Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

النوم لغز.. وقلّته مرض

$
0
0

النوم لغز من ألغاز الحياة مثل الجاذبية والحقل المغناطيسي ودوران الأرض كما يؤكد العلماء الذين ما زالوا حتى يومنا هذا في حيرة من أمرهم عن السبب الذي من أجله ننام، لكنهم متفقون على أن النوم الجيد يعتبر ركناً أساسياً للصحة الجيدة.

ما بين ست أو ثماني ساعات يومياً هو المعدل المطلوب للنوم وكل ما زاد أو نقص عن هذا المعدل دليل على خلل من شأنه أن يترك آثاراً سيئة على الحالة الصحية.

وفي المقابل، فقلة النوم قد تتحول إلى مرض مزمن يؤسس لمضاعفات خطيرة من بينها ضعف الجهاز المناعي وزيادة معدل نمو الأورام، فقد أثبتت التجارب التي أجريت على حيوانات المختبرات أن الأورام تنمو بمعدل يزيد ما بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عن المعدل الطبيعي إذا حُرم الحيوان من النوم أو أُجبر على النوم المتقطّع.

 

خمول وكسل

وأثبتت التجارب أيضاً أن الحرمان من النوم يسرع الإصابة بالبدانة والسكري، لأنه يُشْعِرالمرء بالجوع حتى لو كان قد أكل قبل وقت قصير.

وبالطبع، فعدم النوم بصورة كافية ولو لليلة واحدة يصيب المرء بالخمول والكسل في اليوم التالي وبعدم القدرة على التركيز الذهني كما أنه يقلل قدرته على حل المشاكل التي يواجهها أو التصرف الجيد إزاء المواقف الصعبة.

وفي الفترة الأخيرة طلع عدد من العلماء بنظرية مفادها أن الحرمان من النوم يربك الساعة البيولوجية، ويجعل الجسم يقلل من إفراز هرمون "ميلاتونين" المعروف بقدرته على محاربة السرطان من خلال سحق العناصر الحرة التي تسبب السرطان، وهذا هو السبب الذي يجعل الأورام تنمو بسرعة أكبر مع قلة النوم أو الحرمان من النوم.

 

حيوية ونضارة

ويضفي النوم الصحي على البشرة حيوية ونضارة في حين يسرع الحرمان من النوم عجلة التقدم في العمر، لأنه يتدخل في إفراز الغدة النخامية لهرمون النمو.

ومن المعروف طبياً أن هذه الغدة تفرز هرمون النمو فقط أثناء النوم العميق، وأثناء ممارسة بعض أنواع الرياضة، مما يعني أن النوم الصحي يحافظ على نضارة الشباب.

كذلك الحال، فالحرمان من النوم يزيد احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بالتوتر مثل أمراض القلب والشرايين وقرحة المعدة والإمساك والاكتئاب.

وفي ما يلي بعض التصرفات الخاطئة التي تسبب الأرق أو قلة النوم:

 

الحبوب المنوِّمة

يخطئ كثيرون حين يتناولون العقاقير المنوّمة قبل أن يحاولوا إزالة مسببات الأرق، اعتقاداً منهم أن هذه العقاقير هي الحل السحري لكل المشاكل، متناسين حقيقة أن النوم مسألة طبيعية ويجب أن يأتي بصورة طبيعية أيضاً.

لا نأتي بجديد حين نقول إن للحبوب المنومة الكثير من ردود الأفعال السلبية الضارة.. أضرار نفسية وأضرار جسدية ليس أقلها الشعور بالنعاس أثناء النهار.

ويعرف أولئك الذين يكثرون من تناول الحبوب المنومة أنها تصبح نوعاً من الإدمان، فإذا توقف أحدهم عن تناولها يوماً يزداد أرقه لعدة أيام تالية، مما يدفعه لزيادة جرعة ما يتناوله من هذه الحبوب حين يجافيه النوم أو حين يستيقظ من نومه في منتصف الليل.

 

البقاء في السرير

الخطأ الثاني الذي تقع فيه غالبية المصابين بالأرق هو الاعتقاد بضرورة البقاء أطول فترة ممكنة في السرير على أمل أن يوفر هذا الأمر فرصة أفضل للاستغراق في النوم.

يقول المتخصصون إنه كلما طال الوقت الذي تقضيه في السرير أثناء الليل من دون نوم، زادت العلاقة في عقلك الباطن بين السرير والأرق.

مع الوقت يصبح الاستغراق في النوم أصعب منالاً، لأن عقلك الباطن، وكذلك جسمك، يصبحان أكثر اقتناعاً بأن من المفروض أن تظل يقظاً في السرير بدلاً من النوم والراحة.

ينصح الخبراء بعدم الذهاب إلى السرير ما لم تشعر بالنعاس فعلاً، فإذا حدث أن ذهبت إلى السرير ولم تغط في النوم خلال عشرين دقيقة يتوجب عليك مغادرته لقطع العلاقة الوهمية بين السرير والأرق.

حين تقضي وقتاً أقل في السرير من دون نوم تكون قد خلصت نفسك من الشعور بالإحباط الذي يسيطر على المرء حين تفشل محاولاته للنوم، لكن جسمه ليس مستعداً للنوم في ذلك الوقت.

 

قاعدة ليست ذهبية

الخطأ الثالث الذي يقع فيه كثيرون هو الاعتقاد بأن النوم ثماني ساعات يومياً قاعدة ذهبية لا يجوز تجاهلها، فالمتخصصون يؤكدون أنها ليست قاعدة ذهبية، ولا يوجد عدد محدد لساعات النوم، لأن كل شخص يختلف عن الآخر، وما يحتاج إليه هذا الشخص قد لا يناسب غيره.

ما يحتاج إليه جسمك من ساعات النوم يعتمد على شعورك أثناء النهار، وهو يختلف من شخص لآخر. فإذا كنت تتمتع بالنشاط والحيوية طوال ساعات النهار بعد أن أمضيت ست ساعات من النوم.. تقوم بما هو مطلوب منك في عملك.. تستمتع بقضاء الوقت مع من تحب بعد انتهائك من العمل من دون أن تشعر بالنعاس، فهذا معناه أن النوم لست ساعات يكفيك، وهي كل ما يحتاج إليه جسمك وعقلك لاستعادة النشاط والحيوية.

من الضروري أن نعطي النوم الصحي الأولوية في حياتنا اليومية بحيث نسجل ولمدة أسبوع فقط عدد الساعات التي نقضيها في النوم يومياً، ومن ثم نسجل وصفاً صادقاً لمشاعرنا طوال اليوم. هل نتمتع بالنشاط والحيوية، أم أن النعاس يغالبنا؟ هل نشعر بالراحة، أم أن الشعور بالتعب يسيطر علينا؟

 

مفيدة للجسم والعقل

هذا لا يعني التقليل من أهمية القيلولة بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من الأرق، فهي مفيدة للجسم والعقل معاً، لأنها تعيد شحنهما بالحيوية والنشاط.. ربع ساعة أو ثلث ساعة تكفي، المهم عدم الاستغراق في النوم لساعات، لأنك إذا فعلت فمن المؤكد أنك ستشعر بالنعاس بعد استيقاظك من هذه القيلولة الطويلة.

ومن النشاطات البديلة للقيلولة، والتي يمكن بواسطتها إعادة شحن الجسم والعقل بالنشاط والحيوية، الاسترخاء مع كتاب مفيد تقرأه، أو الاستماع لبعض الموسيقى الهادئة، ومن ثم تناول وجبة خفيفة تتبعها ممارسة الرياضة الخفيفة أيضاً لبضع دقائق.. تنفس عميق وبعض الألعاب السويدية تنهيها بالاستحمام بمياه دافئة.

مثل هذه الطقوس المفيدة يمكن أن تصبح مع الوقت عادة يومية كفيلة بزيادة جرعة النشاط والحيوية، بالإضافة إلى أنها تريحك من الأرق.

 

 

القراءة والتلفزيون

من الأخطاء الشائعة لدى الكثيرين، الاعتقاد بأن القراءة أو مشاهدة التلفزيون في السرير تجلب النعاس على المدى البعيد.

العكس هو الصحيح كما يؤكد الخبراء، فالقراءة أو متابعة برامج التلفزيون تنشِّط الدماغ في حال كان المرء يتابع ما يقرأ أو يشاهد باهتمام، وبالنسبة للتلفزيون فمتابعة برامجه تشغل البصر والسمع وكلاهما لا يشجع الدماغ على النوم. والشيء ذاته تقريباً يقال عن القراءة في كتاب، فتقليب الصفحات يحث على النشاط ويستبعد الاسترخاء المطلوب للنوم.

من المرجح أن الكثيرين سوف يستعيدون ذكريات الماضي حين كان الواحد منهم يمضي الساعات وهو يقرأ في كتاب، أو يتابع برامج التلفزيون وهو مستلق على السرير، ومن ثم يغط في النوم وكأن شيئاً لم يكن.

المطلوب من هؤلاء أن يتذكروا أن الوقت قد تغيّر، والعمر قد تقدم كما أن الظروف الحياتية قد تغيّرت هي الأخرى.. في الماضي لم يكن الأرق يعرف طريقه إليهم، أما اليوم فقد تجمّعت أسبابه.

فإذا كنت راغباً في القراءة أو مشاهدة التلفزيون قبل النوم، فمن المستحسن أن تُشبع رغبتك في مكان آخر وليس في غرفة النوم.

 

 

القيلولة الخطأ

من الأخطاء التي يقع فيها كثيرون: القيلولة الخطأ، أي الخلط بين النوم الطبيعي ليلاً والقيلولة في ساعات النهار، فالبعض يتصوّر أن الوقت الذي يقضيه في القيلولة لا علاقة له بساعات النوم الليلي، في حين أن الجسم في حاجة لعدد محدد من ساعات النوم في اليوم. فإذا نمت ساعة أو اثنتين خلال النهار فهذا معناه أن ساعات النوم الليلي يجب أن تنقص ساعة أو اثنتين. وإذا لم تستطع النوم طوال الليل، فقيلولة بعد الظهر هي المسؤولة.

لذلك إذا كنت تعتقد أنك في حاجة للنوم ثماني ساعات خلال الليل من أجل أن تواجه اليوم التالي بنشاط وحيوية، فما عليك سوى الاستغناء عن قيلولة النهار أو اختصار وقتها قدر الإمكان.

يقول المتخصصون إن الاستغراق في النوم بسرعة وبمجرد الاستلقاء في السرير لا يعتمد على مستوى النعاس فقط، بل أيضاً على عدد الساعات التي أمضاها المرء مستيقظاً، فإذا كان قد استمتع بقيلولته فعليه أن يغض النظر عن الأرق الذي سيصاب به حتماً.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles