
أكد رئيس تحرير مجلة العربي د. سليمان العسكري أن منطقة الخليج والجزيرة العربية شهدت خلال السنوات الخمسين الاخيرة، وخاصة في الخمس الأخيرة منها، نشاطا ثقافيا ملحوظا في الرواية والشعر والسينما والمسرح والفن التشكيلي، وهو ما جعل القائمين على مجلة العربي يختارون تسليط الضوء على النهضة الثقافية والفنية التي تحققت بالمنطقة في الملتقى الثاني عشر، الذي تقيمه مجلة العربي في الفترة من الرابع إلى السادس من مارس الجاري، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مجلة العربي في فندق الشيراتون (مقر الملتقى) لوسائل الإعلام، وقال العسكري ان الهدف من هذا الملتقى هو إلقاء الضوء على الكثير من ملامح النهضة الثقافية التي شهدتها الجزيرة العربية والخليج، وتقديم قراءات تاريخية ونقدية لها، وتعريف أبناء المنطقة من المتلقين ومن الفنانين والمثقفين على هذه التجارب وخلق نوع من التفاعل بينهم.
«العربي» جسراً
وأشار العسكري إلى أن الملتقى يهدف أيضا إلى تعريف بقية أرجاء العالم العربي بهذه المنجزات الثقافية، بحيث تكون «العربي» جسرا بين هذه النهضة الثقافية والمثقفين والإعلاميين العرب في أرجاء العالم العربي، خصوصا ان هذه المنجزات تمثل امتدادا للمنجز الثقافي العربي.
واستعرض العسكري محاور الملتقى التي أكد أنها ستفسح حيزا معقولا لكل نوع أدبي وفني، وقال ان هناك جلسة ستحتفي بالروائي الراحل عبدالرحمن منيف الذي وصفه برائد الرواية في الجزيرة والخليج، كما ستخصص جلسة حوارية حول أعمال الأديب إسماعيل فهد إسماعيل يلقي فيها الضوء على تجربته الأدبية عبر حوار يديره الروائي الشاب سعود السنعوسي.
تنوع التجربة الشعرية
وأشار العسكري إلى أن الملتقى سيبرز التنوع الكبير في التجربة الشعرية الخليجية، عبر جلسة تضم قراءات نقدية للقصيدة الخليجية المعاصرة قديما وحديثا، بالإضافة إلى أمسية شعرية تقام بجمعية الخريجين مساء الثلاثاء 5 مارس يشارك فيها عدد من أبرز الشعراء الخليجيين مثل: سعدية مفرح وإبراهيم الخالدي وقاسم حداد وبروين حبيب وعلي المقري وهدى إبلان وخلود المعلا.
كما أكد العسكري أن الملتقى سيخصص جلسة للسينما الخليجية، التي اعتبر انها لم تأخذ حقها، رغم دور السينما بوجه عام في توثيق تاريخ الشعوب، وقال العسكري ان الجلسة ستشهد شهادات بعض السينمائيين الخليجيين للحديث عن تجاربهم، وأهم ما يعترض صناعة السينما من عقبات، كما سيتم عرض ثلاثة أفلام خلال أيام الملتقى بواقع فيلم كل يوم في قاعة سينما ليلي غاليري بالسالمية وهي: تورا بورا لوليد العوضي من الكويت، الحاجز لبسام الذوادي من البحرين، ظل البحر لنواف الجناحي من الإمارات، بالإضافة إلى عرض فيلم مدته 20 دقيقة عن الصحراء لعبدالله المخيال، الذي وصفه العسكري بأكثر من صور أفلاما عن الصحراء العربية.
تكريم
وقال العسكري ان الملتقى سيقوم بتكريم باقة من أبرز الكتاب والشعراء والفنانين الخليجيين الذين أثروا الساحة الثقافية عرفانا بدورهم وهم: حياة الفهد وسعاد العبدالله وسعد الفرج وحميد خزعل وليلى العثمان ووليد العوضي واسماعيل فهد اسماعيل وسيف المري وسيف الرحبي.
وأشار العسكري الى ان الملتقى سيشهد للمرة الأولى معرضا مصورا من أرشيف «العربي» التي جابت المنطقة من خلال استطلاعاتها على مدى نصف قرن، ويضم باقة من الصور النادرة عن المنطقة، وقال العسكري أن الملتقى لم يتضمن موضوع الموسيقى والغناء لأنه موضوع كبير وربما يحتاج الى ندوة كاملة.
واستعرض العسكري فاعليات حفل الافتتاح الذي سيقام يوم الاثنين الرابع من مارس الساعة 6 بالقاعة الماسية بشيراتون الكويت، وسيكون تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، وبحضور وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الذي سيلقي كلمة، تعقبها كلمة رئيس تحرير العربي، ثم تكريم المكرمين وعرض فيلم المخيال عن الصحراء، ثم حفل موسيقي للفرقة التلفزيونية للفنون الشعبية، ويعقبها افتتاح معرض الخليج والجزيرة من أرشيف العربي المصور.