
بعد مرور خمسمائة عام على رحلة كريستوفر كولمبوس الشهيرة هل هناك ما يدعو الى الاحتفال في الاميركتين خاصة الجنوبية منهما؟ هذا ما ينفيه الروائي المكسيكي كارلوس فوينتوس، مؤكدا الواقع المأزوم التي تعيشه أميركا اللاتينية بعد كل هذا التاريخ.
جاء ذلك في كتابه «المرآة الدفينة» الذي صدرت أخيرا ترجمته عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، وقام بالترجمة عن الأسبانية الدكتور علي المنوفي.
الكتاب يتكون من 18 فصلاً، ويقع في 442 صفحة من القطع الكبير، ويحاول قراءة تاريخ الثورات في أميركا اللاتينية، مستعرضا جوانب مختلفة من العلاقة المركبة بين شاطئي الأطلسي، بين أسبانيا وتاريخها وعالمها في شاطئ، أميركا وثقافتها وعالمها في الشاطئ الآخر، وضمن ذلك كله ثقافات العرب واليهود والزنوج والسكان الأصليين للأميركتين.
في مقدمة الكتاب، يقول فوينتس «بعد خمسمائة عام على رحلة كولومبوس طلبوا منا أن نحتفل بالمئوية الخامسة لهذه الرحلة التي لا شك أنها كانت واحدة من الأحداث الكبرى في تاريخ البشرية، وكانت البشارة التي أعلنت مجيء العصر الحديث والوحدة الجغرافية لكوكب الأرض».
وتابع فوينتس «غير أن الكثير منا- معشر المتحدثين بالأسبانية في الأميركتين نتساءل: هل هناك بالفعل ما نحتفل به؟ عندما نلقي نظرة على ما يحدث في الجمهوريات في أميركا اللاتينية مع نهاية القرن العشرين هناك التضخم الاقتصادي والبطالة وعبء الديون الخارجية الذي يتجاوز الحد، والفقر والجهل اللذان يزدادان، وتهاوي القدرة الشرائية وتدني مستويات المعيشة.. هناك شعور بالإحباط وضياع الأحلام والآمال التي تحطمت.