Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

ملاحظات على احتفالية «المرطة»

$
0
0

لايمكن الوقوف عند التراث الغنائي الكويتي في الذاكرة الموسيقية من دون التوجه لحضور عائشة المرطة كاسم لايمكن تخطيه بالتجاهل والنسيان، بوقفتها على أرضية الثقة،اهتمامها بفنها وشكلها ونظارة الظلام، مواكبة لتطوير الغناء دون الوقوف على ماتحقق، عائشة المرطة التي نكست الأعلام رسميا حين وفاتها في يوليو 1975، التي تملك صوتا قويا ليس صاعق الطربية، لكنه أيضا صوت جعل أم كلثوم حين وجدتها متوقفة عن الغناء تخبرها أن عدم غنائها خسارة،لتكون أحد أسباب استمرارها.

في مهرجان القرين، عبر جهود طيبة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن احتفالية تضمنت عدة مستويات احتفائية، تم إصدار كتيب يحوز على معلومات ممتعة عن حياتها ومشوارها الفني، من توثيق وإعداد أ.د. حمد عبدالله الهباد، ومعرض للصور النادرة التي قدمتها ابنتها السيدة وفاء بو فتين، فتبدت الصور الشخصية رهيفة في الأبيض والأسود، في تضادات اللون، مما يوحي بين تضاد العماء الذي أتى المرطة بسبب مرض الجدري في سن السابعة وسطوع النور في بصيرتها التي جعلتها تخطو نحو المغامرة في التجديد، كما تم توفير إصدار «مجاني» لأجمل أغانيها، وهي أمور يشكر عليها المجلس الوطني، لكن إزاء الامتنان له يبقى الحفل الموسيقي أحد أهم أجزاء/ زوايا الاحتفالية معلّقا على مشجب أسئلة كثيرة، ومثيرا للاستنكار.

ثلاث مغنيات صعدن للمنصة هن: فطومه، حنان البحرينية، أمل العنبري، دون إدراك بعضهن لتاريخ وأهمية عائشة المرطة للكويت، وللخليج أيضا.

فحين تغني أولى المغنيات حنان البحرينية نكتشف أن حنان صوتها لا يقفز إلى مساحة صوت المرطة، وتأتي أمل العنبري لتفعل الشيء ذاته، ذات الخيبة، ذات الخذلان، ذلك لا يعني أن أصواتهن ليست جميلة، لكنها أصوات غير مناسبة. أصوات تستفزك بعدم ملائمتها، تزيح التوقعات، تهبط بها من علٍ، تتساءل ماهي آلية الانتقاء لهن وكيف؟، حتى الكلمات التي يهب عبقها تنكفىء فلا تصل للمستمعين بوضوح، لذا مضى الجمهور يجذب من ذاكرته مايشيع له جو من الدفء والانتعاش، محاولا التركيز به حين تغني فطومة المتمكنة تماما.

تكتمل حلقة الأسف في ما يحدث على غفلة، ووفق مفاجآت مخجلة، حين تأتي الاحتفالية غير منصفة لتاريخ هائل، عبر ممارسات «متمردة» لـ نظام الصوت الموجود في المسرح، فألعاب انقطاعاته عن المغنية أو الفرقة، يزيد الوضع سوءا، كاشفا عن خلل لايمكن التغاضي عنه، فهي أمسية «موسيقية»، وهي «تكريم»، و نحن،الجمهور المتلحف بالأمل ومحاولات الاستمتاع، نحاول ونحاول ونحاول ليصرخ أحد الجمهور المتأفف بأمنيتنا جهارا: «الصوت» ويهمس البقية.. نعم «الصوت»، الذي تحالفت معه الأسباب لتقدم لنا «أمسية عنونتها أغلب امتعاضات الجمهور واستهجاناته بأنها»باهتة» إلاّ من إلتماعات «فطومة» في الأداء، لينتزع نظام الصوت ومشكلاته البطولة من الأصوات الخافتة. ويزيد الوضع تعقيدا، مانعا الارتقاء والرضا من الحلول. انتهت الأمسية لكن التساؤلات تطأ الأمسيات الموسيقية المقبلة، حول الكيفية التي يتم بها انتقاء المشاركين، وأسباب الاعطال عن نظام الصوت لمسرح تم تجديده في وقت قريب، خلل استمر متقاطعا مع الأمسية فعاداها. في مهرجان يحمل اسم الكويت، وإزاء شّح في الفعاليات الممتعة حقا، وجمهور يحضر، نتمنى ألاّ تخيب الآمال في المقبل من أنشطة.

إستبرق أحمد


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles