عادل شاب مكافح انهى دراسته الجامعية في مسقط رأسه البلد العربي الشقيق. كان طموح عادل أن يسافر الى الخليج مثلما فعل ابن عمه حتى يستطيع أن يكوّن نفسه ويستعد للزواج، وفي الوقت نفسه يساعد والده على زواج شقيقته.
عادل طرح الأمر على ابن عمه اثناء حضوره في إجازة الصيف فوعده بالمساعدة، لكن الأمر لم يكن سهلا كما كان يتوقع عادل، فقد طالبه ابن عمه بتحضير مبلغ مالي كبير نظير شراء عدم ممانعة وإرسالها له.
انتظر عادل فترة طويلة رغم تجهيزه المبلغ بعد ما اقترض والده مبلغا كبيرا، ورهن منزل الأسرة لدى احد المرابين في البلدة التي يقطنها.
بعد طول انتظار ارسل ابن العم الممانعة لعادل الذي فرح بها فرحا شديدا، فسفره الى الكويت سيحل له ولأسرته مشاكل كثيرة، وسيساعد الأسرة على الارتقاء بمستواها المعيشي وتتمكن شقيقتا عادل من الزواج.
استعد عادل للسفر وودع والده وإخوته مع وعد منه بتوفير كل متطلباتهم، لكن في البداية عليه جمع مبلغ كبير لسداد القرض الذي اقترضه والده بموجب رهن منزل الأسرة، وإلا سيتخذ المرابي إجراء الاستيلاء على المنزل وإلقاء والده المسن وإخوته بالشارع حيث لا مأوى لهم سوى ذلك المنزل.
وصل عادل الكويت وكله أمل في تحقيق أحلامه وطموحه، لكنه تفاجأ بضعف الراتب وقلته فما هو مسجل في العقد مخالف للراتب الحقيقي الذي ستمنحه له الشركة، وهذا الأمر وضعه في مأزق كبير، فكيف له ان يجمع المبلغ المطالب به لسداد الدين وفك رهينة المنزل.
في يوم من الأيام تأخر عادل بالمكتب حيث يعمل إلى وقت متأخر وكان معه المحاسب الخاص بالشركة، والذي كان يسجل مبلغا كبيرا في دفاتر التحصيل وتقييد المدخولات المالية، ثم انهى المحاسب عمله.
لعب الشيطان بعقل عادل للاستيلاء على المبلغ الكبير الذي هو في حاجة الى نصفه فقط لسداد المديونية وفك رهينة منزل الأسرة، فلجأ الى صديقه المحاسب يحثه على الخروج وإحضار عشاء مناسب لتلك الليلة الباردة، وأصر عادل على ان يدفع حساب عشاء صديقه المحاسب نظير خروجة في البرد.
خرج المحاسب بعد ان ترك مفاتيح الخزينة على المكتب، فاستغل عادل تلك الفرصة الذهبية وفتح الخزينة بعد خروج المحاسب وأخذ من المال ما يكفيه فقد لسداد المديونية وفك رهينة المنزل، ثم اغلق الخزينة مرة اخرى وجلس في هدوء وصمت الى ان حضر زميله المحاسب وتناولا عشاءهما سويا ثم انصرفا كل الى مسكنه.
في اليوم التالي فوجئ المحاسب بسرقة مبلغ كبير من الخزينة، فأبلغ مدير الشركة الذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية وحضر رجالها ومعهم رجال البحث الجنائي، وعاينوا موقع السرقة وتم رفع البصمات عن الخزينة وعن باقي النقود في الخزنة.
وجهت اصابع الاتهام الى المحاسب المسكين لأن الخزينة لم تتعرض للكسر، وتم القبض عليه الى ان ظهرت نتيجة البصمات، وتم تحديد السارق، فتم القبض على عادل الذي اعترف على الفور بالسرقة وهو في شدة التأثر والانهيار العصبي وقص على المحقق سبب وسوسة الشيطان له، ومحاولة انقاذ والده وإخوته من التشرد والاستيلاء على المنزل من المرابي.
لكن ما ذكره لم يغير من وضعه كلص قدم للمحاكمة بتهمة خيانة الأمانة وأصدرت المحكمة حكما عليه بالسجن خمسة اعوام مع الشغل والنفاذ والإبعاد بعد انتهاء مدة الحكم.