Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

بلسم الشباب

$
0
0

أكّدت باحثة تايلندية، أن تناول كوب من «البَوْل» يومياً، من شأنه أن يوقف أعراض الشيخوخة، وأن يشفي من أمراض كثيرة، وذلك بعد دراسة ميدانية واسعة أجرتها على كهنة بوذيين يتبعون منذ سنين طويلة هذا الأسلوب. وقالت إن المئات من الأشخاص الذين يتناولون يومياً كوباً من بولهم، اكتشفوا الأثر المدهش لهذا الأمر على صحتهم العامة، ولاحظوا فعله في وقف أعراض الشيخوخة. وأجرت الباحثة دراسة مستفيضة على 250 شخصاً يتبعون هذا التقليد الذي توصي به مخطوطات ترجع إلى 2500 سنة. وقالت إن %87 من هؤلاء أكدوا الأثر المفيد للإدمان اليومي على شرب البول للتخلّص من قشرة الشعر ومنع الشيب وعلاج التهاب الجيوب الأنفية وغيرها.. لكنها اعترفت بأن %10 من مستهلكي «شراب البول» يعانون من الإسهال!

وبعد صدور الخبر تسابقت كل وسائل الاعلام على نشره وتعميمه، مما أثار صدى إيجابياً عارماً في الأوساط الصحية والاقتصادية والسياسية، خصوصاً لدى المؤسسات التي تعاني من شيخوخة مزمنة في أدائها وطروحاتها ومواقفها، أو التي تشكو من شيخوخة مبكرة.

ولقد رأى الجميع أن هذا «العقار» المتوافر لدى كل مواطن من دون استثناء، سيؤدي الى حلول جذرية في استعادة النضارة والنشاط والشباب.

وأصبح الموضوع «البَوْلي» من أهم وأدق وأعمق المواضيع اليومية، وكاد أن يطغى إعلامياً على كل القضايا المصيرية، فخطفَ الأضواء من البرامج الفنية والثقافية والسياسية. وشكّل هاجساً «تقدمياً» لدى المؤسّسات الطاعنة في السن، إلى درجة أنه أثر على جملة من المفردات الكلامية المتداولة، ففي بعض الصياغات اللغوية أصبح يقال: قضية تشغلُ «البَوْل»! بدلاً من القول: قضية تشغل البال! أو جملة: قلْ لي كيف «تَبُول» أقلْ لكَ من أنت!

ومنذ ذلك الحين تغيّر المعنى الأيديولوجي «للبَوْل» وابتدأ النظر إليه من زاوية «قوميَّة» بحتة! كما حظي باهتمام رسمي وشعبي، وأصبح شربه عملاً وطنياً، وخطوة كبيرة حاسمة للدخول إلى رحاب العولمة! ولهذا فقد رُفعت الشعارات المطالبة بالمحافظة عليه وتنظيمه وعدم إهداره!

واعتقد البعض أنَّ شرب «البَوْل» لأكثر من مرة في اليوم، سيؤدِّي، ليس فقط الى الشفاء من الأمراض المذكورة آنفاً، وإنما سيساهم في رفع مستوى الصفاء الذهني والنقاء الروحي!

وربما - من يدري - سنرى قريباً المواطن الصالح في الشارع وفي مكان عمله وهو يحمل «زجاجة بوله اليومي» بيد، وباليد الأخرى هاتفه الجوال.

آمل أن تكون الحملة «البَوْلِية» هي آخر حملات «الإصلاح» الإداري والسياسي والفني! وإلاّ، فسنبقى إلى أجل غير مسمى نتناول هذا «الشراب» المبتكر، وبوصفته التايلندية، التي أعطت مفعولها ومفاعيلها على جهابذة البوذيين، برغم ما تسببت للعديد منهم في «الإسهال».

لقد ظهر أخيراً أثر ومفعول تناول هذا الشراب، وذلك من خلال تصريحات بعض السياسيين، التي غلبَ عليها أسلوب «الإسهال الممتنع»!

د. غازي قهوجي

Kahwaji.ghazi@yahoo.com


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles