كل شيء في حياتنا له مواسم تتوالى حتى في عالم الحب والزواج. حتى في المشاعر كل شيء يتغير ويتبدل تماما مثل المواسم الأربعة التي نعيشها مع كل عام. فالربيع في الزواج هو الفترة التي يبدأ فيها الزواج وغالبا ما نكون في فترة الشباب حيث لا حدود للإثارة والرغبة والتفاؤل، في هذه الفترة نشعر كأن الزواج هو كل الحياة والزوج او الزوجة هو الشخص القادر على تحقيق أحلام العمر مهما كانت مستحيلة، لا نستمع لتجارب الآخرين فضوء الحب الساطع يعمي أبصارنا.
أما صيف الزواج فهي فترة مجيء الأطفال الى حياتنا فالأطفال هم من يملأون حياتنا بمزيد من المرح والحب والمتعة، مع ازدياد المسؤولية بلا شك ومع مرور السنين ونمو الأطفال تبدأ الخلافات بين الزوجين، ويظن كل طرف أن لا بد من التغيير، ويتأمل احد الأطراف أن يبدأ التغيير من الطرف مع ان التغيير لا يتم إلا من داخل اعماقنا وعلى كل طرف أن يساعد نفسه ويساعد الطرف الاخر على الوصول الى حقيقة ثابتة، وهي ان يأخذ الإنسان بلا عطاء سيفسد الحياة الزوجية فعلى الطرفين ان يمنح كل منهما الآخر ما يريد ويحب ويستمتع ايضا بالعطاء من الطرف للطرف الاخر حتى تستقيم الحياة وتهدأ من جديد. هكذا سخونة الصيف في العلاقات الزوجية.
أما طريق الزواج فهو فترة انتقالية نبدأ خلالها بمراقبة أولادنا الى ان يكبروا ويتزوجوا ونرى كلاً منهم كيف يعيش حياته الخاصة، وقتها نفضل ان نأخذ خطوة الى الوراء ونتركهم ليعيشوا حياتهم كما يشاءون، خلال تلك الفترة نعيش لحظات ممتعة مع الأحفاد، نرجع بأيامنا الى الوراء ونلعب معهم مثلما كنا نفعل مع اولادنا فرؤية امتداد أسرتنا لشيء عظيم وممتع حقا.
أما موسم الشتاء فهو فصل الزواج الخيِّر الذي يكون إما بمفردنا لوفاة الطرفين، وإما في انتظار للقدر المحتوم خلال تلك الفترة نعيش داخل أعماقنا أكثر، ونتذكر كل اللحظات السعيدة التي مرت علينا، وندين بالشكر لمن كانوا معنا أثناء مشوار حياتنا الطويل ومن ساعدونا في العديد من النجاحات والتطورات التي شهدناها كما نطمح الى آخر المزايا التي يمكن ان نحصل عليها خلال تلك المرحلة ونعمل مدركين ان كل يوم جيد يمكن ان يكون هو يومنا الأخير.