أكد الخبراء خلال اجتماعهم في مؤتمر الجمعية الاميركية للسكري الذي عقد مؤخرا في دبي على شيوع وفاة المصابين بالسكري بسبب إصابتهم بالنوبات القلبية والجلطة. إذ أن سبب وفيات 60 % من مرضى السكري يعزو لأمراض القلب وبخاصة السكتة التي يعرف بأن 50 % ممن يصابون بالذبحة الصدرية لا يصلون الى المستشفى احياء. وعليه، تعد مشاكل القلب من المضاعفات المميتة التي يجب وقاية مريض السكري منها لإنقاذ حياته.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عمر حلاق، رئيس قسم جراحة القلب بالمستشفى الأمريكي في دبي: يرافق مرض السكري زيادة في احتمال الاصابة بأمراض القلب ويتضاعف الخطر بمرتين الى اربع مرات إن رافقه ايضا الارتفاع في الكوليسترول. ومن الطبيعي ان يرافق ذلك عامل خطر ثالث وهو عامل التقدم في العمر. وعليه، فمريض السكر لديه 3 عوامل خطر على الاقل للإصابة بالنوبة القلبية المميتة.
المشكلة اكبر وقعا عند مريض السكر
وتابع: كلما ارتفع معدل الكوليسترول يزداد خطر الوفاة من جراء امراض القلب. بيد أن المشكلة اكثر وقعا عند مريض السكر. فحتى لو لم يكن لديه ارتفاع في معدل الكوليسترول، فلا يزال عرضة لخطر امراض القلب.
وهناك نظريات كثيرة لتفسير هذه العلاقة. والمرجح هو ان ارتفاع سكر الدم يرافقه حدوث تهيجات وتغيرات على جدران الشرايين مما يجعلها اكثر قابلية لزيادة نسبة ترسب الكوليسترول وبالتالي حدوث الضيق والانسداد والاصابة بالنوبة القلبية. اما التفسير الآخر، فيرجع الى حقيقة تفاوت احجام دهون الكوليسترول الضار لدى الاشخاص، وكونها صغيرة واكثر كثافة في دماء المصابين بالسكري من النوع الثاني. وبمرور الوقت، وارتفاع نسبة هذه الدهون وتراكمها بكميات كبيرة على الجدران الداخلية للشرايين، فمن الوارد والسهل ان تتفتت الى جلطات دموية تسبب ضيق الشرايين او سدها وبالتالي التعرض للازمات القلبية او الدماغية.
ماذا تسبب الجلطة؟
عندما تتفتت لويحات الكوليسترول تتكون جلطات تجري مع الدم. وإذا وصلت الى شرايين الدماغ ستسبب السكتة الدماغية، وان وصلت الى شرايين القلب التاجية ستسبب النوبة القلبية، وان وصلت الى الاطراف السفلية فتسبب الغرغرينا. وجميعها حالات خطرة تؤدي الى الوفاة ان لم يتم التعامل معها بشكل سريع وصحيح.
أهمية علاج الكوليسترول
بينت الدراسات أنه كلما انخفض معدل الكوليسترول الضار، انخفض احتمال حدوث مشاكل في القلب والجلطة مباشرة. كما بينت الدراسات أن تناول العقاقير المخفضة للستاتين ترافقها بشكل مباشر انخفاض وفيات امراض القلب بحوالي 56 % عند متناولي العقاقير المخفضة للكوليسترول. كما نقصت نسبة الوفيات من الجلطات 40 % ومعدل الوفيات لأسباب عامة بحوالي 46 %. مقارنة مع العينة المرضى التي لم تكن تتناوله.
وفي دراسة كبيرة، وجد ان تناول عقار ستاتين من قبل من اصيب سابقا بالجلطة، يرافقه انخفاض في نسبة الإصابة بجلطة ثانية بحوالي 50 % لمدة عشر سنوات.
عقار مخفض للكوليسترول
بالإضافة الى اهمية ضبط سكر الدم وضغط الدم، فخلصت ارشادات منظمات السكري العالمية الى ان كل مريض سكري تعدى عمر 40 سنة عليه تناول عقار مخفض للكوليسترول سواء كان لديه ارتفاع او لم يكن لديه للحفاظ على صحة قلبه. ولا بد من الابتعاد تماما عن التدخين، لأنه يرفع الكوليسترول ويزيد من لزوجة الدم وتجلطه.
- MSD الشرق الأوسط: 20 % من سكان الكويت مصابون بالسكر.
- 800 مواطن يموتون سنويا من السكر ومضاعفاته
- دولار للسكري من كل 4 دولارات في ميزانية الصحة
تعد الكويت من أكثر دول العالم من حيث معدلات انتشار السكري، حيث يعاني20 % من سكانها بالسكري من النوع الثاني، ووفقا لدراسة MSD والمعروفة ايضا باسم «ميرك» في الشرق الأوسط. وبين نضال فخوري، العضو المنتدب لشركةMSD الشرق الأوسط، أن التقارير تؤكد اصابة شخص من كل 5 اشخاص بالسكر في الخليج. وتتوقع ان يرتفع ذلك في 2030 الى اصابة شخص من بين كل 3 اشخاص في الخليج.
وقال حلاق: تحتاج منطقة الشرق الأوسط للعديد من التغييرات الاساسية لتقليل معدل انتشار السكري. ونتعاون مع الجهاز الطبي لتوفير المعلومات الصحيحة والمفيدة للجمهور لتعريفه بطرق الوقاية من السكري ومضاعفاته، لنساهم في خفض نسبة الاصابة ومضاعفات المرض.
وعلق د. مازن الطاروتي العضو المنتدب لشركة MSD الخليج قائلا: «تشير تقديرات الاتحاد العالمي للسكري الى أن أكثر من 800 مواطن كويتي يموتون سنويا نتيجة السكر ومضاعفاته. لتقليل تلك الأرقام، يجب التعامل مع انخفاض مستوى الوعي بالسكري ومضاعفاته والمخاطر المصاحبة له. ولا يغفل هنا ان نشير الى كون السكر من الأمراض المكلفة، حيث يستنزف دولارا واحدا من كل 4 دولارات تُنفق على الرعاية الصحية.
علاقة السكر بالقلب
يزيد السكر من مخاطر امراض القلب نتيجة لارتباطه مع ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم. فمريض السكر اكثر عرضة للإصابة بضيق الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والجلطة القلبية او الدماغية. فقد اثبتت الابحاث تضاعف نسبة اصابة مرضى السكري بهذه الامراض من 2 - 4 اضعاف، مقارنة بالأصحاء ممن لديهم ارتفاع في كوليسترول الدم فقط.
وهي نسبة مشابهه لمن اصيب سابقا بالجلطة. وأوضحت الدراسات أن المصابين بالسكري من النوع الثاني ممن تعدوا عمر 65 سنة أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب من مرتين لأربع مرات مقارنة بغير المصابين به.
وصفات الأطباء لنصف محتاجيه
كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة برايتر للأبحاث برعاية شركة MSD أنّ الأطباء ينصحون 51 % فقط من مرضى السكري من النوع الثاني بتناول دواء خافض للكوليسترول، رغم التوجيهات التي أصدرها الاتحاد الدولي للسكري بوصف عقار خافض للكوليسترول لجميع مرضى السكري من النوع الثاني الذين تزيد أعمارهم على 40 عاما.
وللتوضيح، أشار الدكتور يعقوب حداد، المدير العام للعلاقات الحكومية والسياسية بمنطقة الشرق الاوسط، الى نتائج الدراسة التي قيمت درجة وعي المريض والاطباء بالترابط بين امراض القلب والسكري. ومن أهمها ان معظم الاطباء أشاروا الى ان خطة العلاج لا تعتبر التحكم بمعدل الكوليسترول الضار من اساسيات العلاج، بل تتدرج الاوليات من التحكم بمعدل سكر الدم ثم معدل ضغط الدم ثم بمعدل الكوليسترول. فيما اشار 75 % من الاطباء الى ارتباط السكر مع ارتفاع معدل الكوليسترول الخطر جدا على القلب. وبالمقارنة، اشار المرضى الى ان تدرج أولياتهم يبدأ بالتحكم في معدل سكر الدم وضغط الدم ومن ثم خفض الوزن والتوقف عن التدخين.