون في حاجة الى من يعالجه مما هو فيه.. طبيب نفساني أو مرشد اجتماعي متخصص، أو ربما يكون في حاجة الى نصائح من أحد الذين تقدمت بهم السن من أفراد عائلته أو عائلتك، بشرط أن يكون هذا الشخص ممن يحظون باحترام الزوج.
واجهيه ولا تسأليه
بعض الخبراء الاجتماعيين ينصحون الزوجة التي تريد مواجهة زوجها بأمر خيانته بأن تختار الوقت والمكان المناسبين بحيث تتم المفاتحة من دون مقاطعة.
يقول هؤلاء: لا تسأليه عما إذا كان يخونك لأنه في مثل هذه الحالة سوف ينكر وقد يتحول إلى الهجوم بدلاً من الدفاع عن نفسه.. قدمي كل ما لديك من دلائل وبراهين بالأسماء والتواريخ والأماكن والأوقات، ثم اسأليه عن رأيه في ما سمع وشاهد.. اسأليه عن العلاقة الثانية.. لماذا.. كيف ومتى بدأت وماذا يريد أن يفعل.. اصغي جيداً لما سيقوله لتعرفي بالضبط حقيقة موقفه وحقيقة نواياه.
في حال وصول النقاش الهادئ إلى مرحلة الاعتراف والإعراب عن الندم من جانب الزوج، يستحسن بك أن تطلبي منه، بل يفترض بك أن تطلبي منه «إجازة مؤقتة» عاطفياً وجسدياً للتأكد من أن خيانته لم تنقل له عدوى من نوع ما، ومن الضروري في هذه الحالة أن تعرضي نفسك على طبيب مختص للتأكد من أن العدوى في حال وجودها لم تصل إليك.
إذا كنتما حريصين وراغبين في الحفاظ على العلاقة الزوجية، يستحسن أن ينام كل منكما في غرفة منفصلة إلى أن ينجلي الموقف الصحي لكل منكما. كوني صريحة في مطلبك هذا، ولن يكون في مقدور أحد أن يلومك عليه.
في مرحلة الإجازة المؤقتة هذه يمكنك إعطاء نفسك الوقت الكافي للتفكير في الخطوة التالية.. معرفة حقيقة مشاعرك، وهي فرصة للزوج لكي يفكر في الطريقة التي يمكنه فيها من إزالة آثار فعلته.
كثيرون مروا بتجارب مشابهة، وكثيرون تمكنوا من التغلب على مثل هذه التصرفات المريضة.. المسألة تتطلب تضحيات من الطرفين وغالباً ما تكون هذه التضحيات مؤلمة للطرفين أيضاً.
ليسأل الزوج نفسه ولتسأل الزوجة نفسها: هل لا يزال السبب الذي جمع بينهما موجوداً.. الحب وربما القرابة أو المصلحة؟
اسألي نفسك عما إذا كانت المسألة تستحق المخاطرة والوصول إلى مرحلة الطلاق، وما أدراك ما الطلاق، أم أن العلاقة الزوجية تستحق فرصة أخرى؟