Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

ثريا البقصمي تصارع «جنرال الثلج»

$
0
0

صدر حديثا للفنانة التشكيلية والكاتبة ثريا البقصمي رواية جديدة تحمل اسم «زمن المزمار الاحمر»، تضم في طياتها واحدا وعشرين فصلا.

وقد وضعت بنفسها لوحة الغلاف، ولا اعرف سببا يجعل البقصمي تعرف كفنانة تشكلية اكثر منها اديبة، على الرغم من ان لديها مجموعة شعرية وست مجموعات قصصية، وكتب عن أدب الطفل، ونالت مجموعتها «شموع السراديب»، التي صدرت في عام 1992، مكانة متميزة.

ان روايتها الاولى تلك تتناول مذكرات طالبة كويتية درست في الاتحاد السوفيتي بدءا من عام 1974، حيث ذروة المد الشيوعي، والحلم بعالم مثالي لن يراه احد بتاتا فتناولت احداثا مميزة، تحمل من التناقضات الكثير عبر لغة جميلة وجمل رشيقة وبأسلوب سلس غير ممل، كما ان الاحداث تحمل اسقاطات لمنظومة الاشتراكية التي كانت تنبض في الاتحاد السوفيتي وانجرف معها الكثير من الشباب العربي.

 

متتالية قصصية

وروايتها تلك تشبه رواية غازي القصيبي «شقة الحرية»، فهي متتالية قصصية مترابطة لتشكل رواية، والصدفة ان القصيبي كتب روايته لمذكرات طالب كان يدرس في مصر في الستينات، والبقصمي كتبت رواية لمذكرات طالبة درست في الاتحاد السوفيتي في السبعينات.

وكان لبرد مدينة «موسكو» الروسية حضور قوي في احداث القصص، لدرجة انه كان وراء موت انسان، وتعرض البقية للضرر.

ولان الثلج في بلد بوليسي، فانها اطلقت عليه اسم «جنرال الثلج»، وتسخر منه بكوميديا أدبية حين تقول: «ان قيادتي لسيارة بيضاء اللون يجعلني اشعر بأني ممرضة اقود سيارة اسعاف، لاصطدم بعدها بجبل من الجليد، لكنها سرعان ما تجعل الحب يمنحها الدفء»، وهي تضيف: «لقد لحقت بقلبي من أجل رجل أحببته، وامتطيت أجنحة عشقي لأحط فوق قباب الكرملين، طائر سنونو معذبا، يشدو أشعار بوشكين وولير مونتوف. الامر الذي يعكس صورة من اهم صورة موسكو كونها عاصمة ثقافية، فوجدت ضالتها فيها رغم المعاناة التي دفعتها لانتقاد النظام السوفيتي، اذ تقول: «وتمنت في قرارة نفسها ان يكتشف ذات يوم مدى علاقة تلك الاحلام بواقع غارق في مستنقع البيرواقراطية والمركزية».

ثم تابعت: «انهم يختارون ويخططون ونحن لا نملك الحق في الاعتراض، حتى الحروب هم يشعلونها ويطفئونها، وما نحن الا حجر شطرنج او تروس هشة في عجلة معدنية جبارة»، وهي جمل تعكس مدى الوعي السياسي لدى الكاتبة.

 

حوارات سياسية

وقدمت البقصمي مجموعة احداث وقصص تعرضت بكل جرأة للعلاقات الخاصة بما فيها الجنسية، كما في قصة «كلمات سحرية».

وتناولت البقصمي الطلبة العرب من الجنسين، فالرجال لديهم رؤى سياسية ويتطاحنون في النقاشات السياسية، وقد تصل الى الضرب والشتم، ويعمل بعضهم في تهريب البضائع، ومن بينهم طلبة خليجيون من السعودية والبحرين يدرسون بأسماء مستعارة، بينما النساء العربيات كل واحدة منهن لها عالمها الخاص ومعاناتها، كاليمنية «عائشة» التي تزوجت ابن عمها ويمارس الجنس مع فتيات روسيات، ويهددها كلما طالبت بالعودة الى اهلها، بأن يقول انها لم تكن عذراء! وتكتمل في قصة «صناعة روسية»، حيث الجنس كان حاضرا بصورة قوية، واستطاعت من خلال احد المشاهد ان تنتقد الصناعات الروسية، اذ تقول: «لا افهم كيف يصنعون صواريخ تصل الى القمر ويعجزون عن صنع (واق) يرفع الرأس ولا يورط الناس».

 

الصقيع وشمس الحرية

وتستمر البقصمي في نثر آرائها السياسية، فتقول على لسان احد الشخوص «ان الصقيع الروسي يذوب تحت حلاوة شمس الحرية، وهو افضل ألف مرة من شمس عربية دافئة تذاب تحتها حريات البشر»، وتتابع: «هناك تحاول قراءة جريدة البرافدا التي تعني الحقيقة»!

وتوجه البقصمي كلامها الى احد رموز الاتحاد السوفيتي والزعيم الماركسي فتقول: «ايها الرفيق «لينين» هل انت من نفخ في المزمار الاحمر وسارت من خلفك جحافل البشر؟ حيث سقطوا وجروا وعلقوا وعذبوا من اجل فكرك؟ حتما لقد غيرت سحنة العالم، لقد أحبك وألّهك الكثيرون، بينما بغضك وتمنى زوالك وزوال فكرك اخرون، لكنك بقيت رمزا لكل من اعجبوا بفكرك الانساني، أتعلم ان نغمات مزمارك لم تصل إلي، ولهذا لم اكن في عداد السائرين خلفك؟».

ان رواية ثريا البقصمي لم تكن مجرد رواية تدور فيها احداث متناقضة في اطار انساني يعكس القمع احيانا، ويعكس العشق في احيان اخرى، الا انها صفعة في وجه الجمود الفكري والعقائدي، وفساد الانظمة وان تم تحت شعارات رنانة.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles