Quantcast
Channel:
Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

هل نترك الجسم يطور مناعة طبيعية؟

$
0
0

ناقش بحث جديد نشر في الدورية البريطانية «نيو انغلاند اوف ميديسن» اسباب ظهور حالات الاصابة بمرض النكاف خلال السنوات القليلة الماضية. وللتعريف، فالنكاف مرض فيروسي، ينتقل بالعدوى من خلال افرازات الجهاز التنفسي (العطس واللعاب) وسوائل الجسم الاخرى. وبحسب الباحثين، فان انتشار تلقيح الاطفال بالتطعيم الثلاثي (ام ام ار - لقاح الروبيلا والنكاف والحصبة) خفض الاصابة بالنكاف في اميركا الى اقل من %1 حتى عام 2005. لكن حدث تغير بعد عام 2006، وظهرت عدة اصابات في اميركا بين الخاضعين للتطعيم، حيث بينت الاحصائيات أن %89 من المصابين خضعوا فعلا للتطعيم الثلاثي (ام ام ار)، بينما خضع %9 منهم للتطعيم الثنائي (النكاف والحصبة)، مما يعني بأن %98 ممن اصيبوا بالنكاف تم تلقيحهم ضده.

التفسير

من المستغرب ان يصاب شخص بمرض اخذ تطعيما ضده، فيفترض ان يوفر التطعيم وقاية ومناعة منه. ويبحث العلماء عن تفسير لهذا حاليا. ورجح الدكتور كينث برومبيرج، رئيس قسم طب الاطفال وابحاث التطعيم في مستشفى بروكلين في نيويورك سيتي، ان يكون سبب ظهور الاصابات بالنكاف هو احتكاك الاطفال المصابين بالمرض مع من خضعوا للتطعيم. ورغم فعالية التطعيم، غير ان تأثيره الوقائي يضعف مع زيادة تعرض الجسم للفيروس، خاصة لو صادف ذلك ظروف مناسبة سببت هبوط مناعة الجسم. وقد يعزى الامر الى قلة فعالية هذا التطعيم. فسبب اخذ الطفل لجرعتين من التطعيم الثلاثي في سنواته الاولى، هو ان الجرعة الثانية تساهم في تطوير المناعة في %20 من الحالات التي لم يسبب لها التطعيم الأول تطوير مناعتها، بمعنى ان التطعيم الثاني يوفر فرصة ثانية للقاح قليل الفعالية حتى يعمل.

الحل

كحل لوقف الاصابة، اقترح خبراء شركة ميرك المنتجة للقاح، إضافة جرعة تطعيم جديدة، حتى يعطى الطفل ثلاث جرعات. وفي دراسة نشرتها دورية «التطعيم» قام الباحثون من شركة ميرك بإعطاء جرعة اللقاح الثالثة للطلبة في 3 مدارس. وخلصت النتائج الى أمان وتأقلم الجسم مع الجرعة الثالثة بشكل جيد، لكن ظهرت اثار جانبية موضعية او عامة بسيطة في %7 من عينة البحث خلال اسبوعين من التطعيم. اما الاثر الطويل الامد من الجرعة الثالثة للتطعيم فلا يزال غير معروف.

نزاهة شركة إنتاج اللقاح

لكن إن كان اخذ الطفل لجرعتين من التطعيم لم يكف للوقاية، فهل يمكن ان تحقق اضافة جرعة جديدة من التطعيم المعادلة والوقاية التامة؟

والجواب قد يكون اكثر وضوحا لو عرفت بأنه تمت مقاضاة شركة ميرك قانونيا لأنها خبأت بعض نتائج دراسات تقييم لقاح النكاف، حيث غيّرت من نتائج ابحاثها لتشير الى فعالية التطعيم في الوقاية من الاصابة بنسب تتراوح ما بين 76 - %95 ، في حين ان فعاليتها الواقعية اقل من ذلك.

لكن، نظرا الى قوة شركات الادوية الكبيرة وتأثيرها في منظمات الصحة، يتوقع ان يتم دعم اضافة جرعة اللقاح الثالثة في جدول تطعيم الاطفال. وعلق الخبراء: «من المفيد ان نوفر للطفل في بداية حياته الحماية من الامراض من خلال التطعيم، حتى لو كانت حماية مؤقتة، فذلك افضل من الاصابة بالأمراض المعدية خلال فترة الطفولة».

هل نترك الامر للطبيعة؟

ناقش عديد من الباحثين ايجابيات وسلبيات زيادة التطعيم على صحة الجهاز العصبي وما يترتب عليه من اثار محتملة. فتعريض جهاز الطفل المناعي للعديد من اللقاحات في فترة متقاربة اثناء نموه، قد يفرط من تنشيطه وتحفيزه ويقلل من فعالية دفاعاته ضد الامراض عموما. ولا ينسى اثر المواد المضافة الى اللقاح مثل: مواد كيميائية ومعادن مثل الفلورمالديهايد والالمونيوم والرصاص والصوديوم الاحادي جلوتاميت والسفلفاين وبروتين الخميرة وغيرها.

ومن جانب آخر، هل زيادة عدد جرعات التطعيم امر جيد ام يجب ان نترك الطبيعة تطور مناعتنا ضد الامراض؟ فالنكاف لا يعتبر مرضا خطرا، ومن النادر ان يسبب مضاعفات مثل التهاب السحايا والدماغ والخصية والمبايض والصمم. وغالبية اصابات الاطفال تمر من دون مشاكل ويتشافون بعد اكتساب اجسامهم لمناعة دائمة، وهو ما لا يوفره التطعيم، فحتى مع اخذ جرعات التطعيم الثلاث، فلا يزال هناك احتمال ان يصاب الطفل بالنكاف. لذا لا بد من وزن فوائد وسلبيات للتطعيم.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 8691

Trending Articles